طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

علي علي علي



بقلم- جعفريتيم
العلياء والشموخ والتضحية في ثلاثة ... أسمائهم ( علي )
كان في الأول بداية تاريخ الاستشهاد في الحركة الوطنية لأبناء أهالي قرية سماهيج ، الشهيد علي يوسف الحبيبب استشهاده بتاريخ 8-8-2006  في انتفاضة الكرامة سنين التسعينيات جراء المرض الذي صاحبه بعد التعذيب الشديد والسجن المرير، والثاني إسمه أيضاً (علي) علي الحايكي يوم استشهاده  بتاريخ 6-2-2012 إثر تعرضه لاختناق الغازات السامه والذي تأثر بها وبقي طريح الفراش الى أن أختاره الباري ونال الشهادة ، والثالث هو الشهيد الفتى إسمه(علي) علي عباس رضي شهيد صلاة الجمعة ، واستشهد في  يوم الجمعة بتاريخ 9-11-2012 دهساً جراء ملاحقة قوات الأمن له وتعرض جسمه لاصابات بليغه وكسور .

في نموذج علي الأول ظهور تاريخ الاستشهاد والنموذج لعلي الثاني بدء الاستشهاد في ثورة اللؤلؤ وفي نموذج علي الثالث  هو استمرارية التاريخ لتقديم الشهادة .
هي حلقة متصلة في التاريخ ،
انها ليست صدفه ،
إنه العطاء والتضحية ،
في كل ماعند هؤلاء الشبان .

إنها الحرية التي تنفسها علي بشهادته وروى بدمه أرخبيل البحرين بأكمله ، هنيئاً لشخصكم الشهادة فأنتم خلقتم من أجل أن ترووا وقود العطاء الجهادي لشعب أعزل ومسالم لينتصر ، أبيتم الا أن تقدموا كل ماعندكم لاهلكم ،لأخوانكم ،لأصدقائكم ، لقريتكم ، لشعبكم ، لوطنكم .
المجد والخلود لكم ولقرنائكم في الوطن والجنة
14-11-2012

شهيد صلاة الجمعة



اعداد-جعفريتيم
كانت هي الدعوة بتاريخ 4-11-2012 والتي وجهها كبار علماء البحرين الأجلاء ولباها الصغير والكبير للصلاة المركزية في جامع الصادق بالدراز خلف آية الله الشيخ عيسى قاسم وذلك استنكارًا للاستهداف الممنهج والإساءةالموجَّهة لشخصية الشيخ عيسى (1) , وتوالت بعد ذلك بيانات العلماء والقرى والبلدات البحرينية ملبيةً الدعوة بحضور جمعة الفقيه والتلبية .
إذاً كان الجميع على الموعد في يوم الجمعة 9-11-2012 للتلبية والذهاب لجامع الصادق بالدراز، منذ الصباح كان الأمرمتوقعاً باغلاق الشوارع والمناطق المؤدية لمكان الصلاة , كانت الشوارع الرئيسية مزدحمة من المركبات الا أن الناس لم تأبه وأخذت بركن مركباتها على جانب الطريق وهمت بالمسير مشياًعلى الأقدام وقد واجهت التضييق من قبل قوات الامن باشاعة الخوف من خلال تفريق المجاميع  بالغازات الخانقة والقنابل الصوتية .
عند وقت الزوال انتشر خبر مصرع أحد الشباب بعدت روايات مختلفة الا أن الرواية الأكثر انتشاراً كانت فحواها هي مطاردة قوات الأمن له ومن معه بالقرب من كوبري قرية القدم ، بقيت جثة الفتى أمام أنظارالناس في الشارع وفي ذلك أصدرت وزارة الدخلية بيان على الشبكة العنكوبتية تفيد بأن المدهوس أجنبي وبعد ساعات تم تعديل الخبر بأنه مواطن بحريني ،الشهيد هو الفتى السماهيجي علي عباس رضي البالغ من العمر 16 عاماً كان مع أصدقائه حريصاً للذهاب والتلبية للصلاة خلف الشيخ عيسى قاسم الا أنه واجه الغدر والقمع بالدهس.
رفع صوت القرآن الكريم في مقبرة سماهيج والاعلان عن استشهاد أحد أبناء القرية وانهالت الناس على بيت والد الشهيد لمعرفة تفاصيل الخبر الا أن قوات الامن فرقت التجمع بالقاء الغازات الخانقة على المواطنين المسالمين ، تم تجهيز القبر الشريف لكي يدفن في نفس اليوم الا أن الجثة أبقيت في المستشفى وأعلن أهل الشهيد التشييع ليوم غد السبت عصراً ، في نفس اليوم بعد صلاةالمغرب خرجت مسيرة شموع حاشدة تجوب القرية وقبل الختام قمعت وأطلق عليها الغازات الخانقة لتفريق المجتمعين وقد أستخدم مسيلات الدموع بكثافة مفرطه  وتم أستخدام الرصاص الانشطاري كذلك .
في صباح يوم السبت بتاريخ10-11-2012 أستلم أهل الشهيد الجثمان من المستشفى وصولاً لمغتسل مقبرة سماهيج لتغسيله وتكفينه ، أقيمت مراسيم تشييع الشهيد عصراً وكانت بداية الانطلاق من جامع الخيف بقرية الدير المجاورة وصولاً الى مقبرة سماهيج لاقامة صلاة الجنازة بحضورحشد جماهيري كبير رغم نصب العديد من نقاط التفتيش لمنافذ المنطقة ، أودع الشهيد روضته الطاهرة وتمت مواراته الثرى ، وفي أثناء تقديم العزاء من المشاركين تم تفريق التجمع باطلاق الغازات الخانقة والقنابل الصوتية .
أقيمت مراسم التعزية على الشهيد السعيد في مأتم سماهيج الكبير لمدة ثلاثة أيام من تاريخ 11-13 ، وحضر العديد من الوفود الحزبية والوطنية والشعبية ومن الرموز الوطنية والدينية والسياسية لتقديم العزاءلأهل الشهيد .
وكان شعب البحرين على موعد في يوم الثلاثاء عصراً بتاريخ 13-11-2012 لختام فاتحة الشهيد (كسار الفاتحة) للحضوروالمشاركة، ومنذ الصباح في هذا اليوم كانت الامور طبيعية فالشوارع والطرقات والمنافذ المؤدية لقريتي الدير وسماهيج جميعها سالكه وما إن اقترب موعد ختام الفاتحة في قرابة الثالثة عصراً تم نصب نقاط تفتيش أمنية وحواجز عسكرية واغلاق الشوارع والطرقات المؤدية لمنطقة العزاء .
كان مقرراً أن تخرج مسيرة التأبين لكسار الفاتحة من ساحة الشهيد زكريا العشيري بالقرب من جامع الخيف بالدير لتتجه الى مقبرة سماهيج وقد قمعت المسيرة بالغازات الخانقة قبل ان تخرج مخلفةً الكثير من الإختناقات في صفوف المشاركين ، بعد الانتهاء من القراءة التأبينية في المأتم خرجت مسيرة تجوب القرية متوجهة الى قبر الشهيد لقراءة سورة الفاتحة وختام مراسم التعزيةللشهيد .
وبعد الإنتهاء من مراسيم التعزيةأقدمت قوات الأمن في أزقة القرية راجلين بأعداد كبيرة وفرق متوزعة في انحاء القرية وذلك بهدف إشاعة الخوف والهلع في نفوس الحاضرين ، لم تفارق طائرة الهيلوكبتر سماء المنطقة راصدة جميع تحركات المعزين ، وقد كانت قوات الأمن تعمد لتفريق أي تجمع في أنحاء القرية باطلاق القنابل الصوتية ومسيلات الدموع ، وكانت الشوارع المؤدية لمحل العزاء مسرحاً لقوات الأمن في التمركز ، وقد تعرض التجمع العزائي النسائي لهجمة ضوضائية مزعجه من قبل القوات ، وفي هذه الأثناء اعتقل ثلاثة شبان من أهالي قرية سماهيج أثنان منهم أفرج عنهم في وقت لاحق والثالث لم يزل بين القضبان .
وفي اليوم ذاته بعد صلاة المغرب خرجت بعد الصلاة مسيرة شموع لقبر الشهيد لقراءة سورة الفاتحة وبعد الختام تعرضت للقمع باطلاق مسيلات الدموع الخانقة . 

_____________
1-البيان الصادر من كبار العلماء الأحد19 ذو الحجَّة 1433هـ
4 نوفمبر 2012م .

13-11-2012