طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الاثنين، 9 أبريل 2012

وقفه مع الشهيد زكريا العشيري

بقلم-جعفريتيم
قرأت تغريده لأحد المغردين في شبكة التواصل الإجتماعي ( تويتر) مفادها لاتمسح أرقام هواتف الشهداء فربما يأتي اليوم الذي تتواصلون فيه معهم , وبالفعل كان رقم الشهيد زكريا العشيري مدوناً في سجل هاتفي الخاص ولم أمسحه الى أن أصاب جهاز هاتفي خلل فقدت بسببه جميع الأرقام المدونه بما في ذلك رِقم هاتف الشهيد. 
في التاسع من أبريل عام 2011 انتشر خبر شهادة العشيري من داخل سجن الحوض الجاف وكان الخبرحزين ومؤلم بالطبع  لي لما تربطني به علاقة صداقة وزمالة في العمل الإجتماعي والوطني , ولعل معرفتي به كانت في الثمانينيات من القرن الماضي والسبب أن خاله الشيخ حمزة النائب البرلماني السابق كان يوصل والدي العزيز الى السوق المنامه المركزي لشراء حاجيات البقالة بشكل يومي بعد صلاة الفجر , ومن ذلك الوقت عرفت أن الشهيد يكون إبن أخت الشيخ حمزة الديري وكانت هي المعرفة الأولى لي بهذه الشخصية .
الشهيد زكريا العشيري من مواليد (1971) قرية الدير ويبلغ من العمر40 عاماً متزوج وله من الأولاد ( راشد و ريم ) , وهو أحد الكتاب والمدونين وأحد القائمين على منتديات قرية الدير وهو أحد الذين يكتبون في الشأن المحلي والسياسي للبحرين وكانت له كتابات في الصحافة المحلية وعلى الأنترنت وتنشر مقالاته في منتديات الدير الألكتروني وفي نشرة الوفاق ومجلة صدى العقيدة , وقد ختم حياته الإعلامية بمقالته الشهيره تحت عنوان ( أنا إنسان قبل أن أكون شيعيا؟!؟) دخل العديد من الدورات الإعلامية والمهنية وله الكثير من المشاركات الفاعلة في الشأن السياسي والوطني , وله اهتمامات تطوعية و اجتماعية كثيرة في مؤسسات القرية .
لعل الهم الإجتماعي والوطني كان يجمعنا كثيراً في الدائرة السادسة بالمحرق (سماهيج - الدير ) أضف الى ذلك العلاقة الحميمية التي تربطني به والجيرة .
الشهيد كان أحد الأشخاص والشباب البارزين والواعدين بالدائرة السادسة في عملهم الإجتماعي والوطني وكان له دور وتأثير كبير في الإنتخابات النيابية والبلدية السابقة  لسنة 2010  .
وشهادتي لهذا الإنسان أنه كان لايمل من العمل الدؤب وكان يطمح الى الكثير في تنظيم العمل الإجتماعي الموحد في قريته على وجه الخصوص وفي التنظيم في قريتي سماهيج والدير, كان من الأشخاص القلائل الذين عرفتهم في دائرتنا ومن الذين يحملون هم وروح المسؤلية الجماعية ومن الذين يتحلون بالصبر والمثابرة للعمل المتواصل وفي ذلك كانت تجمعني معه الكثير من الأعمال قبل أن يُعتقل .
في ذكرى رحيل أخ وصديق عزيز نستذكر مواقفه الوطنيه المؤيده للحرية والعدالة وحرية الكلمة ومطالباته بالحقوق , إذ كان همه الوطني الأول هو تنظيم العمل الإجتماعي والوطني للقريتين وعدم التخندق وهو بحق يعطينا دروس وعبر من هذا المنطلق المبدأي الذي كان همه الشاغل كما أعرفه من خلال لقائاتي وجلساتي الاخوية معه .
لن ننسى يوم رحيلك المؤلم 9-4-2011 وماكنت قد اعتقلت وعذبت وتجرعت الويلات لأجله , ولن ننسى يوم تشييعك المهيب في 11-4-2011 الذي زحف محبيك من كل أصقاع الأرخبيل لتوديعك , ولن ننسى جهودك الوطنية الصادقه من أجل شعبك ولن ننسى أعمالك التطوعية والإجتماعية الخيّرة من أجل أهل القريتين ( سماهيج والدير) ولن ننسى قلمك الحر والصادق وكلماتك الهادفه , لقد سجّل تاريخ البحرين الحديث والمعاصر اسم أحد أبناء أوال الأخيار الطيبين الذين أُعتقلوا وعذبوا ونالوا شرف الشهادة من أجل الحرية والعدالة في ثورة اللؤلؤ الشريفه , إنه الشهيد زكريا راشد حسن العشيري فسلام عليك يا أبا راشد ورحمة الله وبركاته , والمجد والعزة والخلود لروحكم الطاهرة ولشهداء البحرين كافة .
8-4-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق