طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

المحقق والباحث التاريخي الشيخ المكباس / متحدثاً عن تاريخ علماء البحرين ومخطوطاتها ومدارسها العلمية بمركزجدحفص الثقافي .

الباحث المكباس متحدثاً عن تاريخ علماء البحرين ومخطوطاتها ومدارسها العلمية
بمركزجدحفص الثقافي .

اعداد – جعفريتيم
أقيمت بمركز جدحفص الثقافي أمسية ثقافية تاريخية تحت عنوان بيوغرافيا مخطوطات البحرين ((علماء جدحفص إنموذجا )) تحدث فيها المحقق والباحث التاريخي في تراث مخطوطات البحرين الشيخ محمد علي آل مكباس ،  وذلك في يوم الأحد ليلة الأثنين بتاريخ 15-9-2013 بصالة أ. صالح بمركز جدحفص الثقافي ، وبحضور مجموعة من الباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ العلمي والأدبي البحراني ، أدار الحوار الكاتب الصحفي  أ. رضي السماك ، وبدوره رحبّ عريف الأمسية السماك بالضيف وبالحضور وقد عرّف بشخصية الباحث ودوره في إبراز بعض من تراث وتاريخ علماء البحرين عبر تحقيق المخطوطات وتأليفه مجموعة من الكتب القيمة  .

إسهامات علماء البحرين :
أوضح المحقق والباحث التاريخي في مخطوطات البحرين الشيخ محمد آل مكباس أن اسهامات علماء البحرين الأجلاء أنبثقت من المدارس العلمية المنتشرة في عموم البحرين وقد أنتجت علوم كثيرة على مدى قرون من الزمان ، وأضاف المكباس والبحرين على صغرها إلا أنها أخرجت فطاحل العلماء وأسّست مدارس متنوعة  ( الإخباريين / الأصوليين  ) وكذلك في العرفان والتصوف ، وأكد المكباس أنه على رغم حساسية الإختلاف  القائم بين المدرستين ( الإخبارية والأصولية ) فقد انتجت المدرستان إسهامات كثيرة في شتى العلوم والتخصصات في ( علم الحديث وأصول الفقه واللغة والأدب والفلسفة وغيرها من العلوم ) ، وقد عدد المكباس مجموعة من أشهر المحدثيّن والمتكلمين لعلماء البحرين التي ضمتهم هذه المدارس البحرانية وكان لهم إنتاجات علمية وأدبية غزيرة وهم :-
الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني ، الشيخ سليمان بن علي بن أبي ظبية البحراني الأصبعي ، المحقق الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني ، المحدث الشيخ عبد الله بن صالح بن جمعة السماهيجي ، المحدث الشيخ يوسف بن أحمد العصفور الدرازي البحراني ، الشيخ حسين آل عصفور البحراني المعروف بالعلامة ، السيد عبد الرؤوف الجدحفصي الموسوي ، السيد ماجد الجدحفصي البحراني وغيرهم من العلماء المحدثين والذين عرفوا بحديثهم وعلمهم .


المدارس العلمية ( الحوزات الدينية ) :
أكد المكباس أن المدارس العلمية كانت منتشرة في البحرين وأن لديه مايثبت بالوثائق التاريخية من المخطوطات وليست من الرواية الشفهية فحسب ، وأضاف أن مصطلح  ( الحوزة ) مصطلح جديد على الساحة العلمية ، وأضاف الباحث المكباس أن مجموعة من العلماء الأعلام المعروفين على مستوى البحرين والمنطقة قد تخرجوا من هذه المدارس والبعض من هؤلاء الأعلام قد تتلمذوا في مدارس متعدده منها كما هو الشيخ سليمان الماحوزي و الشيخ عبدالله بن صالح السماهيجي  .

 المدارس المنتشرة والمعروفه في البحرين :
ومن أهم المدارس المنتشرة والمشهورة في البحرين عددّ المكباس عدّت مدارس تاريخية ومنها / مدرسة أبوصيبع ، مدرسة البلاد القديم ، مدرسة بوري ، مدرسة جدحفص ، مدرسة الحجر ، مدرسة سترة ، مدرسة القدم ، مدرسة الماحوز ، مدرسة مقابة ، مدرسة المقشع ، مدرسة النعيم  وغيرها من المدارس العلمية  ، وأضاف أن هناك مجموعة من العلماء كان لهم دور كبير في التدريس بهذه المدارس قد أثروا الساحة الدينية والعلمية بعلومهم وآدابهم ، ومنهم الشيخ سليمان الماحوزي ، الشيخ عبدالله السماهيجي ، الشيخ علي بن سليمان القدمي ، الشيخ يوسف البحراني وغيرهم من العلماء ، وأكد المكباس أن مدرستي المقشع ومقابة  تاريخياً أنتجت الكثير من العلماء والآن تكاد هذه القريتين تخلو من العلماء .


المؤلفات ( المخطوطات ) :
ومن اسهامات وعطائات علماء البحرين أكد الباحث المكباس أن المدارس العلمية بعلمائها قد أثرت الساحة الدينية والعلمية على المستوى المحلي والخارجي بالمؤلفات ( المخطوطات ) ومن أقدم المؤلفين للعلماء البحارنة الشيخ علام البحراني ولديه ( أقدم مخطوط ) ، وكذلك الشيخ ناصر الدين الشيخ راشد بن ابراهيم  الجزيري البحراني المعاصر للقرن السابع الهجري لديه كتاب ( المختصر ) ، وأضاف المكباس أن هذا الإنتاج من قبل العلماء والمدارس العلمية قد تنوع في شتى الأبواب والعلوم والإتجاهات موضحاً أن بعض العلماء لهم إنتاجاتهم العلمية والأدبية الغزيرة والبعض منهم لهم مؤلفات باللغة الفارسية .


___________

ملخص لجانب من محاضرة المحقق والباحث الشيخ محمد علي آل مكباس في إدراجه لأسماء المؤلفين والمؤلفات ( المخطوطات ) في شتى الحقول العلمية والأدبية لعلماء البحرين :

يوضح المكباس أنه من خلال اطلاعه وبحثه المتواصل لمخطوطات علماء البحرين أنه وجد الكثير من الاهتمامات العلمية والأدبية واللغوية والفلسفية والكلامية للمؤلفين البحارنة وفي شتى الأصعدة والإتجاهات وهو يسعى جاهداً للإنتهاء من هذا البحث لطباعته ونشره ليستفيد منه المهتمون وطلبة العلوم .

 أسماء وأنواع المؤلفات لعلماء البحرين :

1-الفقه:
شهد هذا الحقل العلمي  تأليف كبير في هذا الجانب فقد ألفت الموسوعات والكتب في الفقه ومنها :-
الحدائق الناظرة / الأنوار اللوامع / مجمع الأحكام ، سداد العباد ورشاد العُبّاد ، وهناك كم هائل من الكتب الكبيرة والصغيرة ( الرسائل ) ، ولعلماء البحرين شروحات أيضاً للكتب الأربعة المعروفة ( الكافي في الأصول والفروع لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني /  تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي / الاستبصارللشيخ الطوسي / من لا يحضره الفقيه الشيخ الصدوق )  ومن قد برع في هذا الحقل / الشيخ يوسف البحراني ، الشيخ سليمان الماحوزي ، الشيخ عبدالله السماهيجي وآخرون  .

2-أجوبة المسائل :
هذا الحقل يتعرض في مسائل / الحج ، الخمس ، الزكاة ، وكذلك الظروف الإجتماعية والحياتية للناس .

3- مناسك الحج والعمرة :
من المؤلفين  / الشيخ يوسف البحراني والشيخ سليمان الماحوزي .

4-أصول الفقه :
مؤلفات الشيخ يوسف البحراني والشيخ سليمان الماحوزي والشيخ عبدالله السماهيجي والشيخ حسين العصفور وغيرهم من العلماء .

5-اللغة والأدب والشعر :
ومن  العلماء المعروفين والذين كان لهم دوركبيرفي هذا الحقل السيد عبدالرؤوف الجدحفصي ، الشيخ سليمان الماحوزي ، الشيخ سليمان أبن أبي ضبيه  والشيخ ابن طعان ، الشيخ يحيى أبن عشيرة .

6-علم الكلام والمعارف  الإلهية:
من المؤلفين المعروفين / الشيخ ميثم بن علي البحراني ، الشيخ يوسف الدرازي البحراني ، السيد ماجد البحراني ، السيد هاشم التوبلاني البحراني .

7- الأدعية والزيارات :
المؤلفات / جوامع السعادات و( الصحيفة العلوية والتحفة المرتضوية)  للشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي البحراني .

8- التفسير :
أشهر المؤلفين العلامة الشيخ حسين العصفور ، الشيخ علي المقابي ، السيد هاشم التوبلاني ( كتاب البرهان في تفسير القرآن ) .

9- المنظومات والأراجيز :
وقد تنوعت المنظومات والأراجيز ، الشيخ عبدالله السماهيجي  له منظومة ( تحفة الرجال وزبدة المقال ) .

10-وفيات الأئمة وأهل البيت ع :
من المؤلفين الشيخ حسين العلامة (الفوادح الحسينية والقوادح البينية ) .


11- الأنساب والتراجم وعلوم الرجال :
عرف منهم الشيخ يوسف الدرازي البحراني (لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينيين )  ، الشيخ علي بن حسن  البلادي ( أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين) الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي آل عصفور (الذخائر في جغرافيا البنادر والجزائر) ، ومن المؤلفين الشيخ يحيى بن عشيرة ، والشيخ ابراهيم المبارك ، ومن العلماء المتأخرين الشيخ محمد علي التاجر(منتظم الدرين في أعيان الأحساء و القطيف و البحرين) .

12- الحديث وشروحه :
عرف منهم الشيخ ميثم البحراني ( شرح نهج البلاغة ) وكذلك السيد هاشم البحراني في كتابه ( التنبيه )   والسماهيجي في كتابه (جواهر البحرين في أحكام الثقلين ) .

13-الفلسفة والعرفان :
عرف منهم الشيخ أحمد بن سعادة الستري البحراني صاحب كتاب ( رسالة العلم ) ، الشيخ سليمان بن أحمد آل عبد الجبار الساري ، والشيخ ميثم بن علي البحراني  .

14-المجربات :
أكثر المؤلفات باللغة العربية ومنها باللغة الفارسية مؤلفات الشيخ ماجد الصادقي ( وقف نامه ).

15-خطب الجمعة والأعياد :
عرف منهم الشيخ أحمد بن عبدالسلام الجدحفصي ، وكذلك في كتب الشيخ السماهيجي والشيخ يوسف البحراني .

16-إجازات الحديث :
هناك الكثير من إجازات الحديث اشتهر بها العلماء  البحارنة وعلى سبيل المثال إجازة الشيخ يوسف البحراني (لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينيين )    .

17-الكشكول :
بعض من العلماء لهم مؤلفات مايعرف بـ(الكشكول) :
( أزهار الرياض ) الشيخ سليمان الماحوزي ، (أنيس المسافر وجليس الحاضر ) الشيخ يوسف الدرازي البحراني ، ( رياض الجنان )  الشيخ عبدالله بن صالح السماهيجي .

مدرسة وعلماء جدحفص :
أوضح الباحث المكباس أن لمنطقة جدحفص أهمية كبيرة في تاريخها القديم فقد كانت في يوم من الأيام عاصمة للبحرين ، وكانت بها مدرسة علمية تخرّج منها علماء وأدباء وشعراء كثيرون ، وأشتهر الكثير منهم بالتخصصات المتنوعة وفي شتى الاتجاهات العلمية والأدبية ، وفيهم من هو معروف بالمناظرات وبعلم المنطق وبفن الجدل والإقناع  كالشيخ أبن أبي شافيز .

بعض من علماء جدحفص العلماء :
1-الشيخ أحمد بن عبدالسلام الجدحفصي البحراني .
2-السيد عبدالرؤوف الجدحفصي البحراني .
3-السيد ماجد بن هاشم الصادقي / صاحب كتاب ( وقف نامه ) باللفة الفارسية ، مدفون بشيراز .
4- الشيخ داوود بن محمد بن عبد الله بن أبي شافيز .
5-الشيخ لطف الله بن علي .
6-االأديب والشاعرالشيخ لطف الله بن محمد .
7- الأديب والشاعر الشيخ عبد الله الذهبة البحراني .
8- الشيخ علي بن الشيخ عبدالله بن الشيخ يحيى الجدحفصي .
وغيرهم من علماء وأدباء وشعراء منطقة جدحفص الذين عرفوا بالعلم والمعرفة والأدب .

_________
16-9-2013








السبت، 27 يوليو 2013

الباحث التاريخي آل عباس متحدثاً عن تاريخ وآثار القلاع البحرينيه .

الباحث التاريخي آل عباس متحدثاً عن تاريخ وآثار القلاع البحرينيه
في برنامج الواحات الايمانية بقرية سماهيج
اعداد – جعفر يتيم



ضمن فعالياتها المصاحبة في ليالي شهر رمضان المبارك ، وفي برنامجها السنوي الواحات الايمانية أقامت هيئة الوسيلة إدارة العمل الاسلامي بقرية سماهيج أمسية ثقافية تاريخية تحت عنوان ( تاريخ وآثار القلاع في البحرين ) تحدث فيها ضيف الواحة صاحب مدونة سنوات الجريش الباحث التاريخي أ.جاسم آل عباس ، وذلك بمجلس المرحوم الحاج أحمد الحايكي يوم الأثنين ليلة الثلاثاء بتاريخ 22-7-2013 الموافق 13-رمضان 1434 هـ ، وأدار اللقاء جعفر يتيم بحضور رواد المجلس وجمع من الشباب والمهتمين بالشأن التاريخي والاجتماعي بالمنطقة .
تحدث آل عباس عن أربعة محاور رئيسية في محاضرته التاريخية والتراثية عن البحرين مستخدماً في ذلك تقنية جهاز ( البروجكتر ) لعرض صور الآثار والقلاع ، وجغرافية القرى المندثرة والمهجرة أهلها ، ومايلي ملخص المحاضرة :


المحور الأول :-
تاريخ وجغرافية البحرين

-تحدث عن مسميات جزر البحرين سابقاً ( أرادوس ، أوال ، البحرين ) ، وأورد نصوص عنها من بعض المصادر العربية .
-ذكر القبائل التي سكنت أرخبيل البحرين (عبد القيس ، بكر بن وائل ) ، والديانة التي كانت سائدة على أرضه قبل الاسلام ( النسطورية ).
-موقف القبائل من الدعوة الاسلامة ورسالة الرسول ص ، الاستشهاد بأحاديث وروايات للرسول ( ص ) وأمير المؤمنين  ( ع ) في فضل ومواقف العبديين .

المحور الثاني :-
الحروب والفتن التي أصابت البحرين

-الوقعات والنكبات التي أصابت أهل البحرين من قبل الحكام العمانيين والخوارج في القرن الثامن الميلادي ، واستيلائها على أرخبيل البحرين .
-بعض الوقعات التي حصلت للشعب البحريني ( سماهيج ، جزيرة النبي صالح ، البلاد القديم ) .
-نتائج الغزو وما أفرزه من قتل وفتن وحروب وخراب واراقه للدماء .
-( الشتات) هجرة البحارنة للمدن والبنادر المجاورة  للبحرين ( الاحساء ، القطيف ، ايران ، العراق )
- تأسيس وإقامة البحارنة المهجرين في الخارج المدارس الحوزوية ونشر علوم الاسلام وأهل البيت وتأليف الكتب والمؤلفات .
- دور العلماء البحارنة في بلاد المهجر وموقعيتهم من الأحداث الدائرة بالبحرين .
- بعض علماء البحرين الكبار حصلوا على شيخ الاسلام وكانوا يصلون صلاة الجمعة في المهجر .


المحور الثالث :-
 القلاع في أرض البحرين

-أصل وجودها للدفاع والحماية عن الأرض والشعب .
-بعض القلاع قديمة قبل الميلاد وبعضها في العصر الاسلامي وبعضها جائت بعده .
- هناك قلاع عديدة ومشهورة في البحرين .
-من القلاع المشهورة قلعة البحرين ( البرتقال ) على الساحل الشمالي لجزيرة البحرين وقلعة عراد المعروفة .
-ومن القلاع ( قلعة أبوماهر ، دقيانوس ( البلاد القديم ) ، جردي ، سماهيج ، الجليعة  ، جو ، فرير، سترة ) وغيرها من القلاع التي اندثرت وغابت أصولها .



المحور الرابع : -
القرى البحرانية المندثرة

-التأكيد على أن هناك سكان مهجرون ومبعدون عن محل سكناهم ، وقرى مهجورة ومندثرة .
- من القرى المندثرة ( الفارسية ، بربورة )
-أسماء بعض القرى القديمة ( أبو زيدان ، أبو خفير ، الجنمة ، أم منديل ، الحلة ، أم نخيلة ) وغيرها .


وبعد انتهاء الباحث من استعراض المحاور فتح باب الأسئلة والمداخلات من جانب الحضور، والتي بدورها أثرت الأمسية وكانت أغلبها تتصل بمحور القرى المندثرة والقلاع .
وفي نهاية الأمسية كانت هناك وجبة سحور مقدمة من القائمين على مجلس عائلة المرحوم الحاج أحمد الحايكي ، يذكر أن هذه الأمسية من الواحات الايمانية ترتيبها الثالثة بين الواحات الأربع المخصصة  لهذا الموسم 1434هــــ ، وموسم فعالية برنامج الواحات الايمانية لهذا العام هو الموسم الثالث عشر الذي تقيمه هيئة الوسيلة بقرية سماهيج في كل عام ، وهو برنامج اجتماعي ثقافي فكري يهدف إلى زيادة الوعي والتواصل الاجتماعي بين الناس وإلى تحفيز وتحريك العقول نحو الثقافة والمعرفة .

مجلس الحاج أحمد الحايكي - سماهيج
22-7-2013 /13-رمضان / 1434هـــــ














الخميس، 13 يونيو 2013

أصول الكيخضاث (كدخدا)

أصول الكيخضاث (كدخدا)

اعداد- جعفر يتيم
     (الكيخضاث) هي إحدى المفردات التي استخدمها صاحب كتاب القبيلة والدولة د.اسحق خوري وتناولها في تحليله للنظام الاقطاعي في عهد عيسى بن علي حاكم البحرين ، والكلمة  تعني بحسب ماسرده الكاتب (جابي الضرائب) ، وللوهلة الأولى بالنظر اليها وقرائتها تعطي القارئ إنطباعاً مسبقاً على أنها مفردة غريبة وغير معروفه ، حيث شكلها ونطقها يشيرلخروجها عن المألوف في اللهجة الدارجة لشعوب الخليج .
وللوقوف عند هذا المصطلح الغريب في اللغة العربية نستعرض بعض المصادر التي تناولت هذه الكلمة لنتعرف عليها أكثر ، هل هي كلمة عربية أصيلة أم لفظة أعجمية ؟ هل الكلمة استخدمت وعُربّت فيما بعد للغة العربية ؟ وماهي لغتها الأم ؟

نماذج  لثلاثة مصادر تناولت المفردة :

1-في باب حرف الكاف (كتح ، كتل) بكتاب المنجد في اللغة يعرفها أنها كلمة فارسية - (الكتخذا) والكتخذاي) : لفظتان فارسيتان يستعملهما ارباب السياسة لمعتمد الوالي ومدبّر اشغاله (ص 672) .(1)
2- في معجم المصطلحات والألقاب التاريخية لمصطفى عبدالكريم الخطيب يُعرفها على انه لفظ (تركي- فارسي) ( (كدخدا) ومعناه (رب الدار) واصبح فيما بعد لقباً بمعنى : حاكم أو عمدة ، أطلق على أمراء الاقاليم في الدويلات الاسلامية التي نشأت في الشرق ، وفي العهد العثماني اعتمد هذا اللقب رسميا فاصبح يطلق بصفة أساسية على كل  معاون أومساعد للموظف الكبير في الدولة .  (2).
3-في المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية للدكتور سهيل صابان  (كتخدا-Kethuda ) ( وهو مراد لكلمة كيخيا ويعني صاحب البيت أو رب البيت ، وهو في الأصل فارسي ، وقد اصطلح على استخدامه لمن يعمل نائبا أو قائما بالأعمال . وكان يطلق في البداية على من يشرفون على أعمال رجالات الدولة أو الوزراء  ومن ينوبون عنهم ، ثم شاعت لتطلق في معناها الواسع على مديري الأعمال أو المشرفين العاملين في معية الكبار ، المعتمدين عليهم في ادارة الأمور الخاصة. (3)
ماطرح من مصادر أعلاه هي عينه من المصادر المتوفرة ، وهناك بلاشك الكثير من المصادر تحوي على العديد من التعريفات والمفاهيم والتوضيحات للمفردة وتُقرب المعنى أكثر للباحث ، ففي هذه المصادر اتضحت رؤية التسائل بالنسبة لأصول المفردة ( كتخدا أو كيخيا) وماتخفيه هذه اللفظة من معنى ، انها كلمة أعجمية غيرعربية (فارسية عثمانية) وعُربت إلى اللغة العربية كما هي المفردة الفارسية (ماشي ماهي) وأصبحت سماهيج فيما بعد ، ولفظة (خُذا) تعني (الله) اسم الجلالة بالفارسية و( كتخذا ) هي كلمة فارسية في الأصل تعني صاحب الدار وقد حُرفت إلى (كيخيا ) مايعني أن المفردة أصولها فارسية ومن بعد أصبح تداولها عثماني( تُركت) وبعد ذلك (عُربت) ، وتطورت تسمية مناصبها الادارية في الدولة العثمانية  إلى أسماء ومسميات عديدة ومنها على سبيل المثال :

- ( كيخيا آغا ) القيّم على الخزينة السلطانية .
- ( كتخداسي ) المعاون الأول للآغا الإنكشارية .
- ( كتخدا بك أفندي ) وهو معاون الصدر الأعظم .

 ومن خلال الاستخدام القاموس العربي التركي الموجود على شبكة الانترت لهذه الكلمات في اللغة التركية (kethüda ،kedhüda ،kahya ) تظهر عدت معاني متقاربه للمفهوم ذاته       ( معتمد ، وكيل ، نقيب البيت ، ناظر ، عريف ، أمين ، مدير ، نائب الوالي و مساعده  ، وكيل ، معتمد  ، كافل الأمور ، نقيب ، معتمد ، وكيل الخرج ، ناظر ، عريف) (4) .

الخوري ومصطلح الكيخضاث :
والسؤال لماذا استخدم الخوري مفهوم كلمة (كيخضاث) في دراسته للحالة البحرينية ، والكلمة في الأصل كلمة غيرعربية ومتعددة المعاني كما أوضحته المصادرسلفاً ، ولماذا خص الباحث المصطلح ذاته بالشأن المالي فقط دون أن يسمي الأمور الادارية الاخرى في النظام الاقطاعي ، مع العلم أن أرخبيل البحرين لم يحكم قط من قبل الدولة العثمانية لكي تتسل اليه هذه المفردة العثمانية ؟!
بكل وضوح في الصفحات الأولى من كتاب (القبيلة والدولة) يوجد تنويه على أن الكتاب أي (الدراسة) المعنية بالشأن البحريني صدرت باللغة الانجليزية عن دار جامعة شيكاغو عام (1980م) وبعد ذلك ترجمت الى اللغة العربية وطبعت في بيروت عام (1983م) وهي دراسة اجتماعية انثروبولوجية قام الباحث بعمل البحث والدراسة في الحالة البحرينية ، ويتضح من خلال سرد وأسلوب الكاتب والنصوص التاريخية التي أوضحها على أنها حالة اسقاطيه نموذجية من الباحث لإحدى مصطلحات ومفاهيم الدولة العثمانية على نظام القبيلة والإقطاع في البحرين لفترة العشرينيات ( فرض الحكم على اهل البحرين في عهد عيسى بن علي عدة انواع من الضرائب على صيد اللؤلؤ وعلى النفوس وعلى مياه الري ، ويقال انهم فرضوا الضرائب على الشيعة لتنظيم مواكب عاشوراء .) (5)
 وربما اعتمد الباحث على أحد مفاهيم التعريفات للكلمة في أصل تطور نشوئها بالتخصيص للحالة المالية كما كان يسمى سابقاً في النظام الإداري العثماني المسؤل أو المختص أو القيّم على الخزينة السلطانية بـ( كيخيا آغا) ، أورد الباحث المعنى الحرفي للمصطلح بـ( جابي الضرائب) وبمعنى آخر كما يفهم ويستفاد من النصوص التي ساقها يكون مفهوم اللفظة ( هي شخصية قريبة أو مقربة من الحاكم  يختارها ويخصها لتمثيله بجمع الأموال (الضرائب) من المواطنين ، وهذه الشخصية قد تكون من سكنة الأرياف أو القرى أوالمدن ) ، وقد تطور الامر باستعمال الفداوية لهذا المنصب ايضاً في جمع الضرائب و(استعان الحاكم بالفداوية لجمع الضرائب والجزية وايجارات المحلات والبيوت من سكان مدينتي المنامة والمحرق ، واعفيت بقيت المدن كالحد والرفاع ، حيث كان يعيش حلفاء أل خليفة القبليون ، من كل أنواع الضرائب )(6)    .
 وبالنسبة لكتابة المفردة بهذا الشكل (الكيخضاث) في المطبوع  ، ربما يكون عامل بيئة المترجم من خلال لهجته الدارجة واستحسانه لابقاء الكلمة على ماهي عليه بدل كتابة المفردة بهذا الشكل الواضح للتعريب (كدخدا) ، والمفردة على مايبدو استعملها الباحث أكثر من مرة بصيغتين متفاوتتين (الجمع ، المفرد) والنص الذي يفيد الجمع ( وساعده في هذه المهمات جميعا مجلس مؤلف من الاقرباء والمستشارين والمقربين ، وجهاز اداري مؤلف بشكل رئيسي ، من الوزراء و الكيخضاث ، والفداوية .)(7) ،  وأما النص الذي يفيد المفرد (وكان الناس في القرى الشيعية حيث كانت نسبة الضرائب مرتفعة ، ينظرون الى (الوزير) وجابي الضرائب (الكيخضاث) ، نظرة ارتياب واشمزاز )(8) .

المصطلح في الاحساء والقطيف :
في الوسط الشعبي البحريني ليس للمصطلح محل في التداول ، لا العامة من الناس ولا النخبة من أصحاب الاختصاصات العلمية والأدبية والفنية يعرفون المصطلح ( ربما يكون هناك شخص من الأشخاص قرأ أو سمع عن المصطلح )  وحتى كبارالسن حينما تسألهم عن المفردة تكون الإجابة لم نسمع بهكذى كلمة من قبل ، وتبقى اللفظة معروفة لدى المختصين بالبحث التاريخي وذلك لتخصصهم بالتراث والتاريخ ، ومن خلال مبدأ السؤال والتحري عن اللفظة الغريبة لمجموعة من الباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ في مدن القطيف والاحساء تبّين أن الكلمة لاتزال في تداول محدود بين كبار السن والمثقفين والباحثين ، وتلفظ (كيخضه) بحذف حرف الألف والثاء واضافة حرف الهاء آخر الكلمة ، وكماهو معلوم أن الدولة العثمانية بسطت نفوذها على أراضي القطيف والاحساء لفترات زمنية محدودة في القرن السادس عشر والتاسع عشر الميلاديّين ، وهو مايدلّل على تسلل هذا المصطلح والمفهوم العثماني الإداري في التراث الشعبي لأقليم البحرين التاريخي .

25-5-2013م
__________________

1-المنجد في اللغة والاعلام – دار المشرق /الطبعة الثانية والاربعون 2007 .بيروت – لبنان .
2- معجم المصطلحات والالقاب التاريخية (ص 363-364)  -  مصطفى عبدالكريم الخطيب - مؤسسة الرسالة بيروت –الطبعة الأولى (1996م-1416هـ)
3-المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية (ص 188) – سهيل صابان (الرياض 2000م/1431هـ).
4- الموقع الألكتروني / قاموس ومعجم المعاني (المعاني) :
5-القبيلة والدولة في البحرين (ص 77) / د.فؤاد اسحق خوري – (معهد الانماء العربي) الطبعة الأولى بيروت لبنان 1983مـ  .
6- المصدر نفسه (ص82).
7-المصدر نفسه (77)
8-المصدر نفسه (78)


الجرأة في اعادة التاريخ.

الجرأة في اعادة التاريخ

بقلم- جعفريتيم
من يقول أن التاريخ لايعيد نفسه ، ومن يقول أن التاريخ للاستذكار والعبرة فقط ، إن التاريخ يعيد نفسه مرات ومرات عديدة ، ويمكن للباحث والقارئ أن يتوصل الى أحكام وقوانين تاريخية واجتماعية من خلاله ، ونجد ذلك في أمثلة ونماذج متعددة بالنسبة للتاريخ السياسي المعاصر والحديث لأرخبيل البحرين ، فمن يتفحص أحداث بداية العقد الثاني من القرن العشرين يجد أن بعض المسائل تعيد نفسها ولكن بشكل آخر وبمسيات أخرى وأدوار متنوعة ، إلا أنّ الفكر والعقلية والإيديولوجية هي هي نفسها لم تتغير .
فمنذ الإعلان عن الإصلاحات في فترة العشرينيات من قبل المعتمد السياسي الميجر (دالي) وحاكم البلاد حمد بن عيسى آل خليفة اتضحت المعالم السياسية والاجتماعية في تلك الفترة بين من يريد الحرية وبين من يريد الهيمنة والسيطرة والتسلط من جهة أخرى والبقاء على ماهو عليه من نظم الاقطاع والسخرة .
أدى هذا الانقسام في البلاد الى تكوّن معسكرين متناقضين ، معسكر ينشد ويطالب بالاصلاحات (سكان الأرياف والقرى) ومعسكر رافضاً لها من قبل (بعض شيوخ العائلة الحاكمة ، القبائل العربية) وهي النقطة التي يمكن أن تُقرأ في سطور الماضي القريب ونحن نراها حالياً متجسده على أرض الواقع لما تعيشه البحرين من مخاض عسير بين جميع الأطراف السياسية والإجتماعية والدينية .
ولعل المسألة المتشابكة بين الماضي والحاضر هي مسألة الفطرة الإنسانية في التوق إلى الحرية ومناهضة العبودية تتضح أكثر في نقطة التعاطي ايجابياً مع طرح الاصلاحات ، أوالرفض للإصلاحات واتخاذ الموقف السلبي منها علي حساب مصلحة الانسان والوطن وتصب في مصلحة القبيلة والبازار والاقطاع ، مماحدى بهذا التيار الرافض لافتعال الازمات والضغط على المعتمد السياسي والنظام للتنازل بأشكال عديدة ، أهمها الهجوم على القرى والأرياف وهم أهل البلد الأصليين المسالمين الذين وقفوا مع الاصلاحات بايجابية ، وتمت الإغارة من قبل الجماعات القبلية وفداوية المتنفذين من العائلة الذين عارضوا الاصلاحات ووقفوا منها موقفاً سلبياً، فقد أغار هؤلاء على مناطق سترة وباربار وعالي وغيرها من القرى المسالمة ، ويعود التاريخ نفسه اليوم كما فعلها وقام بها بعض الجماعات المتنفذه والظلامية المألهة للذات الانسانية بهجومهم على القرى المسالمة والمحال التجارية بصور أخرى مختلفة .
وفي نموذجاً آخر للفترة المتصلة من أحداث العشرينيات من القرن الماضي وماتلتها من أحداث سياسية ساخنة وصولاً الى الرابع عشر من فبراير2011م وبالتحديد في أعوام السبعينيات من القرن الماضي اتضح بروز التناقض في السّلم الهيكلي للنظام البحريني والذي يكمن خلله في منصب رئاسة الوزراء من خلال  سلطته وصلاحياته المتداخلة بينه وبين منصب وزير الدفاع والذي هو نفسه ولي العهد .
وفي هذه المسألة يرى صاحب كتاب القبيلة والدولة اسحق خوري الازداوجية في السلطة (من هنا يرى الباحث امكانية بروز ازدواجية في السلطة بين رئيس الوزراء (الشقيق) وولي العهد ووزير الدفاع (الابن) ،اذ ان الابن ، بصفته ولياً للعهد بتمتع بنفوذ يتجاوز رئيس الوزراء ، ولكن سلطته كوزير للدفاع تضعه في مرتبة أدنى من رئيس الوزراء (الشقيق) (1).
وإلى يوم الاثنين بتاريخ 11-3-2013 ورئيس الوزراء لايزال موجود في منصبه بمحصله لأثنين وأربعون عاماً ، وهنا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى حينما صدر الامر الملكي (2) بتعيين ولي العهد ونائب القائد الأعلى  نائباً أولاً لرئيس الوزراء من مجموع خمسة نواب لرئاسة الوزراء ، مايعني تداخل السلطات والصلاحيات بين رئاسة الوزراء وولاية العهد مرة أخرى .
الاعادة هنا في التاريخ لاتعني بالاهتمام بحجة تطـويـر أداء أجهـزة السلطـة التنفيذيـة كما يُدّعى إعلامياً أو التقدم والتغييّر في أسلوب السلطة ، أوالترحيب بالقرار بالداخل والخارج فكل ذلك اجرائات تتم وتدخل في أسلوب الكر والفر بين النظام والمعارضة والهروب من الاستحقاقات الوطنية والسياسية من قبل النظام ، وإنما الاعادة للتاريخ ومايحمله من مضمون ينظر له في السلوك والعقلية والجرأة في تكرار اعادة التاريخ السياسي الذي اعتادت عليه هذه الشخصيات والجماعات الرافضه للاصلاح ، ومن يسبح في فلكها لتبنيها هذا الفكرالإقصائي الممزوج بايديولوجية ملتويه ليكون عنواناً ظاهراً ونهجاً أصيلاً ومزدوجاً في نظمها  .

10-5-2013
_____________
1-القبيلة والدولة في البحرين / د.فؤاد اسحق خوري - الفصل الخامس (ص 199 ) .
2- صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3838 - الإثنين 11 مارس 2013م الموافق 28 ربيع الثاني 1434هـ http://www.alwasatnews.com/3838/news/read/745691/1.html


الاثنين، 3 يونيو 2013

مسجد الشيخ مالك السماهيجي البحراني.


اعداد – جعفر يتيم

تتوسط مقبرة سماهيج أكمة (1) مرتفع من التراب وهو المكان الذي يحتضن البقعة الأثريه القديمة المعروفه بمسجد الشيخ مالك السماهيجي البحراني، وأرضية المسجد مائله قليلة الى الطرف الشمال الشرقي من المقبرة ذاتها ، وربما تُشكل الأكمة المعروفة أعلى نقطة ارتفاع بجزيرة المحرق (سماهيج التاريخية) ، وأهمية المسجد تكمن في أقدميته على باقي المساجد في المنطقة وبقية مساجد الجزيرة حيث يعتبر المسجد من الآثار القديمة التي ضمتها وعرفتها الجزيرة منذ أعوام طويلة ، ولا يعرف لحد الآن في أي فترة زمنية أسس بنيانه ، وربما يكون موقعه له صلة بقدسية الديانة السابقة (النصرانية) ومايتعلق بأعراف الكنيسة النسطورية في سماهيج والتي كانت موجودة في القرون(5-6-7) الميلادي التي سبقت ظهور الإسلام وهو مابقي معروفاً على الموروث السابق أن الأماكن المقدسة تُشّيد محلها أماكن مقدسة أخرى وخصوصاً أن موقعية المسجد وترسيمه على مكان مرتفع من الأرض ، وكذلك ربما يكون قد أسس بنيانه في عصوراسلامية لاحقه.

التسمية وترجمة الشيخ مالك :
وعن تسمية المسجد بالشيخ مالك ينقل الأهالي بمنطقة سماهيج أن هذه التسمية تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل الى أن بقيت التسمية تحت هذا المسمى الى يومنا هذا وينطقها الأهالي باللهجة العامية وبالجيم الفارسية (مالج) ، وأما مساحة المسجد تصل ما بين 25 الى 30 قدم وموقعه مكشوف (بلاجدران ولاسقف) وتحده مجموعة من الأحجار والصخور وقد قام الاهالي بتحديده وتسويره قبل عدت أعوام ، ويعتقد أن المسجد كان مبني من الأحجار وجذوع النخيل في الزمن القديم وقد أصابه التخريب إبان هجمات السطو والقرصنة على أرخبيل البحرين من قبل الأغراب المعتدين ، وتحيط بالمسجد ذاته عدت قبور يعتقد انها لعلماء وشهداء وشخصيات دينية معروفة بالمنطقة قديمة ، ومن ضمن تلك القبور قبر قديم يقع في الجهة الجنوبية من المسجد يعتقد الاهالي انه قبر للشيخ مالك المسمى المسجد باسمه .
وبالنسبة لشخصية صاحب تسمية المسجد (الشيخ مالك) لم يعثر الباحثون والمهتمون بالشأن التاريخي لحد الآن على أي ترجمة أو معلومة تشير الى شخصيته في الكتب أو المخطوطات لعلماء البحرين السابقين ، وماهنالك الا معلومات شحيحة توضحها الرواية الشفهية التي تنقل عن كبار السن بالقرية على أن هذه الشخصية هي شخصية دينية وجليلة الشأن سماهيجية الأصل والمسكن ، كما تنقل الرواية أن والد الشيخ مالك هو الشيخ محمد والذي تعرف تسمية المسجد الواقع في الشمال الشرقي لسماهيج (العين العودة) باسمه حالياً والمسجد المذكوركذلك كان على أكمة من التراب قبل بنائه من جديد ، وكذلك ينقل عن الأهالي أن صاحب القبر الموجود على (الأكمة) الموجودة في شمال مقبرة الدير الشيخ أحمد هو ابن الشيخ مالك المدفون في مقبرة سماهيج .

رمزية المسجد:
وعن رمزية وفضل المسجد يذكر كبار السن نقلاً عن الأوائل من أجدادهم أن المسجد منذ التأسيس كانت تقام فيه الصلاة بما في ذلك صلاة الأموات ، ويذكر مجموعة من كبار السن أن للمسجد وقع خاص في الروح والذاكرة  ورمزية معروفة قديمة ليس لاهالي المنطقة فحسب بل لأهالي البحرين عامة والمقيمين الأجانب فيها ، ففي أيام المناسبات الدينية والإجتماعية وأيام الجمعة والعطل الرسمية لعقود قريبة كانت تأتيه مجموعات من الاجانب الفرس قاصدة المسجد وتجلس في فنائه لقراءة القرآن والدعاء والزيارة والتضرع الى الله في هذه البقعه بالذات من المقبرة وذلك لمعرفتهم أن في هذه الأكمة قد دفن فيها مجموعة من العلماء والشهداء والصالحين .


ماهي أسرار الأكمات ؟
في الوقت الذي يعتقد فيه بعض الباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ بخصوصيات بعض الآثار القديمة وماتبقى منها في الشمال الشرقي لجزيرة المحرق (سماهيج التاريخية) على انها يمكن أن تُقدم دليل مادي ملموس أو تشير الى صلة أو ربط بالماضي والحاضر كما هو موضوع الكنيسة (النسطورية) في الديانة المسيحية التي عمت أقليم البحرين في بدايات العهود الميلادية وما انتجته  لنا الا شيئ يسير لم نعرف أسراراه بعد كما في هذه الكلمات المألوفه( قلالي – الدير- الراهب )(2) هناك أمراً مهماً قد يُقرّب الحقيقة التاريخية لها في الظهور إن كانت صحيحة وتكون بذلك اكتشافاً علمياً تاريخياً يضيف الى رصيد أرشفة التاريخ البحراني القديم والمغيب وبذلك يزيل غموضاً قد خيّم في أفكار الباحثين لأعوام طويله ، أكمتين أوثلاث آكام أو ربما أكثر يراد لها بحثاً موسعاً لنصل الى حقيقة وخصوصاً هذه الأكمة الظاهرة التي فيها المسجد المذكور ليس لدينا الا روايات قد ساقها أصحابها عن الأوائل الماضين ، واحتمالات صاغها التفكروالهيام والسؤال عن الحقيقة المخفية .

       المسجد المالكي الأثري القديم مُعطل ولا صلاة تقام فيه وأحجاره متناثره والبقعة (الأكمة) بهذا التاريخ الرمزي والروحي مع الذاكرة البشرية وعدد قبور الصالحين المحيطة بها لابد أنها تمتلك أسرار تاريخية قيمة ! ولها صلة كبيرة بالماضي البعيد ! ربما  تكون لها صلة روحية ودينية واجتماعية بالديانات السماوية السابقة ! وربما يكون على سفوح ظهرها ساجات وصخورمنقوشة تكشف لنا شيئاً من الحقيقة ! وإلا .... لماذا يبنى المُقدّس فوق أعالي الأكمات ؟

_________________
يناير/2013

(1)- الأَكمة : التل ماارتفع من الأرض عمّا حوله ، والجمع (أَكَم وأكمات ) ، جج (آكام) . ( المعجم الوسيط )
(2) أنظر:  
الدلائل على وجود أسقفية سماهيج :

أسقفية سماهيج والشواهد على وجودها: