طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الجمعة، 3 يونيو 2011

حركة التاريخ / الشهيد مطهري مثالاً

 حركة التاريخ / الشهيد مطهري مثالاً
بقلم – جعفر يتيم
في نقده للنظرية (المادية التاريخية) يطرح المفكر الشهيد مطهري في كتابه (المجتمع والتاريخ) أمراً مهماً في حركة وفلسفة التاريخ والفرق بين النظرية المادية والمفهوم القرآني لحركة التغيير ومسيرة التاريخ ,ويوضّح أن الروح والفكر والجانب الفطري والغرائزي جميعها لها أصالة في المنظور القرآني ويؤكد أن ليس للمادة أي تقدم عليها وهي احدى النتائج التي أظهرها في بحثه حول الفرق بين المادية التاريخيه والمفهوم القرآني بالنسبة لحركة التاريخ , مايهمنا في طرح المقدمة أن الظرف الحالي الذي يمر به على الأقل لبعض من أقطار الشرق الأوسط يدلل لنا بكل وضوح أنها تمر بمنعطف تاريخي غير مسبوق وانتقال غير مألوف بالنسبة لحركة شعوبها وموضوع ذلك هو التعبير والتحدث بكل جرأة وقوة عن الحرية والعدل والمساواة عن طريق أسلوب الثورات والإنتفاضات والإحتجاجات الجماعية وهو مايفسر عن رغبة مكنونة بالداخل لحركة التغيير التاريخي لهذه الشعوب واختيارها نوع ونظام الحكم التي تريده أن يسود في أرجاء مجتمعها بعد أن باتت لعقود عديدة بعيدة عن صنع القرار ومهمشة لاتستطيع أن تبدي وجهة نظرها ,ولعل هذه الظاهرة المجتمعية الحالية في طلب التغيير السياسي والإجتماعي في العالم العربي إحدى المدلولات من وجهة الشهيد مطهري بالنسبة لفهمه القرآني والديني لحركة مسيرة التاريخ ومفادها أن الحركة لاتتم فقط بسبب الإضطهاد والصراع الطبقي ومايخص الانتاج كما ينظر لها أصحاب النظرية المادية للتغيرالتاريخي وإنما بسبب الدافع الغرائزي والفطري الإيديولوجي للإنسان في تحقيق مصيره ونيل حقوقه والانتقال بمجتمعه الى الأفضل والكمال والصلاح ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الإلهية وهو الأمر الملاحظ في الثورات والإحتجاجات الحالية بدليل أنها ضمت الفقير والغني والسياسي والمواطن البسيط وكذلك الرجال والنساء والصغار والكبار وجميع توجهات المجتمع المهنية والتخصصية أي بمعنى آخر أنها حركات شعبية لاتخص طبقة منتجه ومستثمرة ومحرومة ,ولاتقتصر على دين ولامذهب ولاايديولوجيه معينة , وهو الامرالذي يقودها مستقبلاً لانتصار هذه الظاهرة على الطبقات الحاكمة كما يمكن أن نقرأه من خلال فهم الشهيد مطهري للنصوص القرآنيه في نموذج آية الإستضعاف ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (1) وهذه الآية بحسب مايذكره الشهيد مطهري تشمل طبقة المستضعفين المؤمنين وغير المؤمين الى غير ذلك من الشعوب المحرومة والمناضلة والمكافحة التي تطالب بحقوقها واستقلالها  وتحررها.
وبجانب نموذج مطهري بفكره الديني وبفلسفته التاريخية للنص القرآني يقودنا الفكر والعقل من خلال الواقع الأممي للشعوب المتقدمة ديمقراطياً أنها أصبحت ظاهرة عالميه لايمكن نكرانها وأن التغيير التاريخي لابد ان يحدث ويتحقق بتغيير الاوضاع الإجتماعية والسياسية لفئة الطبقة المحرومة والمستضعفة من الشعوب التي تطالب وتصر على الإصلاح والعدالة الاجتماعية طال الزمن أم قصر وهناك العديد من الأمثلة والنماذج من حركات التحرر والإستقلال والحركات الاصلاحية في العالم قد تحققت وليس حركة شعبي تونس ومصر عنا ببعيد من هذه الثورات والحركات التحررية ومن قبلها ثورة الشعب الايراني وهي نتيجة حتمية إن صح التعبير ومصداقها إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإصرارها على ماتعتقد به من مبادئ سامية وانسانية,ولاننسى المشيئة والإرادة الربانية والوعد الإلهي للذي يجاهد ويناضل من أجل اعلاء كلمة الحق ويحارب الظلم والفساد.
مايو-2011
____________________
1-سورة القصص (آية 5)