طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

علي علي علي



بقلم- جعفريتيم
العلياء والشموخ والتضحية في ثلاثة ... أسمائهم ( علي )
كان في الأول بداية تاريخ الاستشهاد في الحركة الوطنية لأبناء أهالي قرية سماهيج ، الشهيد علي يوسف الحبيبب استشهاده بتاريخ 8-8-2006  في انتفاضة الكرامة سنين التسعينيات جراء المرض الذي صاحبه بعد التعذيب الشديد والسجن المرير، والثاني إسمه أيضاً (علي) علي الحايكي يوم استشهاده  بتاريخ 6-2-2012 إثر تعرضه لاختناق الغازات السامه والذي تأثر بها وبقي طريح الفراش الى أن أختاره الباري ونال الشهادة ، والثالث هو الشهيد الفتى إسمه(علي) علي عباس رضي شهيد صلاة الجمعة ، واستشهد في  يوم الجمعة بتاريخ 9-11-2012 دهساً جراء ملاحقة قوات الأمن له وتعرض جسمه لاصابات بليغه وكسور .

في نموذج علي الأول ظهور تاريخ الاستشهاد والنموذج لعلي الثاني بدء الاستشهاد في ثورة اللؤلؤ وفي نموذج علي الثالث  هو استمرارية التاريخ لتقديم الشهادة .
هي حلقة متصلة في التاريخ ،
انها ليست صدفه ،
إنه العطاء والتضحية ،
في كل ماعند هؤلاء الشبان .

إنها الحرية التي تنفسها علي بشهادته وروى بدمه أرخبيل البحرين بأكمله ، هنيئاً لشخصكم الشهادة فأنتم خلقتم من أجل أن ترووا وقود العطاء الجهادي لشعب أعزل ومسالم لينتصر ، أبيتم الا أن تقدموا كل ماعندكم لاهلكم ،لأخوانكم ،لأصدقائكم ، لقريتكم ، لشعبكم ، لوطنكم .
المجد والخلود لكم ولقرنائكم في الوطن والجنة
14-11-2012

شهيد صلاة الجمعة



اعداد-جعفريتيم
كانت هي الدعوة بتاريخ 4-11-2012 والتي وجهها كبار علماء البحرين الأجلاء ولباها الصغير والكبير للصلاة المركزية في جامع الصادق بالدراز خلف آية الله الشيخ عيسى قاسم وذلك استنكارًا للاستهداف الممنهج والإساءةالموجَّهة لشخصية الشيخ عيسى (1) , وتوالت بعد ذلك بيانات العلماء والقرى والبلدات البحرينية ملبيةً الدعوة بحضور جمعة الفقيه والتلبية .
إذاً كان الجميع على الموعد في يوم الجمعة 9-11-2012 للتلبية والذهاب لجامع الصادق بالدراز، منذ الصباح كان الأمرمتوقعاً باغلاق الشوارع والمناطق المؤدية لمكان الصلاة , كانت الشوارع الرئيسية مزدحمة من المركبات الا أن الناس لم تأبه وأخذت بركن مركباتها على جانب الطريق وهمت بالمسير مشياًعلى الأقدام وقد واجهت التضييق من قبل قوات الامن باشاعة الخوف من خلال تفريق المجاميع  بالغازات الخانقة والقنابل الصوتية .
عند وقت الزوال انتشر خبر مصرع أحد الشباب بعدت روايات مختلفة الا أن الرواية الأكثر انتشاراً كانت فحواها هي مطاردة قوات الأمن له ومن معه بالقرب من كوبري قرية القدم ، بقيت جثة الفتى أمام أنظارالناس في الشارع وفي ذلك أصدرت وزارة الدخلية بيان على الشبكة العنكوبتية تفيد بأن المدهوس أجنبي وبعد ساعات تم تعديل الخبر بأنه مواطن بحريني ،الشهيد هو الفتى السماهيجي علي عباس رضي البالغ من العمر 16 عاماً كان مع أصدقائه حريصاً للذهاب والتلبية للصلاة خلف الشيخ عيسى قاسم الا أنه واجه الغدر والقمع بالدهس.
رفع صوت القرآن الكريم في مقبرة سماهيج والاعلان عن استشهاد أحد أبناء القرية وانهالت الناس على بيت والد الشهيد لمعرفة تفاصيل الخبر الا أن قوات الامن فرقت التجمع بالقاء الغازات الخانقة على المواطنين المسالمين ، تم تجهيز القبر الشريف لكي يدفن في نفس اليوم الا أن الجثة أبقيت في المستشفى وأعلن أهل الشهيد التشييع ليوم غد السبت عصراً ، في نفس اليوم بعد صلاةالمغرب خرجت مسيرة شموع حاشدة تجوب القرية وقبل الختام قمعت وأطلق عليها الغازات الخانقة لتفريق المجتمعين وقد أستخدم مسيلات الدموع بكثافة مفرطه  وتم أستخدام الرصاص الانشطاري كذلك .
في صباح يوم السبت بتاريخ10-11-2012 أستلم أهل الشهيد الجثمان من المستشفى وصولاً لمغتسل مقبرة سماهيج لتغسيله وتكفينه ، أقيمت مراسيم تشييع الشهيد عصراً وكانت بداية الانطلاق من جامع الخيف بقرية الدير المجاورة وصولاً الى مقبرة سماهيج لاقامة صلاة الجنازة بحضورحشد جماهيري كبير رغم نصب العديد من نقاط التفتيش لمنافذ المنطقة ، أودع الشهيد روضته الطاهرة وتمت مواراته الثرى ، وفي أثناء تقديم العزاء من المشاركين تم تفريق التجمع باطلاق الغازات الخانقة والقنابل الصوتية .
أقيمت مراسم التعزية على الشهيد السعيد في مأتم سماهيج الكبير لمدة ثلاثة أيام من تاريخ 11-13 ، وحضر العديد من الوفود الحزبية والوطنية والشعبية ومن الرموز الوطنية والدينية والسياسية لتقديم العزاءلأهل الشهيد .
وكان شعب البحرين على موعد في يوم الثلاثاء عصراً بتاريخ 13-11-2012 لختام فاتحة الشهيد (كسار الفاتحة) للحضوروالمشاركة، ومنذ الصباح في هذا اليوم كانت الامور طبيعية فالشوارع والطرقات والمنافذ المؤدية لقريتي الدير وسماهيج جميعها سالكه وما إن اقترب موعد ختام الفاتحة في قرابة الثالثة عصراً تم نصب نقاط تفتيش أمنية وحواجز عسكرية واغلاق الشوارع والطرقات المؤدية لمنطقة العزاء .
كان مقرراً أن تخرج مسيرة التأبين لكسار الفاتحة من ساحة الشهيد زكريا العشيري بالقرب من جامع الخيف بالدير لتتجه الى مقبرة سماهيج وقد قمعت المسيرة بالغازات الخانقة قبل ان تخرج مخلفةً الكثير من الإختناقات في صفوف المشاركين ، بعد الانتهاء من القراءة التأبينية في المأتم خرجت مسيرة تجوب القرية متوجهة الى قبر الشهيد لقراءة سورة الفاتحة وختام مراسم التعزيةللشهيد .
وبعد الإنتهاء من مراسيم التعزيةأقدمت قوات الأمن في أزقة القرية راجلين بأعداد كبيرة وفرق متوزعة في انحاء القرية وذلك بهدف إشاعة الخوف والهلع في نفوس الحاضرين ، لم تفارق طائرة الهيلوكبتر سماء المنطقة راصدة جميع تحركات المعزين ، وقد كانت قوات الأمن تعمد لتفريق أي تجمع في أنحاء القرية باطلاق القنابل الصوتية ومسيلات الدموع ، وكانت الشوارع المؤدية لمحل العزاء مسرحاً لقوات الأمن في التمركز ، وقد تعرض التجمع العزائي النسائي لهجمة ضوضائية مزعجه من قبل القوات ، وفي هذه الأثناء اعتقل ثلاثة شبان من أهالي قرية سماهيج أثنان منهم أفرج عنهم في وقت لاحق والثالث لم يزل بين القضبان .
وفي اليوم ذاته بعد صلاة المغرب خرجت بعد الصلاة مسيرة شموع لقبر الشهيد لقراءة سورة الفاتحة وبعد الختام تعرضت للقمع باطلاق مسيلات الدموع الخانقة . 

_____________
1-البيان الصادر من كبار العلماء الأحد19 ذو الحجَّة 1433هـ
4 نوفمبر 2012م .

13-11-2012


الأحد، 21 أكتوبر 2012

التاريخ في أشرف البقاع


بقلم -جعفريتيم
أشرف البقاع .... هي عبارة خاطفة تتكون من كلمتين ، الا أن مضمونها كبير ويفوق مايتصوره المرء . 
ربما تضعها في خانة الصفات النبيلة ، وربما تقرأها من جانب جغرافي ، لكن قراءتها قراءة فلسفيه ، ستأخذك حتماً للتاريخ .. بل إلى الإنسانية التي أوجدها الله جل وعلا كما هي وليس كما أوجدها الإنسان نفسه . 

هنا في أطهر البقاع وأشرفها..  هنا في مدينة الله .. هنا في مدينة الحرية والكرامة ..  تتنفس الحرية في أصل التاريخ وفلسفته منذ خلق آدم الى الآن ، وكل الشوق أن يصل الإنسان الى موقع ( عرفه ) ليتلمس ويتعرف على التاريخ الحقيقي للبشريه في نشوئه وارتقاءه . 

16-10-2012
نشرة نفحات الشرف (حملة الشرف) -العدد الثالث - 2012/1433

تأملات في النهر الأبيض .

بقلم - جعفريتيم
تمد بصرك من الأعلى باتجاه الكعبة ، ترى النهر الأبيض جاري ينساب بهدوء وطمأنينة.

أي نهرٍ هذا الذي يسيل من غير للماء ؟
وهل هناك نهر يجري ويتحرك بدون ماء ؟

الأرواح تقود نفسها بنفسها في حركة دورية اوتماتيكية ربانيه منظبطة موحدة متآلفة تطوف سبعاً .

أصوات ، تلبيات ، صلوات ،انات ، صرخات، بكاء ، دعاء ، استغاثه ، استجاره تتعالى من الحناجر الصادقة المتبتلة.

يالله يالله يامبدع
يالله يالله يامصور

منظر ولا أجمل ولا أروع منه منظر
تتحرك البصيرة هنا هائمة في سيلان النهر ،
تنساب معه ، تناغيه ، تذوب في أوساطه .

إنها العبودية تتجلى في أجمل صورها
إنه الإنحاء والتذلل للخالق المهيمن .

تقف بكل عزة وشموخ تتأمل منظره المتشح باللون الأبيض الصافي ، فسيفساء من البشر بجميع أصنافهم وألوانهم ولغاتهم وأعراقهم ومشاربهم قد ضمهم النهر الجاري .

هنا ليس تنظيماً رياضياً يقيمه الفيفا للبهرجة والنشوة ، هنا ليس مؤتمراً للامم المتحدة لاتخاذ قرار المنع والحرب والتخطيط لنهب ثروات وخيرات الشعوب الكادحه.

هنا ليس تجمع قومياً ولا عروبياً ولا حزبياً ولا فئوياً ولا قبلياً لكي تكون العصبيه والاستقواء.

هنا ليس تجمع اقليمياً ولا اتحادياً ولا كنفدرالياً لكي تعمل بخبث السياسة وتنشيط الاقتصاد وبها تستعلي على الخلق .

هنا ليس لليبرالية والشيوعية والرأسمالية والبرجوازية والميكافيلية محل للتسلط ولاستحمار الفكر الإنساني .

هنا تجمع انساني بشري مبدأه الإنحناء والإنصياع والتسليم للخالق لا الاستعلاء والتمرد .
حرك بصرك وبصيرتك بعد التأمل في النهر الأبيض تجدها تنساب معه .
20-10-2012

نشرة نفحات الشرف (حملة الشرف) -العدد السابع - 2012/1433

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

الذكرى السنوية العاشرة لافتتاح مسجد السيده زينب (ع) بسماهيج .



إعداد- جعفر يتيم
يصادف تاريخ اليوم التاسع من أكتوبر لسنة 2012 على مرورعشرة أعوام علىافتتاح مسجد السيدة زينب (ع) الواقع في جنوب شرق قرية سماهيج  ، والافتتاح جاء في فعالية ذكرى النصف من شعبان وذلكضمن احتفالات أهالي المنطقة والبحرين بذكرى ولادة الامام المهدي (ع) في يوم الخميسليلة الجمعه الموافق 12- شعبان – 1424هـ  /الموافق  9- 10- 2003 م . (1)
وقد سبق الاحتفال الصلاة جماعه بامامة الشيخ عادل الشعله ومن ثم افتتح الاحتفالبقراءة آيات من القرآن الكريم وتلت بعد ذلك الفقرات كلمة لصندوق سماهيج الخيري ، كلمةالمتبرع (أهل المتبرع)، قصيدة شعريه ، كلمة للشيخ عادل الشعله ، وأخيراً أنشودة لفرقةفجرالاسلام من مدينة القطيف بالعربية السعوديه ، وكان في ختامالفعالية شكرخاص مقدم من رئيس صندوق سماهيج الخيري وأعضاء مجلس الإدارة للمؤسساتوالشركات والشخصيات التي قامت بالمساهمة والتعاون في تشييد وبناء المسجد .
ومبنى مسجد السيدةزينب (ع) بهندسته وشكله الجميل يحتوي على ملاحق ومرافق منها ملحق خاص للنساءومقراً خاصاً بصندوق سماهيج الخيري وغرف مهيئة لخدمات المسجد بالإضافة لبقالتينيعود ربحهما لصالح المسجد ، وفي اليوم الأول من افتتاحه أصبح منارةً للهدى ومركزاًايمانياً للاشعاع الديني والتوعوي ، وصرحاً رسالياً لتوعية المؤمنين بفكر وثقافةأهل البيت الأطهار(ع) ، ومنذ ذلك الحين يرتاده المصلون من أبناء المنطقة وتقام في أرجائهصلوات الجماعة وقراءة الادعية وزيارات أهل البيت (ع) وكذلك إحياء الليالي المتميزةبالفضيلة من كل أسبوع بما في ذلك قراءة دعاء الندبة  المشهور في صباح كل يوم جمعة  والذي تتلوه جلسه حوارية اجتماعية بعد فعاليةالدعاء ، وتخصص في ليلة السابع والعشرون من شهر رمضان من كل عام إحياء ليلة القدربشكل خاص بالقرية بالإضافة لاحياء المناسبات الدينية المتنوعة لأهل البيت عليهمالسلام ، أما الجانب الثقافي والإجتماعي والفكري فهناك حلقات تدريس القرآن وتعليمالصلاة وأحكامها تقام بشكل يومي من قبل المهتمين بالشأن الإرشادي بالقرية ، وكذلكتنظم المحاضرات واللقائات المتنوعة والمسابقات القرآنية في شهر رمضان .
يذكر أن المتبرع لبناء وتشييد المسجد هو المرحوم الحاج محمد خلف اسماعيل البناء( ت 12 ربيع الثاني 1416هـ ) من مواطني دولة الكويت الشقيقه ، والمرحوم المتبرع منالمعروفين بنشاطهم في العمل الخيري بالكويت وخارجها وله اسهامات عديدة في عمل الخيروالبر ، ومنضمنها توصيته بتخصيص مبلغ لتشييد وبناء المسجد ذاته .

المنطقة قديماً :
ومنطقة المسجد الحاليه والتي أصبحت فيما بعد باسم مسجدها ( حي السيده زينب ع)كانت من قبل منطقة بحريه يأتي عليها المد والجزر، وبيئة غنية بوجود الحشائشوالطحالب البحرية والحيوانات الصدفية وموئلاً مهماً للطيور البحرية المحليةوالمهاجرة ، إذ كانت مسرحاً للاعمال البحريه للبحارة والهواة من أهالي سماهيج فياستحصال الحشائش (العمرة) ونصب خيوط الميدار(الشص) لاصطياد الأسماك وأشهرها(السبيطي) وكذلك السباحة والإستجمام في العطل الأسبوعية والرسمية ، الا أن أعمال الردموالدفان والتوسعه السكنيه بالمنطقه قد أصابها مثل بقية الأجزاء البحرية الأخرى في شمالشرق جزيرة المحرق .
9-10-2012
______________
1-مطبوع خاصبمناسبة افتتاح مسجد السيدة زينب ع (صندوق سماهيج الخيري )






الأربعاء، 22 أغسطس 2012

دروس وطنية في ذكرى سقوط الطائرة.


بقلم – جعفريتيم
دائماً ما توعز السلطة لأجهزتها الاعلاميه وكتابها المنتفعون بأسلوب التشويه والتزوير على القاعدة الخبيثة (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) ولم تدخر هذه الاجهزة والجوقة من الفاشلين أي شيئ إلا من أجل العجز التي تعيشه والعقدة النفسيه ، ومن أجل اللعب على هذا الوتر القبيح في تشويه الحقائق في الوسط الاعلامي المحلي والعالمي باتهام شريحة كبيرة من الشعب البحريني ومكون أساسي ورئيسي بالعمالة للأجنبي ووصفه بنعوت كالمجوس وأبناء المتعة والصفويين والقرامطة والعملاء والخونة .....الخ
والملاحظ أكثر في هذا الأسلوب تركيزهم على مفردتي الولاء والوطنية والمراد من ذلك قلب الموازين والحقائق على أرض الواقع الذي تعيشه البحرين في الوقت الراهن ومطالبة الشعب البحريني بحقوقه الطبيعية ، والحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار أن هؤلاء الشرفاء من الشعب البحرين هم المواطنون الحقيقيون في تجسيدهم للولاء والوطنية بينما من يقوم بتغيير الحقائق بأسلوب عفن كالكذب والتدليس هو من الفاقد للولاء والوطنية لهذه الارض وهو من يؤدي الدور للإرتباط بالأجنبي والعماله للغرب.
حكاية الشعب البحريني مع الوطنية والولاء حكاية أصيله ومتجذره في هذا الشعب العربي المسلم الطيب والمسالم فلا تحتاج اثبات لوطنيته وانتمائه للارض والوطن بعمل شاق للبحث عن أدلة وبراهين علمية وفلسفية ومنطقية ، ويكفي أن السلطويين في الحكم والمنصفين من ساسة ومتابعين قد شهدوا له بذلك (والفضل ماشهدت به الاعداء )، وما أكثر الواضحات التي تثبت وطنية وولاء الشعب البحريني لهذه الارض في الذود والدفاع عن أرضه وعرضه وشرفه ، والتفاعل في قضاياها الوطنية والإجتماعية عبر تاريخ مسيرته في الحياة ، وما أكثر المواقف الوطنية المشرَفة التي قد سجلها التاريخ بوقوف الأوائل من شعب البحرين ضد الحكم الجائر للسلطات الزمنية المغتصبه لأرضه منذ القدم مرورا لسنين الاستعمار البرتقالي والبريطاني الى مجيئ أسرة آل خليفة للبحرين ورفضه للظلم والجور والفساد ، وماأكثر المواقف الوطنية الثابته والطامحه التي سطرها هذا الشعب في تأكيد حقوقه خلال مائة عام قد مضت من قيام الانتفاضات والثورات والمطالبات العديدة السياسية منها والحقوقية الى يومنا هذا .
يوم الثالث والعشرين من شهرأغسطس لعام 2000م كان يوماً حزيناً عصيباً مؤلماً لكل ماتعني الكلمات من معنى بالنسبة لأهل البحرين قاطبه في ساعة وقوع حادث سقوط الطائرة المروع ، الا انه في الوقت الذي عم فيه الحزن وخيمت فيه الكآبة على محياه تجلت في الافق  النخوة والشيمة البحرانية الأصيلة لهذا الشعب النبيل ، تجلت في سماء البحرين الاستعداد للتضحية والفداء في نزول البحر وانتشال جثث الضحايا  .
التاريخ يسجل لنا أن لأهالي سماهيج والدير دور كبير في مسلسل الأحداث ، والأهالي بدورهم لم يهموا بالقيام بهذه المهمة لمذهب أولطائفة أولعرق أو لدين وانما وضعوا نصب أعينهم واجبهم الاخلاقي والانساني والوطني تجاه هذه الكارثة والفاجعة التي حلت بأرض البحرين وهم بذلك يعطون دروسا في الوطنية والولاء في تجسيده على أرض الواقع لاصحاب الفتنة والفرقة من أصحاب الاقلام المأجورة ومن الطائفيين في هذا الموقف الشجاع والنبيل الذي قل نظيره.
كم من صورة رائعة وجميلة رسمها هؤلاء الشجعان من أبناء الشعب البحريني ، انها لب الوطنية في أن تقوم بواجبك في أحلك الظروف العصيبة بخدمة وطنك ومجتمعك وهي بلا شك تعكس الروح الوطنية الحيه لهذا الشعب النبيل .
هي الذكرى الثانية عشرة لسقوط الطائرة بتاريخ 23-8-2000م تمر علينا لنترحم على الضحايا ونستلهم منها الدروس الوطنية والانسانية لتكون حاضرة في مسيرة هذا الشعب بجميع تفاصيله الحياتيه والاجتماعية منها والسياسية وهي صفحة بيضاء للقاصي والداني ولمن يشكك في وطنية وولاء اهل البحرين لارضه ووطنه .
22-8-2012




أغسطس.. أحداث وأرقام في تاريخ شعب البحرين.


بقلم – جعفر يتيم
يبدو أن مرورشهر أغسطس من كل عام على أرخبيل البحرين لم يشهد له بحرارة المناخ والرطوبة المرتفة فحسب بل أن الاحداث الوطنية السياسية والاجتماعية التاريخية المتلاحقة تثبت أن أيام وليالي وساعات هذاالشهر قد سادته مناخات ملتهبة وإرهاصات متلاحقة على الشعب البحريني طوال تاريخ حياته ونضاله .
فبينما يكون هناك الفرح والسرور لرحيل المستعمر الإنجليزي يكون الإستقلال للبحرين في الرابع عشر من أغسطس 1971م وإنضمامها لعضوية الامم المتحدة ويكون التأكيد على عروبة البحرين وقيام نهج إجتماعي سياسي جديد على الجزيرة للدولة الحديثة بالديمقراطية والحرية والعدالة في المجلس التأسيسي وإعلان دستور 73العقدي وافتتاح المجلس الوطني في السبعينيات وإذا بالمآسي تنهال عليه بدءاً بحل المجلس الوطني في أغسطس 26 لسنة 1975 وتولي مجلس الوزراء جميع السلطات وبتأسيس لقانون أمن الدولة من قبل الحكومة والذي جعل من هذا القانون الحياة في البحرين جحيماً على المواطنين وجعل الأخضر يابساً وكبل الأفواه والحريات .
كان على السلطة  أن تجعل الرابع عشر من أغسطس عيداً وطنياً لرحيل المستعمر الإنجليزي ويكون عيد وطنياً لإستقلال البحرين وتعيد ذكراه سنوياً لا أن تجعله في رف أرشيف الإعلام والتاريخ فهذه المناسبة عزيزة على قلب كل مواطن بحريني ولايمكن أن تنسى من ذاكرة الشعب ، كما أنها فرصة لتأكيد الوحدة الوطنية وفرصة كبيرة لسد الفارق والهوة الكبيرة للثقة السلبية بين الشعب والنظام في إبراز مظاهر الوحدة الوطنية بين الجميع والتأكيد على أن الوطن للجميع.
وفي هذا الشهر لسنة 2000 وبالتحديد يوم الثالث والعشرون أيضاً كان هناك يوماً مأساوياً على الشعب البحريني بأكمله دون استثناء بحادثة سقوط الطائرة المروع التابعة لطيران الخليج قرب سواحل قريتي سماهيج والدير وأدى هذا الحادث الى موت جميع ركاب الطائرة ، وفي الوقت الذي كانت هناك الكآبة والصيحات والحزن العميق كانت هناك مظاهر الشيمة والحمية والبطولة لأبناء البحرين وخصوصاً من أبناء قريتي سماهيج والدير للدور الإنساني النبيل والدورالوطني الكبير الذي قاموا به في انتشال الجثث ومساعدة رجال الأمن والمسعفين .
أخيراً شهر أغسطس ربما يعده البعض من البحرينيين شهر شئم وحزن وتعب وارهاق وشهر فيه الكثير من المآسي التاريخية للشعب البحريني إلا أن البعض الآخر يرى في جانب ذلك التلاحم الوطني وتبرز فيه المواقف الوطنية المشرفة وتبرز فيه مظاهر الوحدة الوطنية والإرداة الشعبية وإن حدثت مأساة أو مشكلة فإنها تلف وتشمل جميع الشعب البحريني بمختلف طبقاته وتياراته ، كما حدث في اليوم الثالث والعشرون من هذا الشهر قبل يومين وصاحبت الذكرى الأليمة لسقوط الطائرة (2000) إنطفاء الكهرباء (الأثنين الأسود ) التي بانقطاعها شملت جميع قرى ومدن ومناطق البحرين وشعر أهل البحرين جميعاً بالمأساة الحقيقية.
ليست هذه الأحداث هي الوحيدة التي عصفت بالبلاد بل هناك الكثير من الأحداث والأرقام الجميلة والمؤسفه مرت عليه مثل سقوط العديد من شهداء الوطن الشهيد رضي مهدي إبراهيم 1986, الشهيد الشيخ جمال العصفور1981 – الشهيد السيد علي أمين 1996 - الشهيد عبدعلي جاسم عيسى 1997وغيرها من الأحداث وسوف يبقى يتذكر شعب البحرين كثيراً شهرأغسطس بمافيه من ذكريات مره وجميلة مرت عليه ، سوف تتحدث عنها الاجيال وتلوالاجيال ويقص كل جيل على جيل أحداث وقصص أغسطس الجميلة والمرة منها .
25-8-2004



أحداث شهر أغسطس:
26-8-1975 حل المجلس الوطني
14-8-1971 استقلال البحرين
23- 8-2000 سقوط طائرة طيران الخليج بالقرب من سواحل سماهيج
23-8-2004  ( يوم الاثنين الاسود ) انقطاع الكهرباء من الظهر الى الليل حوالي 12ساعة


شهداء البحرين في شهر أغسطس:
19-8-1981 استشهاد الشيخ جمال العصفور
15-8-1996 استشهاد السيد علي السيد أمين
30-8-1986 استشهاد رضي مهدي ابراهيم الدرازي
8-8-1997 استشهاد عبدعلي جاسم عيسى
8-8-2006 استشهاد علي يوسف الحبيب
31-8-2011 استشهاد علي جواد الشيخ
17-8-2012 استشهاد حسام الحداد 

الخميس، 16 أغسطس 2012

جلسة حوارية خاصة لسماهيج في التاريخ.

تقرير- جعفريتيم 
أقيمت جلسة حوارية خاصة لكتاب (سماهيج في التاريخ ) بمجلس الدكتور حسين السماهيجي وذلك في يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء بتاريخ 14-8-2012م المصادف 25- رمضان-1433هـ ، بحضور جملة من الأساتذة والمهتمين بالشأن التاريخي والثقافي ، وقد طرح أ.جعفر صفوان ورقة نقد علمية تتعلق بالكتاب وقبل ذلك أشاد بالمؤّلف ومايحمله من أرث تاريخي للمنطقة ، وشهدت الحلقة النقاشية مجموعة من الآراء المتباينه للحضور حول الكتاب ومضمونه ومن حيث التأليف مؤكدين على أن الكتاب رغم النقد العلمي له الا أنه سابقة جديرة للتأليف في المنطقة والبحرين وأنه أصبح مصدر معلوماتي يستقي منه الباحثون المعلومات التي يريدونها، يذكر أن الجلسة الحوارية هذه هي إحدى الجلسات التي ينظمها صاحب المجلس السماهيجي بشكل دوري وقد نظمت هذه الجلسية الحوارية الرمضانية بمناسبة مضي 17 عاماً على صدور الكتاب ،والمؤلف التاريخي (سماهيج في التاريخ) من جمع وإعداد المرحوم سلمان داوود وابراهيم الفولاذ وجملة من المهتمين والباحثين بالشأن التاريخي بالقرية وقد تكفل بطباعته نادي سماهيج الثقافي والرياضي .
15-8-2012











الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

ذكرى عيد الاستقلال 14 أغسطس.


بقلم- جعفريتيم
بعد المصادقة بالإجماع في مجلس الأمن بالأمم المتحدة على تقرير البعثة الدولية في يوم 11- 5-1970م وماخرجت منه هذه البعثة من نتائج لصالح الشعب البحريني في موضوع التصويت على عروبة البحرين ، وعلى أن تكون البحرين ذات سيادة بين الامم الاخرى ، وبعد عام بالتحديد في 14- 8-1971 تم الإعلان عن خروج المستعمرالأجنبي البريطاني باحتلاله العسكري من أراضي البحرين واعلان هذا اليوم بيوم استقلال البحرين عن الهيمنة الأجنبية ، وتلى ذلك انضمام البحرين الى الجامعة العربية في 11- 9- 19971 والالتحاق بعضوية الامم المتحدة  في 21-9- 1971 .
بعد رحيل الاستعمار كانت هناك جملة من الاستحقاقات لشعب البحرين بارساء دعائم الحكم الديمقراطي والحياة النيابية بانتخاب مجلس تأسيسي في عام 1972 وكتابة دستور عقدي بين الشعب والحاكم بعد اقراره من قبل المجلس بتاريخ  9-6-1973 وقد صدق عليه من قبل حاكم البحرين الامير عيسى بن سلمان فيما بعد في 6-12-1973 , وتلى ذلك مرحلة الانتخابات مجلس الوطني في العام ذاته لاختيار ممثلي الشعب الا انه وللأسف الشديد تم حل المجلس الوطني في عام 1975 وقضى النظام على استحقاقات الشعب البحريني بتعطيله لبنود دستور 1973.
حكاية يوم 14 أغسطس حكاية مريرة بالنسبة للشعب البحريني فهي نهاية هيمنة إمبريالية توسعية وبداية هيمنة قبلية تخللتها عقود مؤلمة وصعبة على أجدادنا وآبائنا لايمكن أن تنسى كما لايجب أن ينسى هذا التاريخ المجيد ( يوم 14 أغسطس ) وسمه ماشئت وما يحلو لك أيام أو أعياد ، مناسبة ذكرى ، أحداث وفي عنواين متنوعة (العيد الوطني - اليوم الوطني - عيد الاستقلال – عيد الجلاء – عيد الحرية - عيد رحيل الاستعمار - يوم جلاء الأجنبي – يوم رحيل الإحتلال ..... الخ 
إلا أنه يبقى في الذاكرة الشعبية وفي سجل الأرشفة والتاريخ ولكن العجب كل العجب من نظام يمر مرورالكرام على هذه المناسبة من دون أي ذكر لها بل أرخ ويؤرخ لعيد مصطنع وغير حقيقي وهو العيد الوطني الحالي للبحرين بعيد جلوس الحاكم وتنصيب رأس النظام في تاريخ 16-12-1971 والذي يعتبر بداية التأسيس للتزوير في العصر الحديث لقيام دولة البحرين وهو أحد أسباب الصراع بين الشعب والأسرة الحاكمة وبمعنى آخرالثقة المنزوعة بين الطرفين ، في توسيع هوة التباعد بين الشعب والحكم .
لقد كانت المطالبات بالديمقراطية والحرية منذ بداية القرن العشرين لها دور كبير في تحرير البحرين واستقلالها عن الاجنبي وهي لاتقل عطاءً عن الانتفاضات والحركات والثورات اللاحقة لها، والرافضة للاستعماروالهيمنة على مقدرات وخيرات البلاد والتحكم فيها ، وكان كل عقد يتميز عن غيره بعطائه فكان عقد الثلاثينيات شهد المطالبات بمجلس تشريعي يشارك العائلة الحاكمة بصناعة القرار ، وعقد الخمسينيات زيادة وتيرة المطالبات بوجود هيئة الاتحاد الوطني ، وعقد الستينيات شهد الانتفاضات العمالية الى حلول عقد السبعينيات وعزم المستعمر الخروج من البحرين بمواقف شعب البحرين المنادية بالتحرر.
تتلاحق الاحداث سريعا وتتشابك الاسماء والارقام بالعناوين والمضمامين ، فـ 14 اغسطس عيد الاستقلال والحرية و14 فبراير 2011 ثورة الحرية والكرامة ويتصادف رقم  14 في تاريخ 14 أغسطس للذكرى الواحدة والاربعين على استقلال البحرين وذلك بمحاكمة الرموز المغيبين في السجون لمطالبتهم بالحرية والسيادة للبحرين ، أليس ذلك موضع تسائل مهم وكبير في هذه المرحلة التي تمر بها البحرين  ؟؟
 ذكرى 14 اغسطس من 1971 تعطي في طياتها الكثير فهذا التاريخ نتاج شعبي لعقود مضت مليئة بالجهاد والتضحيات ضد الهيمنة الاجنبية ، ويفخر به شعب البحرين بعد تتويجه من قبل الامم ، ومن هذا التاريخ الى و14 فبراير 2011 كانت المطالبات بالحقوق مستمرة الا أن انفجرت الشرارة بالثورة ، ومن سوف يحاكمون غداً في 14- اغسطس 2012 هم جزء لا يتجزء من هذا الحراك التاريخي على مدى الزمان  .
لكن بعد هذا وذاك تنتج مسألة من خلال السرد التاريخي لذكرى الاستقلال وهي مسألة (عقدة الولاء) لهذه الارض بالنسبة للنظام في عدم ذوبانه في أعراف وتقاليد هذا الشعب وهو مايدعو المواطن الشريف أن يختمر في عقله تسائلات كثيرة حينما يعرضها على الاحداث الجارية للواقع أهمها :-
اذاكان النظام صادقا في نواياه لمسألة الحوار التي يلمع بها اعلامياً لماذا لايستفيد من هذه المناسبة المهمة في تاريخ البحرين لتكون المقدمة في وضع الحلول الجذرية للمشاكل كبادرة حسن نية في الاعلان عن الاعتماد 14-اغسطس عيدا وطنيا بدلا من التاريخ المصطنع ؟ ومن جانب آخر بالنسبة للمعارضة الوطنية وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الاسلامية يطرح التسائل ... ألم يحن الوقت في الاستفادة من هذا الملف والتصعيد به أممياً ليخنق الحكم فهناك الإثباتات والمواثيق المتعددة بحوزة  المحتل الاجنبي التي تدين النظام ؟
تسائلات ذكرى الاستقلال ترافقها تسائلات كثيرة وكبيرة بالنسبة للوضع الامني والسياسي القائم في البحرين فهناك موضوع الحوارالمزعوم من قبل النظام والمسألة الحقوقية في الشهر القادم،ومحاكمة الرموز ليوم غد وغيرها مما يتعلق بالشأن السياسي والحقوقي للوضع البحريني .
______________
13-8-2012
عشية ذكرى استقلال البحرين- مأتم (الحاجية) فعالية الواحات الايمانية لشهر رمضان 1433هـ -2012مـ /هيئة الوسيلة - سماهيج ، لقاء مع رئيس الكتلة النيابية المستقيلة لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية م.عبدالجليل خليل ، تحت عنوان (حوار مع جمعية الوفاق الوطني الاسلامية ).

الخميس، 9 أغسطس 2012

عصرنا يفتش عن علي (ع).


بقلم – جعفر يتيم
الكثيرمن المؤرخين ورواة الحديث ذكروا عن علي (ع) والكثير من الكتاب والمفكرين والمنصفين كتبوا عن شخصية علي وأبعادها الإنسانية والإسلامية في موسوعات وكتب مختلفة ومتنوعة , ولعلّي بهذه الكلمات البسيطة يعجز قلمي عن أتيان بشيئ جديد في مقام وشخصية ولي الله الأعظم وأمير المؤمين الإمام علي ابن ابي طالب (ع) وذلك لعظمة هذا الرجل وشخصيته ونفوذه في كل قلب بشري يعرفه ويأخذ من معين علمه وفضله الإنساني .

أستطيع بشيئ بسيط ومتواضع أن أدل القارئ العزيزعلى كتاب قيّم وكبير يعرّف حقيقة الإمام علي في شخصيته الحقيقية الإنسانية وليست فقط الإسلامية وهو كتاب (الإمام علي في محنه الثلاث / محنة التاريخ – محنة التشيع – محنة الإنسان ) من مجموعة الآثار الكاملة (2) للمفكر الإسلامي الشهيد /الدكتور علي شريعتي وهو من أفضل وأروع ماقرأت عن هذه الشخصية الربانية العظيمة في التاريخ البشري .

كما ذكرت سلفاً أن الكثير كتب عن شخصية أمير المؤمنين علي (ع) من التابعين والمخالفين له وحتى من لايدينون بدينه ولايسلكون نهجه الإسلامي والإنساني ولكن أجد في هذا الكتاب أن الدكتور شريعتي قد أختلف عن المعتاد وكتب بشيئ مختلف وفريد من نوعه في أبحاثه عن الإمام عليه السلام في الضروريات الإنسانية والإسلامية والحاجة اليها وهو مايعبّر عنه في أحد فصول أبحاثه ( عصرنا يفتش عن علي ) .
لقد أصاب شريعتي عندما أطلق عبارة (عصرنا يفتش عن علي ) والعبارة صالحه لكل زمان ومكان بحقيقة أن علي جامع لكثير من الصفات الحميدة والنبيلة فمثلما هو معارض هو الإنسان ورجل الدولة , ومثل ماهو قيادي بارز في الجبهات وقائد عسكري هو الزاهد والفيلسوف والخطيب والثوري , كذلك علي هو النموذج للعدالة السياسية والإجتماعية والنموذج للشعر والخطابة والبلاغة ونموذج للعمل والإنتاج وعلي هو السياسي والحقوقي البارز في الإسلام والإنسانية وأكاد أظلم شخصية علي عندما أحجمه وأجعله في هذا الإطار الضيق فعلي عليه السلام أكبر مما نتصور فكل ماوجدت مكانه للإنسانية تجد فيها رمزية علي عالية متعالية .

لذلك تجد كل إنسان على وجه البسيطة في داخله يفتش عن هذه الرمزية من الصفات الحميدة الممزوجة بالمبادئ والقيم والأخلاق وهي موجوده في رمزعلي الإنساني , علم هذا الإنسان الباحث عن الحقيقة عن شخص علي أو لم يعلم عنها ! فهي موجودة ومتأصله في الفكر الإنساني وهي حاجة ملحة يطلبها ويتغذى بها الإنسان باستمرار دون أن يشعر بها وهو مايعبّر عنه الدكتور شريعتي ( عصرنا يفتش عن علي ) و(علي حقيقة على غرار الأساطير) .

24-10-2005 

البحرين تأبن آخرشهداء الإنتفاضة


اعداد \جعفر يتيم
أحيا أهالي قرية سماهيج حفلاً تأبينياً في ليلة الجمعة الموافق 14-9-2006م أربعينية الشهيد علي يوسف الحبيب في الجامع الكبير بالقرية , بمشاركة الأستاذ عبدالوهاب حسين وحضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية وتواجد جمع غفير من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة .
وكان الحفل التأبيني متنوعاً بالكلمة والشعر والانشودة فقد ألقى الأستاذ عبدالوهاب حسين كلمة عن الوضع السياسي المحلي , وألقى كل من الأستاذ صادق ربيع والشيخ عبد الهادي المخوضر قصيدتان شعريتان تتغنيان بالشهيد وشهداء الإنتفاضة , كما كانت هناك كلمتان كلمة لأهل الشهيد ألقائها أخ الشهيد حبيب يوسف وكلمة لزملاء العمل ألقاها الأستاذ كريم رضي , وآخر الحفل كان الحضور على موعد مع فرقة البرهان الإنشادية وهديتهم للشهيد بأنشودة تتغنى بقيمة الشهادة , ويعتبر الشهيد السعيد علي يوسف الحبيب آخر شهداء الإنتفاضة التي عصفت بالبلاد سنين التسعينيات بعد أن قضى طوال الفترة متأثراً بمعاناة المرض.

الشهيد في سطور :
الاسم \ علي يوسف الحبيب
يكنى بأبو الحسن
عمره 40 سنة
من سكنة قرية سماهيج
متزوج وله من الأولاد ثلاثة ( الحسن / طفوف / الحسين )
يعمل لدى شركة أسري
اهتاماته ونشاطاته :
صاحب شخصيه ومكانه بين إخوته وعائلته يتمتع بسمعه طيبه وأخلاق عالية بين الناس , من الشباب الناشط للأعمال الخيرة له نشاط تعليمي ديني وتوعوي على الصعيد الإجتماعي , متعلق بالمأتم ويعد من أبرز المدرسين للقرآن الكريم في فترة الثمانينات في القرية رغم صغر سنه , ناشط ورادود حسيني له الكثير من الأعمال الحسينية والقصائد التي تتعلق بقضية الإمام الحسين (ع) ينظم الشعر الحسيني الممزوج بالشأن السياسي والإجتماعي , متابع للاحداث المحلية والدولية وذو بصيره بمايحيط بالمجتمع.
تعرض الشهيد لثلاثة اعتقالات :
الإعتقال الاول كان في يوم 14/12/1994م بمنطقة البلاد القديم بعد مضايقات أجهزة أمن الدولة لمسيرة كانت تطالب بالإفراج عن سماحة الشيخ علي سلمان واستمر اعتقاله لمدة 15 يوماً.
والإعتقال الثاني :
كان بتاريخ  2/4/1995م واستمر لمدة  9 أيام
أماالإعتقال الثالث :
كان في ليلة التاسع من شهر محرم الحرام الموافق 27/5/1996م  مع مجموعة من رواديد القرية و استمر لمدة 4 شهور وتم الإفراج عنه بتاريخ 24\9\1996, وفي الإعتقال ذاته تعرض الشهيد لضرب مبرح على الرأس والظهر مما تسسب له إنتقال جرثومه الى الدم مشابه لجرثومة مرض ( بهجت ), وفي سجن الحد القديم زادت معاناة الشهيد بالكثير من الآلام في الرأس والظهر ,وبعد الإفراج تعرض الى عدت جلطات في الرأس وأجريت له عدت فحوصات وكشوفات وخضع الى أربع عمليات جراحية واستمر به المرض حتى وفاه الأجل المحتوم في اليوم الثامن من شهر أغسطس 2006م , وقد تسبب مرضه بانتقال الجرثومة  لأصغر ابنائه (الحسين ).


نشر بمجلة الوفاق
العدد 40 رمضان  – 10-2006

وكتــبنـاك شهيــداً للوطن



بقلم-جعفر يتيم 
جمعتنا القضية وسط الجدران ,عرفته جيداً هناك ... صاحب ابتسامة خجولة , وقلب طيب , وشخصية مرحة خلاقة , كان يؤنسنا بمداعبته ونشتاق إلى أحاديثه وابتساماته بين الفينة والأخرى .
رغم مصارعته للمرض والمعاناة كان كثير التفاؤل والأمل بالمستقبل خصوصاً في تلك الأيام والليالي الحالكة الممزوجة بالحرارة والرطوبة من شهري يوليو وأغسطس لسنة 1996 التي مضيناها معاً ,ورغم التضييق إلا أنه كان صابراً بمعاناته ,متحملاً البداية المريرة لآلام المرض في رأسه وجسمه .
من المصادفات الغريبة والعجيبة لتلك الليالي والأيام الصعبة إلى حلول اليوم الأليم بتاريخ  8\8\2006 أتذكر ذات ليلة مرت بنا وسط الجدران مع الفقيد كنا نستذكر شهداء الوطن والحرية في جلسة تحليلية لأحداث الإنتفاضة وكان الفقيد هو الذي يعدهم ويذكرنا بهم !, فليت شعري يا علي لقد كنت بالأمس تذكرنا بالشهداء واليوم نحن الذين نذكرك ونحسبك معهم ,وكأني بهاني وسعيد يهيئان لك المكان,والشيخ النجاس يضمك إلى صدره ويقبلك بين عينيك , و قمبريستضيفك ويهنئك بالشهادة ومجاميع الشهداء تفرش الورود والرياحيين وتطرب فرحاً بمقدمك !.
أبا الحسن ... عذراً أخي لم أتمكن من الحضور ,وموارة جسدك والصلاة على جنازتك ,لا أدري أأبكي أم أستبشر ؟ أأحزن أم أفرح ؟ فإن بكيت وحزنت لفراقك فقد كنت أخاً عزيزاً على قلوبنا وإن استبشرت وفرحت فإننا نستبشر خيراً وسعادة لكتابة اسمك في سجل الخلود والشرف  في سجل شهداء العدالة والحرية والوطن لتكون آخر شهيداً كتبنا اسمه في سجل الشهداء.
خادم الحسين
هناك الكثير من عشاق وخدمة الإمام الحسين(ع) وهناك الكثير ممن يعملون في الحسينيات والمواكب الحسينيه باخلاص وعطاء ,ولكن تبقى القلة القليلة ممن يزيد اهتمامها واخلاصها للعمل حرصاً للمسؤولية , أبا الحسن أحد الأشخاص الذين عرفتهم عن كثب في عمله الدؤوب والمتواصل لخدمة الموكب الحسيني ,ولعَلي أرى أنه أحد الأشخاص المخلصين في القرية الذين يرجع لهم الفضل في سيرورة بقاء الموكب بهذا الشكل والأسلوب والمضمون وتواصله بهذه الوتيرة , علاوة على أن الفقيد كان رادوداً حسينياًوصداحاً بذكر قضية الحسين (ع) وفي أصعب الأوقات التي مرت بها البحرين والمنطقة ,كما كان يكتب الشعر الحسيني الممزوج بالشأن الاجتماعي والسياسي .
فرحمك الله يا أبا الحسن وأسكنك الفسيح من جناته ,ونحسبك من شهداء الوطن والحرية والعدالة ولنكتب وتكتب الأجيال والتاريخ اسم علي عالياً شهيداً من شهداء البحرين ..
صاحبك في المعتقل
14\9\2006

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

بعض من مظاهر الأمن البوليسي الأجنبي في البحرين (1820-1947)



إعداد :جعفريتيم
في كتاب الوجود الهندي في الخليج العربي ( 1820- 1974 ) للدكتورة نورة محمد  صقرالقاسمي ، تذكرالباحثة مجموعة من الحقائق التاريخية لوجود العنصر الأجنبي في أجهزة الجيش والأمن والبوليس في الخليج ومن أهم تلك الأجهزة (عمان وبحرين) مستندة الى مجموعة  من النصوص التاريخية ولمصادرأجنبية وعربية .
نستعرض جزء بسيط لبحثها والذي يتخلل مظاهروجود العنصر الأجنبي في الجهاز الامن البوليسي لحكومة البحرين  في الثلاثة القرون الاخيرة على شكل نقاط  مستخلصة من إحدى فصول الكتاب .

أولاً-    استخدمت السلطات البريطانية أساليب شتى لتحقيق هدفها في حماية الهنود ورعاياها في المنطقة ، وإحدى الوسائل المستخدمة هي القوة العسكرية وقوات البوليس الهندية في منطقتين من الخليج هما عمان والبحرين وقد جندتها بريطانيا منذ حملتها الاولى في الساحل المتصالح عام 1809م ، واجبرتهم على الدخول في الصراعات القبلية لحماية المصالح الهندية ، بالإضافة الى تكوين قوة هندية للمحافظة على الأمن في كل من عمان والبحرين .

ثانياً -    وقبل ذلك خدم الهنود كعناصرعسكرية منذ وقت مبكر في الخليج حتى قبل الهيمنة الانجليزية ، بوجود خليطاً من العبيد المسلمين والبلوش والعرب وعدداً من أبناء السند بالهند في جيش السلطان العماني (1792-1804).

ثالثاً-  استمرت هيمنة الانجليز على ادارة القوات في العشرينيات من القرن العشرين بتعيين الكابتن مكارثي قائد لجيش السلطنة ( فيلق مشاة مسقط ) وتألفت في البداية من بعض المرتزقة الاجانب من الفرس والبلوش وانضم اليهما بعد ذلك افراد من أهل عمان .

رابعاً-  وفي تغيير لقيادات الجيش وإدخال عناصر من أهل عمان والبلوش من المسلمين في القوات لتحسين التنظيم استمرالوضع على ماهو عليه في قيادة أجنبيه حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتذكر القاسمي كما تواجد العسكر الهندي في عمان تواجد ايضا في المياه البحرينية وظهر في حرس الوكالة وفي قوات الأمن والبوليس البحريني .

خامساً-   في عام 1880م  قام الانجليز بارسال بعض من الوحدات من الجيش الهندي للبحرين .

سادساً-  في العشرينيات من القرن العشرين برزت قوة الاجانب العسكرية من الهنود في قمع الحركة الوطنية في البحرين حينما استخدمتها بريطانيا بحجج التدخل الخارجي وحماية الرعايا وفي ظروف عزل حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي  1923.

سابعاً-  كان المسؤل عن حفظ الأمن والنظام في البحرين قوة من( فداوية ) الشيخ وكانوا مرهوبي الجانب من الجميع .

ثامناً-   بعد عزل حاكم البحرين الشيخ عيسى اصبح من بعده الشيخ حمد وقد شكل قوة البوليس من الفرس والبلوش القادمين من عمان (قوة ردع مسقط) وذلك بمشورة الميجور ديلي .

تاسعاً-  بدأت قوة ردع البحرين عام 1925 بتوصية من المقيم الانجليزي في الخليج لحكومة الهند ، وتكونت القوة من أهل الرند ومن رعايا مسقط والهنود الذين وصلوا عن طريق كراتشي ، على أن يدفع حاكم البحرين رواتب الجند والقائد الانجليزي ، وكانت هذه القوة تمثل عبئاً ماليا واستنزافا مستمرا لدخل البحرين .

عاشراً- في عام 1926م جرت مجموعة من الحوادث أثارت الشعور بعدم الاستقرار منها قتل رئيس البوليس في العاصمة المنامة وقيام جندي من القوة بقتل ضابط هندي وأصابت الوكيل السياسي وعلى ذلك تم استحضار قوة هندية يقودها ضابط انجليزي وابعاد فصيلتين من المشاة من العناصر البنجابية .

الحادي عشر-  ساد شعور من الاستياء لاهل البحرين من تصرفات القوة  الاجنبية بحيث أن عدداً من عناصر القوة صدرت عليهم أحكام بالسجن أو كانوا مفصولين من وحداتهم بسبب سوء سلوكهم وهم من العناصر الأ جنبية ومن الذين لايتحدثون باللغة العربية أو الفارسية ، وتضيف القاسمي أن ذلك المزيج من الاجناس الهندية والفارسية والبلوش أدى الى تعقيدات عديدة في العمل وقائد القوات العسكرية ليس له أية سيطرة عليهم ، وفي العام ذاته 1926م ومن خلال مشاكل التي أوجدتها القوة حلت هذه القوة وجيئ بقوة أخرى من البنجاب  ليبرز دورها في قمع ثورة الغواصين .
الثاني عشر -  اقتراح من حكومة البحرين للوكيل السياسي الانجليزي بتقليل عدد عناصر الجنود من الهنود في جهاز البوليس على أن يتم ذلك بانتهاء مدد عقودهم ، وقد قلت نسبة العنصر الهندي في البوليس وازدادت العناصر العربية في عام 1928، وتنقل القاسمي أن حكومة البحرين قامت بالاستغناء عن خدمات الكابتن بارك والتخلص من العناصر الهنديه والاعداد لادخال عناصر من أبناء البلاد بسبب أن المهمة التي جائوا من أجلها قد انتهت وهو خطر (الدواسر) القادمين من شبة الجزيرة العربية وللتخفيف من آثار الازمة الاقتصادية .

الثالث عشر-  وفي عام 1932 حينما غادرت عناصر القوة البوليسيه من البنجاب أرض البحرين كانت قوة بوليس البحرين قد قامت وكان أغلبهم من المجندين العرب الجدد من (أصول زنجية) وقد تقدم منهم الكثيرون للعمل في البوليس الا انهم كانوا يُرفضون لأسباب صحية ، وخلال العامين التاليين نظمت برامج لتدريب البوليس فألحق من الضباط العرب بالفرقة العاشرة في مدينة كراتشي.

أخيراً :
تخلص القاسمي الى أن وراء هذا التغيير الاطمئنان الى تلك العناصروالى الاستقرار الانظمة التي وضعتها بريطانيا في المنطقة طوال القرن السابق ، مما أصبحت معه الحاجة الى الوجود الهندي العسكري غير ملحة ، بل إن هذا الوجود كان مكلفا لحكومة البحرين مما كان يخلق شكلاً من عدم الاستقرار وبالتالي فان الوجود الهندي العسكري كان يمكن أن يؤدي الى عكس الغرض من .
26-7-2012
__________________
المصدر :
الوجود الهندي في الخليج العربي 1820-1947 /د.نورة محمد صقر القاسمي - رسالة جامعية (ماجستير ) منشورات دائرة الثقافة والاعلام – الطبعة الأولى الشارقة /الامارات 1996م.

مقتطفات من مذكرات بلجريف الأمنيه (1926-1957)



اعداد :جعفر يتيم
بعض من المذكرات الامنية والبوليسية للإنجليزي السير تشارلز بلجريف الذي كان يشرف على الجهاز الامني ومستشاراً خاصة لحاكم البحرين بين الاعوام (1926-1957) نستخلصها من كتابه المترجم للعربية (مذكرات بلجريف) مع تعليق بسيط على محتوى مذكراته .

أولاً: يذكر بلجريف أن القلعة وهي مقرالشرطة البحرينية كانت تتكون من رجال أشداء  يبلغ عددهم 200 شرطي أجنبي تم توظيفهم في مسقط ، والشرطة تتكون من الأفارقة السود والبلوش ومن سلالات مختلفة ، وبعضهم كان يتحدث اللغة السواحلية التي تعلمها بلجريف في شرق أفريقيا ، ويذكر أن من ضمن الشرطة العديد من الجنود الهنود ذوي الرتب الصغيرة وضابطان سابقان في الجيش الهندي .

ثانياً : ذكر بلجريف حالتين حدثتى لاطلاق النار في مبنى القلعة ، ويعزوا ذلك  الى سبب معاملة الرؤساء والضباط  للعناصر المجندة من الأجانب البلوش والهنود وذلك لإذلالهم وإهانتهم ، فالحادث الاول كان في بداية عمله والآخر كان في نهاية خدمته الاستشارية .

ثالثاً : بعد رحيل قائد الشرطة الانجليزي الى بلاده قرر حاكم البحرين بتسليم المنصب الى مستشاره بلجريف لفترة مؤقتة الا انه استلم قيادة شرطة البحرين لغاية 1955م .

رابعاً : بعد مجيئ المستشار الى البحرين تم تسريح الشرطة وعاد أفرادها الأجانب الى مسقط ،إلا انه بعد سنوات قليلة رجعوا إلى البحرين وحصلوا على الوظائف فيها وكاجراء مؤقت جلبت فصيلتان من جنود المشاة الهندية .

خامساً :  أن جهاز الأمن (الشرطة) الشرطة تصرف له مبالغ من ضريبة الجمارك التي فرضتها الحكومة 5% وقد شملت ذلك أول ميزانية كانت من إعداد المستشار بلجريف نفسه والتي تبلغ (000،75) جنيه استرليني .

سادساً : يذكر بلجريف أن المجندين البنجاب كان يُنظر اليهم على أنهم مرتزقه أجانب يتقاضون أجوراً مرتفعة نظير عملهم ، فقد سافر بلجريف مع زوجته لمدينة كراتشي وبعد عودته منها وصلت الدفعة الاولى من الشرطة الهنود ذوي الأصول البنجابية وقد قام بتوظيف أحد الضباط الانجليز اسمه (بارك) ليعمل ضابطاً للشرطة البحرينية وبقي هذا الضابط الى حين عودة المجندين الأجانب (البنجاب) الى بلدهم الهند بعد انتهاء خدمتهم والتي انتهت في عام 1932 ولم يبقى سوى بعض الضباط البنجاب من ذوي الرتب الصغيرة .

سابعاً : الإنجليزي بلجريف يقترح على حاكم  البحرين على أن تشكل قوة الشرطة من المواطنين ، وافق حاكم البحرين إلا انه كان يشك بالحصول على الراغبين بالانضمام ، قيام بلجريف بوضع اعلان للالتحاق بجهاز الأمن (الشرطة)  ، وفي تأكيد للمستشار بلجريف لم نكن نعاني من قلة المتقدمين وكان أكثر المتقدمين من السود (الزنوج) المنحدرين من سلالات افريقية  ، وكانوا من نفس النوعية التي تعاملت معها أثناء عملي السابق بالصحراء الغربية في افريقيا .

ثامناً : يتحدث بلجريف عن عدم رغبة البحرينيين بالاتحاق في سلك الأمن  (الشرطة)  لاسباب الطفرة الاقتصادية والتعليم الا انه عاد ليؤكد أنه عاد اليوم في سنة (1959) الحال كما كان عليه في العشرينيات والثلاثينيات على أن الغالبية من الشرطة من جنسيات عرببية أخرى في وصف له  (أكثر من ثلاثة أرباع ).

تاسعاً : أشرف بلجريف بنفسه على تطوير الجهاز الأمني في البحرين بمختلف جوانبه وقد عمل على تكوين فرقة الجمال من المجندين السود (الزنوج) وأنشأ فرقة (الخيالة) وأسس فرقة موسيقية من أبناء الشرطة القدماء وقام بتوظيف أحد المجندين الاجانب من الهنود (السيخ) ليعمل رئيساً للفرقة .

عاشراً : في ثورة الغواصين التي حدثت في عام 1932 اتهم بلجريف الثوار باثارة الشغب والاضطرابات ووصف قياداتها بزعماء الفتنة ، كما أوضح من جانب آخر أن شقيق حاكم البحرين وأمير جزيرة المحرق كان يرأس فرقة من المسلحين ، ويؤكد المستشار أنه تم اطلاق النار بضراوة على المتظاهرين من قبل الشرطة والذين كان بينهم جنود أجانب (هنود) فقد قتل عدد من المتظاهرين الغواصين وجرح عدد من الشرطة .

الحادي عشر : يصف بلجريف المجندين الأجانب من البنجاب الذين عملوا في جهاز الشرطة والقوة الأمنية  (ادوا خدمات كثيرة لها ) وكذلك يصف المجندين الزنوج على انهم كانوا حريصين على التعلم والتدرب وكانوا يشعرون بالفخر والتباهي بمظهرهم العسكري .

الثاني عشر : يقول بلجريف أن الايجابيات التي نتجت عن تكوين جهاز الشرطة من أفراد على دراية ومعرفة بالبلاد والشعب ولغته العربية فاقت السلبيات القليلة التي واجهناها ، ويؤكد المستشار أن الشرطة يرجع الفضل اليها في استتباب حالة الامن في البحرين لسنوات طويلة ، والقليل من أفراد الشرطة متعلمون لكنهم رجال يمكن الإعتماد عليهم في الأوقات الحرجة .

التعليق :
في الوقت الذي لايخفي المستشار الإنجليزي لحاكم البحرين أي سر في أسماء جنسيات المجندين الاجانب من الهنود والبنجاب والأفارقة والزنوج ..... الخ وتوصيفاتهم العرقية للعمل تحت سلطته الامنية ، فإنه نراه يقلب الحقائق بتسمية المتظاهرين والثوار وبمن يطالب بحقوقه الطبيعية باثارة الشغب والاضطرابات ، بل أنه نعت  قيادات ثورة الغواصين 1932 م بزعماء الفتنة , وزاد في تعديه في النعوت والوصف الى ماكان يردده على ان هذه المظاهرات والإضطرابات والمطالب التي كانت تقوم بها قيادات الهيئة (1954- 1956) سببها الأجانب ، والشعب البحرين بريئ من ذلك وهؤلاء الأجانب هم سبب الفتنة وكان يقصد القيادات العليا لهيئة الإتحاد الوطني والطعن في أصولهم (أنظر - ذاكرة وطن / ابراهيم كمال الدين - ص 34،72)  ، وقد اتخذ المستشار سياسة العاجز لمحاربة خصومة السياسين باتهامهم بالعمالة والطعن في أصولهم والتشويش على مطالبهم والتقليل من حجم الشخصيات الوطنية الفاعلة والمثقفة .
من الطبيعي للخبير الأمني الإنجليزي وسيادة المستشار أن يأمر قواته الامنيه في قمع الحركات الوطنية والتحرريه ووئدها وسجن الوطنيين وتعذيبهم وهو مايسميه بلجريف (استتباب الأمن في البحرين لسنوات طويلة ) ، لكن كل ذلك على يد من ؟ ومن هم ؟  وماهي جنسياتهم وكيف قدموا ؟  إنهم المجندون الأغراب الأجانب الذين قاموا بخدمات جليلة  للحكومة  ، وبحسب تعبير بلجريف ( أدوا خدمات كثيرة لها ) ولا يخال للمستشار في الوقت الذي ينشأ في الإطراء والمدح في موظفيه الأمنيين وجنوده البواسل ، إلا أنه الناقل نفسه للحالة المتذمرة الشعبية في شغل الأجانب للجهاز الامني من قبل أهل البلد والعرب المقيمين (لكنهم لم يتأقلموا مع البحرينيين والعرب المقيمين الذين كانوا ينظرون اليهم على أنهم مرتزقه أجانب يتقاضون أجوراً مرتفعه نظير عملهم ) ، هؤلاء المجندون الاجانب هم من كانت لهم اليد الطولى في قمع المظاهرات والمسيرات والحركات الإحتجاجية المطالبه بالحرية والكرامة منذ العشرينيات الى نهاية الخمسينييات من القرن العشرين ، وعلى سبيل المثال قمع ثورة الغواصين ومحاربة هيئة الإتحاد الوطني وابعاد قياداتها للخارج  كل ذلك حصل في استشارية بلجريف للبحرين ، وللأسف الشديد أن هذه العقلية والسياسة تجذرت وأصبحت عقيدة من بعد تقاعد بلجريف عن العمل وتركه للاستشاريه أو بالأحرى انصياعه الخفي والمحرج لمطلب الهيئة بتنحيته ، وتوالت هذه العقيدة في القمع ووئد الحركات الوطنية والتحررية في الستينينات لانتفاظات عمالية مروراً بمطالبات الحرية والديمقراطية في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ووصولاً الى ثورة اللؤلؤ 14 فبراير2011م  .
بلجريف الذي أقترح على حاكم البحرين بتشكيل قوة شرطة وطنية وكان الحاكم يشكك في ذلك هو نفسه المستشار القائل والذي أكد في عبارته (لقد عاد اليوم (1959) الحال كما كان عليه قبل ثلاثين سنة ) ويقصد أن هذه السنة كما هي سنين العشرينيات كان جهاز الشرطة غالبيته من الأجانب والأغراب (وأصبح أكثرمن ثلاثة أرباع رجال الشرطة من جنسيات عربية أخرى ) ومثل ماحصل في العشرينيات والخمسينيات في القرن العشرين من غالبية للشرطة فإن التاريخ قد عاد نفسه الآن ونحن نعيش 2012 في الغالبية ذاتها .
مانستخلصه من ذلك كله يتضح في أمرين ، الامرالاول أن السياسة التي كان يقوم بها المستشار الانجليزي لإدارة البلاد خلال 31 عاماً من استشاريته هي نفسها وهي ذات العقلية التي تدارالآن ، والامر الثاني أن العقيدة الامنية والبوليسية لضابط المستعمرات الإداري هي ما قد تعلمها بلجريف من أساتذته الأمنيين والعسكريين وطبقها على أرض الواقع في البحرين من خلال مبدأ  الاستعمار والامبريالية بسياسة فرق تسد وخلق الفتنة بين الشعب الواحد واستخدام وسيلة القوة العسكرية والبوليسيه لحماية الحكومات المحلية  من التمرد والثورة ، مثلما فعلت ذلك بريطانيا عند بدء حملاتها البحرية التوسعية في حوض الخليج في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي باستخدام الأجانب ( الجيش الهندي ) كقوة ضاربة ضد الشعب الأصلي .
27-7-2012م
______________
المصدر :
مذكرات بلجريف - تأليف السير تشارلز بلجريف / ترجمة مهدي عبدالله - الطبعة الثالثة  (2011م / 1432هـ ) ، دار البلاغة للطباعة والنشر ، بيروت -  لبنان .