طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الخميس، 11 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (7)

طرق الصيد الاخرى

بقلم-جعفريتيم
مع طرق الصيد الرئيسية (القراقير,المصائد البحرية) أساليب وأنماط وطرق صيد أخرى قد اهتم بها الأهالي بعضها تأتي كمهنة ثانية مكملة للمهنة الرئيسية وبعضها تمارس من قبيل الهواية والإهتمام والإستمتاع , ومن هذه الطرق المعروفة الحداك بأنواعه والصيد بالشباك وطريقة القمباروغيرها من طرق الصيد البدائية القديمة التي يلهو بها الاطفال والناشئة .

1- القُمبار:
إحدى أنواع طرق الصيد غيرالرئيسية ويطلق عليها القمبآر(يقلب حرف القاف الى كاف) التي تفيد النور أو الضياء أي من ظلام الى سفر ومن عتمة الى ضوء أو ضياء, ووقتها يكون في الليل الدامس على أن يكون القمر في منزلة المحاق, وتكون الإضاءة هي الأداة الرئيسية للصيد باستخدام الإنارة الشديدة عن طريق (الدافور) وهو نوع من أنواع الإضاءة القديمة, وعادتما يذهب الأهالي للصيد بطريقة القمبار في أيام الليل الدامس والماية تكون جزراً (قراح) ومنسوب الماء الى الركبة تقريباً للتمكن من المشي بسهولة ويأخذون معهم العدة وهي تتكون من الإنارة (الدافور) الطبقة (درام دائري) والكيس(الخيشة) والحربة .
وطريقة القمبار تكمن في رفع الدافور الى الاعلى للإضاءة ونشرالضوء من حول المنطقة وبهذه الطريقة من شدة قوة الضوء وانتشاره تقف السمكة في محلها وبالتالي يأتي الصياد ويضع الدرام على محيطها ومن ثم الإمساك بها واصيطادها ووضعها في الكيس(الخيشة), ويفضل البحارة الاماكن الصيد بهذه الطريقة في الأماكن التي بها فشوت وأزياج لانها تكون محميات للأسماك وهي  المناطق القريبة للساحل الشمال الشرقي (الحرف,علم ,الظاهرة,بديعة,القصار, والبقاع القريبة من رأس الحد, أما الأسماك التي يتم اصطيادها من هذه العملية وهي البدح والصافي والشعري,أما وجود الحربة وهي أداة حماية وتستخدم لوكز الحيوانات البحرية التي بها خطورة على جسم الإنسان مثل اللخمة وتيس عامر والراجوة وغيرها من الحيوانات الشرسة.


2-الحداق :
وهي إحدى طرق الصيد البدائية القديمة المعروفة بالمنطقة ,حداق وتلفظ باللهجة العامية(حداك) بلفظ الكاف وأداتها الخيط والشص(الميدار) يصنع من النحاس حيث يوضع الطعم على حافة الميدارلاصطياد السمك, والطعوم المستخدمه في عملية الصيد لحوم الخثاك والأسماك الصغيرة والروبيان ولهذه الطريقة عدة أنواع وهي الصيد بالطريقة العادية واللفاح (لشاط) والسماري والمشبك ,أما وقتها ويفضّل العمل بها على ضوء القمروتمامه من أيام السون وفي النهارعادتما يكون في أيام الشتاء وأفضل الأماكن للقيام بعملية الصيد في الاماكن التي فيها فشوت ولحوف وأزياج .

الطريقة العادية :
والأداة المستخدمه فيها الشص(الميدار) والخيط والبلد (الرصاص) ويوضع على رأس الميدارالطعم المتمثل بلحم الخثاك أوالربيان ثم يٌقذف الخيط والميدار بأكبر قوة ممكنة بعيداً عن القارب ليصل الى قاع البحر ومن ثم تأتي السمكه لتأكل الطعم ويشبك حلقها بالميدار ثم يُجرالخيط الى الأعلى وينزع الميدار من حلق السمكه,وهذه الطريقة تحتاج الى صبر وتحمل من الصياد الى أن يصطاد السمك, وكان الاهالي قديماً يقومون بعملية الصيد بالخيط في المواقع البحرية المعروفة القريبة من الساحل الشمالي الشرق في بقاع تكثر فيها المحميات والبيئات للأسماك على سبيل المثال الصم والخوانجة والظاهرة والبدع وفي مراحل لاحقة وصلوا الى لحوف رأس الحد وأبعد من ذلك,وأشهرالأسماك التي تصطاد من هذه العملية( الشعري ,السولي،الفسكر,الكركفان) .

اللفاح :
 إحدى أنواع وأساليب الحداق وهي مخصصة لصيد الأسماك الكبيرة ( الجنعد , السكن,الهامور) والطعم المستخدم يكون من سمك (السلس والغلي) والعملية تكمن في سيرالقارب بسرعة بطيئة للتمكن من الإصطياد وتستخدم فيها شصوص الميادير الأكبر حجماً وتسمى أيضاً (دريه) و( القفشه والبلود) ويجر الخيط من خلف القارب( تفر), ووقتها يكون نهاراً في جو معتدل مع بدايات دخول الشتاء أو نهايته ونادرما تكون هذه الطريقة في فصل الصيف.

السماري :
وهي ذات الطريقة العادية الا أنها غير مستقره ولذلك سميت بالسماري وهو أن لايرسو القارب في محله لتحركه الأمواج والرياح بسرعة بطيئة , ويفضّل الأهالي هذه الطريقة في بدايات الشتاء ونهايته في الهواء الخفيف, ولاتصلح هذه الطريقة في الهواء النشط والقوي والمراد من هذا النوع من الصيد اصطياد سمك الشعري خاصة .

المشبك :
وهي تعتمد على منسوب مياه البحر (المايه) لظاهرة المد والجزروتعتمد هذه الطريقة غالباً في المياه الضحلة للتمكن من سهولة المشي في الماء ويحرص الصيادون على وجود الماء للتمكن من عدم موت الأسماك بعد اصطيادها , وهي عبارة عن قصاصات قصيرة من خيوط النايلون لاتتعدى الامتار تشد في أطراف الاحجارمع بدايات ظاهرة المد يوضع بها شصوص وعوامات صغيره لترفع الخيوط وبعد انتهاء ظاهرة المد يأتي الصياد لينتزع السمك من المشبك, والطعوم المستخدمة لهذه الطريقة الأسماك الصغيرة (المصلّغ) ولحوم الخثاك, وأما الاماكن المفضلة لدى الاهالي هي الاماكن القريبة من الساحل(القطع ,الغليل,الحرف) وتستخدم هذه الطريقة خاصة لصيد أسماك(السبيطي,الحاكول,الشعري) .

3-الشباك ( الغزل)
تعد من أقدم طرق الصيد في المنطقة حيث كانت في الماضي تصنع من الخيوط القطنية المسمى( براوه) وبعد التطور صنعت بخيوط النايلون ويطلق عليها الاهالي (غزل) للتسمية القديمه في غزل الشباك بالقطن,والغزل له عدت طرق لإستخدامه في الجرف والجرار مشياً أو استخدامها من على القارب أو نصبها في البحرلوقت معين ومن ثم معاينتها , أما الاماكن التي يتم الصيد بها فهي مفتوحة في البحر ويفضل الاهالي مناطق الزيج والاراضي الواطية ,ويستخدمها الاهالي بالقرب من الساحل لاصطياد أسماك الصافي والميد والحاكول, كما تستخدم شباك أخرى تسمى الناجسة أو السالية وهي شباك صغيرة دائرية الشكل بها ثقل من الرصاص ترمى على رؤوس (مجاميع) الأسماك .

4- طرق بدائية :
مع هذه الطرق والأساليب للصيد كانت هناك طريقة الصيد بالمشخال أو السلال وهي نمط صيد بدائي وقديم ولم تعد تستخدم هذه الطريقة من الصيد حالياً الا عند الأطفال الصغار أو الهواة للاستمتاع بها , وتوضح هذه الطريقة في سهولتها على ان الصيد بالقرب من الساحل كان وفيراً لكثرت مافيه من الأسماك, والطريقة تكمن في وضع قطعة من القماش المخروقة (فتحه) على وجه المشخال ويمسح على قطعة القماش الطحين وتترك في الماء لوقت قصير ومن ثم رفعها لتفريغ السمك منها وعادتما تستخدم هذه الطريقة لصيد الأسماك الصغيرة مثل الميد والمنجوس والمصلغ,وطريقة الصيد المفضلة للاطفال في وضع القنينات الفارغة (الغراش) في المياه الضحلة لصطياد الأسماك الصغيرة (حرسون) ,وكذلك كانت هناك طريقة صيد أخرى عن طريق الحفر(الجفرة) والبرك (البرجه) وهو عندما يكون البحر في حالة الجزر( ثبر) يأتي الصياد لمعاينة هذه الحفر والبرك ليرى هل هناك من أسماك قد بقيت أم ذهبت مع المايه .
  
11-11-2010

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (6)

الصيد بالقراقير
بقلم- جعفريتيم
هي إحدى طرق الصيد الرئيسية في المنطقة والتي اعتاد عليها الأهالي منذ زمن بعيد في طلب العيش والإمتهان بها كعمل رئيسي في الغالب وثانوي في بعض الاحيان, كلمة (قرقور) وتلفظ بالكاف وجمعها قراقير وهناك تسمية أخرى لها وهي (حيزه) وجمعها حيز بكسرالحاء , يصنع القرقور في الماضي القديم بعسق النخيل المتوفر بكثره في المنطقة وفي العصر الحديث تطورت صناعته بشك الأسلاك أو الأسيام الحديدية على شكل قفص وله فتحات (عيون) ليتخللها الماء وفي وسطه على أحد جوانبه فتحه صغيره يطلق عليها تسمية (فج) على شكل خرطوم لدخول الأسماك من حيث يصعب خروجها خارج القرقور وفي مقابل الفج باب صغير من أسفل القرقور لإخراج الأسماك بعد فتحه وكان أهل المنطقة قد اشتهروا بحرفة صناعة القراقير وبيعها على مختلف مناطق البحرين ,وتصنع القراقير باحجام مختلفه وذلك بحسب المبحر وكل ماكانت المنطقة ذات عمق كبير (غزير) يكون القرقور أكبر ويوضع في أسفلها قضبان من حديد لإنزالها في قاع البحرلضمان عدم دحرجتها من جراء تحرك الامواج , والقراقير الصغيره الحجم تصنع للمواقع الضحلة والقريبة ,وهذه الطريقة من الصيد بالقرقورتتطلب فكر وفن لدى البحارة إذا أراد أن يصطاد بوفرة ونوعاً ما من الأسماك وذلك باعتماد على أسلوب ونظام معين في اختيارالمنطقة ووضعية القرقورونوعية الطعم ونظافة القرقور في اليوم مرتين لتعاقب ظاهرتي المد والجزر وفي الغالب يأتي البحارة لمعاينة ومخالات (لمباراة) القرقور مرة واحدة في اليوم .

1-اختيار الموقع:
إن لاختيار الموقع أو المنطقة لوضع أو انزال القراقير أمر مهم في وفرة الصيد أوضعفه ولذلك أن الحصول على الموقع ذات المكان التي تنمو وتتربى فيه الأسماك أمر رئيسي لضمان الصيد ففي المحميات والبيئات البحرية تكثر الأسماك بالقرب من القصاصير واللحوف والخور والخرائب بل أن نوعية المكان تتحدد فيه نوعية صيد الاسماك التي يريد ان يصطادها البحار,أما في الأماكن المفتوحة والفقيرة من بياض السطح فإن الأسماك تقل أو تكاد تكون منعدمة الوجود فيها .

2- وضعية القرقور:
لوضعية القرقور أمر أساسي في كثرة الصيد وذلك في اعتماد إتجاه (الفج) مقابل سريان المايه لأن الأسماك تأتي بطريق معاكسه عنها وكلما كان سطح القرقور منبسطاً وراسياً على قاع البحر كان السمك أقرب للدخول بداخل القرقور.

3- نوعية الطعم :
للطعم نوعان هما الحشيش والطحالب أما الحشيش فلونه مائل الى اللون البني وله عدت أنواع ومسميات أشهرها الفريهه وأما النوع الثاني وهو الطحالب فيكون لونه أخظر ويعرف أيضاً با(الخمك) وهو الطعم المفضل لدى الأسماك في فترات البرودة في فصل الشتاء , وطعم الحشيش والخمك هو الطعم الرئيسي التي تفضلها أسماك الصافي والشعري والكركفان والفسكر.... الخ وفي بعض المواسم البحرية يمزج مع الخمك بعد دقهِ سرطان البحر (القبقب) والمحار التي يطلق عليها البحارة (ترفه), وبادخال الطعم بداخل القرقور تسمى هذه العملية (العمارأو عمرة), وفي وقت قريب لعدت سنوات طرأت طريقة جديدة في نوعية الطعم وهي المسمى با (الخبزالبحري) المعد عوضاً عن الطعم التقليدي كما كان في السابق يستخدم التمر والخبزوالطحين.


4- النظافة والصيانة :
لنظافة وصيانة القرقور أهمية كبيرة في دخول الأسماك بداخل القرقور, فحينما يكون القرقور نظيفاً وعيونه (فتحاته) بارزه يكون منظره جذاباً وساحراً لجذب الأسماك, وكذلك فإن الصيانة الدورية والعناية بعدم وجود تشققات وترهل في هيكل القرقور يجعل الصيد أكثر وفرة كماً ونوعاً .

طريقة التجنين :
كلمة (تجنين) وتلفظ باللهجة الدارجة البحرانية (الجيم الفارسية) وهو أسلوب وطريقة ذكية لصيد سمك الشعري بالقرقورباستخدام طريقة التجنين وهي وضع الزيج أو ألياف النخيل على أعلى القرقور لتضلُله ويكون الطعم مجموعة خلطة شهية من الخثاك والعومة والقبقب المعدة خاصة لصيد سمك الشعري والجنم وهو ما يدل على توصل فكر البحارة الى النضوج بمعرفتهم لبعض مزاج والسكيلوجية للأسماك على أنها يسهل اصطيادها في الوضع المظلم بهذه الأسلوب من الصيد .
وفي الحقيقة أن البحارة وصيادوا الأسماك في منطقة الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة أعتمدوا في بحارتهم على الاماكن القريبة منها في الصيد في مواقع رأس الحد شرقاً وفي أعالي الساحل شمالاً, كما كانت لبعض الصيادين مواقع قريبة من الساحل توضع فيها القراقير في موقع الباب العود والحرف ومربط الخيل بين مسكر مهدي وحضرة الفسيلة وموقع علم في الجنوب الشرقي للحرف وغيرها من الاماكن المعروفة.

8-11-2010