طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الاثنين، 3 يونيو 2013

مسجد الشيخ مالك السماهيجي البحراني.


اعداد – جعفر يتيم

تتوسط مقبرة سماهيج أكمة (1) مرتفع من التراب وهو المكان الذي يحتضن البقعة الأثريه القديمة المعروفه بمسجد الشيخ مالك السماهيجي البحراني، وأرضية المسجد مائله قليلة الى الطرف الشمال الشرقي من المقبرة ذاتها ، وربما تُشكل الأكمة المعروفة أعلى نقطة ارتفاع بجزيرة المحرق (سماهيج التاريخية) ، وأهمية المسجد تكمن في أقدميته على باقي المساجد في المنطقة وبقية مساجد الجزيرة حيث يعتبر المسجد من الآثار القديمة التي ضمتها وعرفتها الجزيرة منذ أعوام طويلة ، ولا يعرف لحد الآن في أي فترة زمنية أسس بنيانه ، وربما يكون موقعه له صلة بقدسية الديانة السابقة (النصرانية) ومايتعلق بأعراف الكنيسة النسطورية في سماهيج والتي كانت موجودة في القرون(5-6-7) الميلادي التي سبقت ظهور الإسلام وهو مابقي معروفاً على الموروث السابق أن الأماكن المقدسة تُشّيد محلها أماكن مقدسة أخرى وخصوصاً أن موقعية المسجد وترسيمه على مكان مرتفع من الأرض ، وكذلك ربما يكون قد أسس بنيانه في عصوراسلامية لاحقه.

التسمية وترجمة الشيخ مالك :
وعن تسمية المسجد بالشيخ مالك ينقل الأهالي بمنطقة سماهيج أن هذه التسمية تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل الى أن بقيت التسمية تحت هذا المسمى الى يومنا هذا وينطقها الأهالي باللهجة العامية وبالجيم الفارسية (مالج) ، وأما مساحة المسجد تصل ما بين 25 الى 30 قدم وموقعه مكشوف (بلاجدران ولاسقف) وتحده مجموعة من الأحجار والصخور وقد قام الاهالي بتحديده وتسويره قبل عدت أعوام ، ويعتقد أن المسجد كان مبني من الأحجار وجذوع النخيل في الزمن القديم وقد أصابه التخريب إبان هجمات السطو والقرصنة على أرخبيل البحرين من قبل الأغراب المعتدين ، وتحيط بالمسجد ذاته عدت قبور يعتقد انها لعلماء وشهداء وشخصيات دينية معروفة بالمنطقة قديمة ، ومن ضمن تلك القبور قبر قديم يقع في الجهة الجنوبية من المسجد يعتقد الاهالي انه قبر للشيخ مالك المسمى المسجد باسمه .
وبالنسبة لشخصية صاحب تسمية المسجد (الشيخ مالك) لم يعثر الباحثون والمهتمون بالشأن التاريخي لحد الآن على أي ترجمة أو معلومة تشير الى شخصيته في الكتب أو المخطوطات لعلماء البحرين السابقين ، وماهنالك الا معلومات شحيحة توضحها الرواية الشفهية التي تنقل عن كبار السن بالقرية على أن هذه الشخصية هي شخصية دينية وجليلة الشأن سماهيجية الأصل والمسكن ، كما تنقل الرواية أن والد الشيخ مالك هو الشيخ محمد والذي تعرف تسمية المسجد الواقع في الشمال الشرقي لسماهيج (العين العودة) باسمه حالياً والمسجد المذكوركذلك كان على أكمة من التراب قبل بنائه من جديد ، وكذلك ينقل عن الأهالي أن صاحب القبر الموجود على (الأكمة) الموجودة في شمال مقبرة الدير الشيخ أحمد هو ابن الشيخ مالك المدفون في مقبرة سماهيج .

رمزية المسجد:
وعن رمزية وفضل المسجد يذكر كبار السن نقلاً عن الأوائل من أجدادهم أن المسجد منذ التأسيس كانت تقام فيه الصلاة بما في ذلك صلاة الأموات ، ويذكر مجموعة من كبار السن أن للمسجد وقع خاص في الروح والذاكرة  ورمزية معروفة قديمة ليس لاهالي المنطقة فحسب بل لأهالي البحرين عامة والمقيمين الأجانب فيها ، ففي أيام المناسبات الدينية والإجتماعية وأيام الجمعة والعطل الرسمية لعقود قريبة كانت تأتيه مجموعات من الاجانب الفرس قاصدة المسجد وتجلس في فنائه لقراءة القرآن والدعاء والزيارة والتضرع الى الله في هذه البقعه بالذات من المقبرة وذلك لمعرفتهم أن في هذه الأكمة قد دفن فيها مجموعة من العلماء والشهداء والصالحين .


ماهي أسرار الأكمات ؟
في الوقت الذي يعتقد فيه بعض الباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ بخصوصيات بعض الآثار القديمة وماتبقى منها في الشمال الشرقي لجزيرة المحرق (سماهيج التاريخية) على انها يمكن أن تُقدم دليل مادي ملموس أو تشير الى صلة أو ربط بالماضي والحاضر كما هو موضوع الكنيسة (النسطورية) في الديانة المسيحية التي عمت أقليم البحرين في بدايات العهود الميلادية وما انتجته  لنا الا شيئ يسير لم نعرف أسراراه بعد كما في هذه الكلمات المألوفه( قلالي – الدير- الراهب )(2) هناك أمراً مهماً قد يُقرّب الحقيقة التاريخية لها في الظهور إن كانت صحيحة وتكون بذلك اكتشافاً علمياً تاريخياً يضيف الى رصيد أرشفة التاريخ البحراني القديم والمغيب وبذلك يزيل غموضاً قد خيّم في أفكار الباحثين لأعوام طويله ، أكمتين أوثلاث آكام أو ربما أكثر يراد لها بحثاً موسعاً لنصل الى حقيقة وخصوصاً هذه الأكمة الظاهرة التي فيها المسجد المذكور ليس لدينا الا روايات قد ساقها أصحابها عن الأوائل الماضين ، واحتمالات صاغها التفكروالهيام والسؤال عن الحقيقة المخفية .

       المسجد المالكي الأثري القديم مُعطل ولا صلاة تقام فيه وأحجاره متناثره والبقعة (الأكمة) بهذا التاريخ الرمزي والروحي مع الذاكرة البشرية وعدد قبور الصالحين المحيطة بها لابد أنها تمتلك أسرار تاريخية قيمة ! ولها صلة كبيرة بالماضي البعيد ! ربما  تكون لها صلة روحية ودينية واجتماعية بالديانات السماوية السابقة ! وربما يكون على سفوح ظهرها ساجات وصخورمنقوشة تكشف لنا شيئاً من الحقيقة ! وإلا .... لماذا يبنى المُقدّس فوق أعالي الأكمات ؟

_________________
يناير/2013

(1)- الأَكمة : التل ماارتفع من الأرض عمّا حوله ، والجمع (أَكَم وأكمات ) ، جج (آكام) . ( المعجم الوسيط )
(2) أنظر:  
الدلائل على وجود أسقفية سماهيج :

أسقفية سماهيج والشواهد على وجودها: