طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الخميس، 30 ديسمبر 2010

مسجد اليتيم

مسجد اليتيم
الطريقة القديمة المؤدية للمحشات
بقلم-جعفريتيم
كانت عادة البحارة قديماً والى اليوم كما هي جارية عند كبار البحارة أن يكون هناك أشخاص محددين يدخلون للبحر لصيد الأسماك وأناس آخرون يبقون خارج البحر ,والذين يكونون خارج البحرعليهم القيام بمهمة إيجاد الحشائش والطحالب والطعوم لوجبة عمار القراقير لليوم التالي للدخول في البحر وكان المرحوم جدنا الحاج عبدالله بن حسين اليتيم (ت-1964م) من الأشخاص الذين أنيطت بهم مسؤلية ذلك بعد ان التحق بمهنة ركوب البحر والغوص مع أخواله من عائلة آل مهدي إذ كان المرحوم يذهب لجلب الحشائش والطعوم (المحار,القباقب) وغيرها من جنوب شرق جزيرة المحرق في المناطق المعروفه عراد والحد والعزل و قريب من موقع الحوض الجاف الحالي مع أصحابه البحارة مشياً على الأقدام وعلى ظهورهم المراحل والامياص لوضع الطعوم فيها والعودة مرة أخرى الى موقع الساحل بالقرية ومن البحارة الذين كانوا يرافقونه خاله المرحوم الحاج علي بن عيسى (ت-1986م) والمرحومين (الحاج عيسى المشكول , الحاج ابراهيم بن علي ,الحاج علي بن معتوق , الحاج حسن بن سلمان (,الحاج أحمد أبوسنيدة (أبوعيسى) ) وغيرهم من البحارة رحمهم الله تعالى ,وكانت الطريق في ذلك الوقت طويلة حيث تقطع المسافة في حوالي 45 الى 60 دقيقة تقريباً أوتزيد ,وإنطلاقهم من القرية ومرورهم الى السبخات الواقعه حالياً بمطار البحرين الدولي وصولاً الى موقع المحشات والطعوم , وفي بعض الأحيان يدركهم وقت الصلاة مما حدى بالمرحوم الحاج حسين اليتيم أن يوجد مكان مخصص للصلاة (مصلاه) وذلك حرصاً منه على أن لايفوتهم وقت الصلاة .
سبخات المطار قديماً


يقع المسجد في الجهة الغربية لقرية قلالي وفي الجهة الشرقية من أرض المطارالبحرين الدولي جنوباً من منطقة سماهيج حيث في ذلك الوقت لم يكن المطار مسوراً بهذا الشكل وكان البحارة يقطعون الطريق بشكل مستقيم من سماهيج الى موقع المحشات ,وقد عمل المرحوم على تحديد موقعية المسجد بوضع الأحجار الصغيرة على حدوده ليكون علماً معروفاً للجميع على أن هذه البقعة من الأرض مخصصه لإقامة الصلوات فيها دون أن يبنى بالطابوق ويشيد بلبنات الأحجار, وكان ذلك في أواسط القرن الماضي وبالفعل حينما يمر البحارة في تلك البقعة يؤدون الصلاة وبذلك أطلق عليه البحارة مسجد اليتيم نسبة لمؤسسه وصاحب الفكرة الحاج عبدالله اليتيم ,وبقى لفترة بسيطة من السنوات الا ان الأهالي لم يلتفتوا اليه في تشيده وبعد ذلك تمت توسعة المطار ولم يعد البحارة يمروا من خلال الطريق وبمعنى أخر أن المسجد قد غيَب أثره , وقد قدم الى هذا المسجد الكثير من البحارة وكبار السن المخضرمين أثناء مرورهم الى موقع (المحشات) بالقرب من الساحل ,والذين لازالوا يستذكرون ويستحضرون مكان المسجد ويتناولون ذكرياتهم ومآثر مؤسسه .
منظر آخر للطريق

المعالم الساحلية لسماهيج (11)

الصناعات البحرية

بقلم-جعفريتيم



1-صناعة القراقير:
تعتبر صناعة القراقير من الصناعات البدائية الاولية القديمة للبحارة ذات الفن الراقي التي تحتاج الى هندسة ودقة في صناعتها عن طريق الممارسة العملية (1),وفي الزمان القديم كان القرقور يصنع من عسق النخيل (العسو) المتوفر بكثرة في المنطقة المعروفة بوفرة النخيل والأشجار الى أن تطورت صناعتها بشك الأسلاك الحديدية الخفيفة (أسيام) , وعرف عن أهالي المنطقة براعتهم ليس فقط في الصناعة بل بالنوعية الجيدة للقراقير ولهذا كانت بحارة المناطق المجاورة يطلبونها بكثرة من أمهرالصناعين في القرية, ولم تكن في السابق تعرف صناعة القراقير في محلات خاصة بالصناعة بل كان كل بحار يصنع لنفسه مايريد من القراقير ,وقد أنشأت في سماهيج بالقرب من سواحلها العديد من المصانع الخاصة بصناعة القراقيروذلك لكثرت الطلب عليها , ويعتبر أول من أسس مصنع لصناعة القراقير الحاج محمد حسن حبيب وذلك في ثمانينيات القرن الماضي وتوالت بعد ذلك المصانع للحاج حسن يتيم وأبناء العريس وغيرها من المصانع .


 2-الأدوات البحرية:

الصيرم
من المستلزمات البحرية التي كان يصنعها البحار مع القراقير لنقل أدواته (الصيرم) وهو يستخدم لجمع الطعوم مثل الطحالب والحشيش ويتم نقلها عن طريق هذه الأداة للسفينة ,كما يستخدم كحافظة للاسماك يجمع فيها , والصيرم عبارة عن حاملة بشكل دائري (نصف قرقور) مفتوح من الأعلى ومن جانبيه يربط بحبال , وتصنع من عسق النخيل او الأسيام الحديدية.
الميص :
وهو مقارب للصيرم ويصنع من عسق النخيل والأسيام ويستخدم كأداة لوضع وحفظ السمك .

المرحلة -الجراب :
ويصنع من عسق النخيل وهي عبارة عن حافظة لجمع وحمل الأسماك , وتمتاز المرحلة بسهولة الحمال والتنقل ولها من جانبيها عروتان يمكن للبحار أن يدخل في طرفيها (الخطرة) ويضعها على ظهره ويمشي بها .

السلال:
ومفردها (سلة) تصنع من عسق النخيل وهي أداة صغيره لجمع وحفظ المحار والقواقع والأصداف البحرية , وتمتاز السلال بالبساطة والسهولة في حملها, وكانت في السابق أداة بدائية ووسيلة ونمط لصيد الأسماك شبيه بالمشخال توضع على وجهها قطعة مخروقة من القماش ممسوحة بالطحين وتنزل في المياه الضحلة لعملية الصيد .


الحبال :
أشتهرت المنطقة الشمالية الشرقية وبالتحديد بالقرب من الساحل بوفرة العيون الطبيعية ولذلك أستثمر أهاليها زراعة الأرض وفلاحتها وكثرت النخيل والأشجار وربما وجود ألياف النخيل بكثره كان دليل على وجود صناعة فتل الحبل في الأزمنة القديمة لهذه الأرض كما يروى عن كبار السن بالقرية , وهوما يستدل على ذلك بعض الباحثين على أن اشتقاق كلمة (سماهيج) وأصالتها العربية من هذه الحرفة القديمة كما توضح ذلك بعض المصادر اللغوية من كلمة (سمهج) التي تعني فتل الحبل و(السمهجة) الفتل الشديد ,ويوجد استنتاج جميل للشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بخصوص مسمى سماهيج وصناعة الحبال في منطقتها ( كانت هذه القرية مشهورة بصنع الحبال في الزمن القديم وكانت الحبال من الحاجات الضرورية لأهل البحرين خاصة وانها كانت تستعمل لربط الواح السفينة بعضها ببعض في الزمن الغابر ولم يكونوا يستعملون المسامير آنذاك .وطبيعة الأرض المستوية والمجاورة لهذه  القرية تساعد على مد الحبال ودمجها مع بعضها البعض لتكون ثخينة وقوية وتسمى محلياً بيطة وتستعمل لرفعه الشراع وتسمى(بسه) ولربط السفينة بالمرساة وتسمى (عتاد) وتدخل في كثير من حاجات السفينة وفي أواخر زمن الغوص شاهدت كثيرين من أهل البحر يمدون حبالهم في المكان الذي يشغله مطار البحرين الدولي في الوقت الحاضر ) (2)
3-صناعة الحضرة:
قديما كانت تصنع الحضرة عن طريق أعمدة السعف أو القصب بشكل عمودي متراص مثبت بحبال من ألياف النخيل وهي إحدى أنماط طرق الصيد المشهورة قديماً وقد أشتهر الأهالي بصناعتها بمهارة فائقة وطوروا من شكلها ,وفي تطور لاحق شهدت صناعة الحضرة وجود الشباك الحديدية وتثبت بالسعف أو كمايعرف اصطلاحاً (الخطرات) بعد شكها بخيوط (النايلون) وصناعة الحضرة تقوم في صناعتها بشكل جماعي يديرها متخصصون في هذه الصناعة .(3) 

4-تجفيف الأسماك:
تدل عملية تجفيف (تمليح) الأسماك الى النضوج الفكري والأسلوب الاقتصادي الأمثل في التخزين والتوفير لدى شعب البحرين منذ قديم الزمان فقد عرفوا كيف يحفظوا الأسماك لتناولها في أوقات متفاوته من السنة عن طريق الملح المحلي الذي يستخرج من السبخات ,ولعملية تجفيف الأسماك عدت طرق وأساليب متبعه يتم استخدامها بعد تنظيف السمك ومن ثم اضافة الملح في أحشائه , وقد أشتهرت منطقة الساحل الشمالي الشرقي بكثرت تجفيف الأسماك وتخزينها ومن ثم بيعها محلياً ,والحاجة من عملية التجفيف تكون في الغالب بوفرة الصيد ويحفظ لتناوله في أيام يكون فيها الصيد ضعيف أوربما بسبب تعرض المنطقة لمواسم الرياح الشديدة ,أوتفضيل أهالي المنطقة لتناوله في فترات متفاوته كوجبة اعتادوا في الاعتماد عليها .
ويسمى السمك المجفف اصطلاحاً باللهجة الدارجة (احلى) أوحلا ومفردها حلاية , والحلا يكون صالحاً للأكل لمدة زمنية طويلة بعد تجفيفه وله مواسم في أكله , ويقدم الحلى في وجبات الغداء مع الرز الشيلاني خصوصاً أيام البرودة في موسم الشتاء,وتستخدم غالباً الأسماك في عملية التجفيف ومن أشهرمايقوم الأهالي بتجفيفه من الأسماك سمك الببغاء القين (الكين) ,الصافي ,العنفوز,الفسكر,الكركففان وغيرها من الأسماك .

_________________
1-راجع مقال رقم (6) من السلسلة (الصيد بالقراقير).
2-مجلة الوثيقة ,العدد التاسع – ص (163) .
3-راجع المقال رقم(5) من السلسة (الحضور والمساكر).

الخميس، 9 ديسمبر 2010

تاريخ الجمعية الحسينية ودورها التنظيمي للموكب.

تاريخ الجمعية الحسينية ودورها التنظيمي للموكب

بقلم-جعفريتيم
لعل نهاية السبعينيات من القرن الماضي هي البدايات الأولى للتنظيم الصحيح في أمور الموكب الحسيني بالقرية بعد ماكانت شئونه تخرج بعفوية شبابية أكثر ماتكون بنظرة تنظيمية بحتة والتي كانت تلاحظ بكل وضوح في مواكب متعددة (حلقات صغيرة) يحكمها الطوروالأسلوب الحسيني القديم , بعد هذه الحقبة التاريخية كان للشباب المؤمن الفاعل بالقرية دور كبير في التنظيم وذلك بملاحقة التطور في الأسلوب والتنظيم لبقية مناطق البحرين ,وهو ماأوجد مناخاً جيداً لاشهار الجمعية وتسميتها (جمعية شباب سماهيج) ولاأدل على ذلك للوحة الكبيرة التي تحمل بالأيدي أمام الموكب في مناسبة عاشوراء سواءً في القرية أو في المشاركات الخارجية وقد كتبت عليها ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) , الى أن تغير اسم الجمعية في نهاية التسعينيات الى (الجمعية الحسينية) وكان للشباب القائم على أمور الموكب دور كبير في توسعة أفق الجمعية وبلورتها من حيث التفعيل والإصرار على بقائها وتطورها رغم الظروف الأمنية الصعبة التي عصفت بالبلاد في عقد التسعينيات,وفي ملاحظة جديرة بالإهتمام لواحدة من فعاليات الجمعية لهذا العام 1431هـ (الكفالة) إذ يعتبر هذا التنظيم إحدى الابداعات النوعية الأولى على  صعيد الإحتفالية بالشعائر الحسينية في البحرين , وهو مايعكس حجم الدور الكبير الذي قام به الشباب الأوائل في ثباتهم وتضحياتهم بالنفس والمال والوقت لبقاء هذه الصرح الحسيني النبيل وإحساسهم بالمسؤلية التنظيمية والذي يقع على عاتق الجمعية الحسينية وهو مايؤكد الدورالكبير الذي لعبته تاريخياً في التأكيد على الوحدة والتنظيم الصحيح .
نشرة الوسيلة – صفحة سماهيجيات /العددرقم10- فبراير2010- صفر1431هـ.

الراحلون


الراحلون
بقلم – جعفريتيم
يعكف الباحث في تاريخ وتراث القرية الأخ علي محسن (أبوروعة) على مشروعه التوثيقي الثاني تحت مسمى (رجال راحلون) بعد ما انتهى من مشروعه البكر (سماهيج زمان) و الراحلون يهدف الى جمع صور لرجال سماهيج الراحلين عن هذه الحياة الدنيا وكتابة نبذه بسيطة عن حياتهم وسيرتهم العملية والإجتماعية.
 لاشك أن هذا العمل كبير ورائع في حد ذاته الا أن مايميزه أكثرأنه يصب في خانة التوثيق والتدوين التاريخي وهو إن دل إنما يدل على النضج والإهتمام لشباب القرية الطموح بتدوين أحداث الماضي وتوثيق بصمات رجالها الماضين , هذا من جانب أما الجانب الآخر والمضيئ حقيقةً وهو يكمن في تقنية العمل التدويني وأسلوبه على أنه مغاير عن التوثيق التقليدي والكلاسيكي للباحثين في التاريخ وهو إن صح التعبير فلنسمه نقلة نوعية في العمل التدويني والتوثيقي ليس على مستوى القرية بل على المستوى العام للعمل التوثيقي في البحرين .
إن لمثل هذه الحركة النشطة والفاعلة من التوثيق لماضي القرية لابد أن تدعم وتساند في عملها من قبل الجميع أفراد ومؤسسات فهي بذلك تساهم بشكل كبير في التأليف والتدوين التاريخي عن قريتنا العزيزة سماهيج فالحركة التاريخية الصحيحة في طبيعتها لايجب ان تستقر على كتاب أو مؤلف أو مقال يكتب هنا أو هناك بل حركة التدوين  يجب أن تأخذ مجراها وتتسع أكثر بأساليب وأنماط وألوان متعددة وهو مانأمله من محبي التأريخ والمهتمين بتراث وتاريخ القرية .
نشرة الوسيلة - سماهيجيات-العدد 12/ديسمبر2010م - محرم1432هـ.

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (10)


طائر اللوه وهو واقف على الاعمدة

الحياة البحرية
بقلم-جعفريتيم
على الرغم من قصر طول الساحل في امتداده للجزيرة الا أن وجود المحميات الطبيعية البحرية أوجدت بيئة صالحة للتكاثر بالنسبة للحياة البحرية مما مكنها لأن تكون من المناطق المشهورة بالصيد على مستوى أرخبيل البحرين منذ قديم الزمان , ولأن مياهها ضحلة أصبح ساحل البحر يتعرض لظاهرة عملية المد والجزر ,ولإنكشاف سطحها في عملية الجزرتتضح الصورة أكثر بوجود الحيوانات الصدفية والقواقع ,على أن تكون قصبات سطحها مسرحاً لتكاثر الطيور بالساحل وبذلك كانت البيئة البحرية بيئة بحرية آمنة وصالحة للعيش والتكاثر بالنسبة للأسماك والحيوانات البحرية

1-أنواع الأسماك:
عرفت البيئة البحرية للساحل الشمال الشرقي باشتهارها بوجود مختلف الأسماك بكمها ونوعها وكل نوع من هذه الأسماك له إسم معين , منها ما يتكاثر في المياه العميقة ومنها مايعيش في المياه الضحلة وبعض هذه الأسماك يكثر عليها الطلب وتستلذ في الاكل وبعضها تكون لها عناية خاصة في الغذاء والوليمة عند الاهالي ومن أصناف الأسماك المشهورة من هذه الأسماك مايلي :
الصافي وله عدت أسماء صنيفي وهديبي وصغيرالصافي يطلق عليه (سحلة او سحل)الشعري وصغيره شحدود والبياح وصغيره (ميد) والهاموروصغيره (بالول) الجنعد وصغيره (خباط) الجفدار وصغيره (ربيب) السبيطي وصغيره( مزيزي) . وسمك الجنم وله ثلاثة أنواع الجنم العادي ذات الألوان الرصاصية وجنم فرش وجنم رطب وغيرها من الأسماك المشهورة:
كركفان,حومر,شعم,برطام,عماد,جمجام,حمام,لحلاح,جواف,دويلمي,حاكول,سلس,لزاق,سكن,عماد , بزيمي ,ضلعة,سنكيسر,خنوج وغيرها
وهناك أسماك اضمحلت ومهددة بالإنقراض مثل سمك العنفوزوالبغبغاء (الكين) والبرطام كما أن هناك أسماك صغيرة تلامس الساحل مثل الزمارير والحرسون والمصلغ والحاسون وهناك أسماك بعضها مفترسه وبعضها أليفة مثل الجم والجرجور وانواعه (السيافي وأبو مطرقة) والراجوة وبحرة ولفقل وعجي وخوفع وضفدع البحر المسماة (النقاكه), دجاجة البحر ,الناجوج وهذه الأسماك الأخيرة لايأكلها أهل المنطقة .

2-الحيوانات البحرية:
بجانب كثرة الأسماك توجد أنواع متعددة من الحيوانات البحرية بعضها خطرة وسامة وأخرى أليفة ووادعة ,ومن الحيوانات المفترسة اللخمة بانواعها ولها عدت أسماء مثل التيس عامرواللخمة الرقطاء ,أما الحيوانات الاخرى فهي الخثاك (الحبار)القبقب ,الشرجب, كما تعيش الديدان والثعابين البحرية ومن أشهرها أبو كني . كما توجد في المياه الاكثر عمقاً السلاحف (الغيلم) والدلافين (الدوغس) والأخير له حكايات كثيرة مع الصيادين في عناده وسرقته للقراقير وهو كما هو معروف عند البحارة بحرامي القراقير..

بقايا الساحل
3-الأصداف والقواقع :
أرضية الساحل مائلة بين الرمال الرخوية والطينية (المسطحات الطينية والرملية) وبين كثافة الصخور المرجانية والسطوح الصخرية(الكوع) في بعض أطراف الساحل,فمع وجود الشعاب المرجانية والاحجار والفروش تتواجد بعض أنواع الحيوانات الصدفية من أصداف المحار والقواقع الحلزونية التي يطلق عليها البحارة اصلاحا(الدوج,الحويت,الحصم,الكوز,الخالوف) وغيرها من الأصداف التي تستخدم كطعم بعد دقه مع الطحالب وإدخاله في القرقور , الأصداف والقواقع لاتأكل على المستوى المحلي الا ان هناك مشاهدات قبل ردم الساحل في العقد الثمانيني لبعض الأسيويين الذين يستخرجونه من قاع البحر لجمعه وبعد ذلك يأكل على طريقتهم الخاصة في بلدانهم .
4-الطيور البحرية والساحلية:
تعيش في الساحل الشمال الشرقي للجزيرة أعداد متنوعة من الطيور البحرية وتشاهد بكثرة في سماء البحر وبالقرب من الساحل خصوصاً في حالة الجزر,بعض هذه الطيور تمكث قليلاً في فصل الشتاء وهي من الطيور المهاجرة التي تستحسن العيش برهة من الزمن على الساحل وذلك لدفئ المناخ البحري في أرخبيل البحرين, ومن الطيور ما تعتاش على الأسماك في الغطس لتصطادها ومنها ما تعتاش على الديدان والكائنات الحية الصغيرة بالقرب من رمال الساحل الطينية حينما يكون وقت الجزر والتي تعرف بالطيور(الخواضة),ومن أشهر الطيورالتي يشتهربها الساحل(اللوه,الكن,القريوي,الفنتير,أبوقردان,الصر)وغيرذلك من الأسماء والجدير ذكره أن هذه الطيور لها أسماء خاصة شعبية بالعرف العام للأهالي وهي لازالت تطلق عليها الى الآن, غير أن الطيور المذكورة سلفاً بدأت تضمحل ويقل وجودها عن المنطقة وذلك بسبب الردم الحاصل للساحل وتدمير بيئته الأصلية التي تعيش فيها والتي تعتبر موطناً لها منذ قديم الزمان.
أنواع الطيور:
اللوه :
جمعه لوه ومفرده لوهه المتداول بالعرف العام ويسمى (غراب البحر) لسوادة ريشه وهناك من طيوراللوه مايكون لونه مائلاً الى الرمادي, وطائر اللوه طائر محلي وهو من أشهرأنواع الطيور البحرية في المنطقة ,وهو عادتما يعيش في عرض البحر ويتغذى في طعامه على أكل الأسماك بطريقته الخاصة والمعروفة في الغطس لإلتهام الأسماك ,ويشاهد اللوه بكثرة مجتمعاً على رؤس المصائد البحرية من الحضور والمساكر ويقف شامخاً على الأعواد المعروفة بالخطرات المنصوبة بالمصائد وكذلك يشاهد بتواجده بكثرة على الصخور المرجانية في حالة الجزر وعلى حدود قصار جردي المعروف والحرف وجزيرة خصيفة ,ومن صفاته تحليقه الكثيف في عرض البحر ولايحب الخوض بالقرب من البحارة والتجمعات ,ويعرف عن طائر اللوه أن بين ريشه يعشعش القمل .
مجموعة من الطيور
الكن :
مفردها كنه بتشديد (النون) وجمعها كن بكسر الكاف, وهي أحد أنواع الطائرالمعروف (النورس) ومن الطيور المحلية ذات الموطن الأصيل ,ويشاهد طائر الكن باعداد غفيرة بالقرب من الساحل طوال السنة وهي من الطيور الوادعه, ويعتمد الكن في طعامه على السمك الطافي فوق سطح البحرلكنه لايغوص مثل مايغوص طائر اللوه.
القريوًي:
بتشديد الواو وجمعه قريوية من الطيور ذات الحجم الصغيرالمشهورة بالمنطقة فهو يعيش على السواحل ويتغذى على الديدان والكائنات الحية الصغيرة التي تكون تحت طبقات السطح الطيني للساحل , ويمتاز القريوي  بحركته السريعة المضروب بها المثل في الوسط الشعبي حيث يصعب اصطياده من خلال تحركاته العشوائية.
الفنتير:
وهو طائرطويل السائقين والرقبة والمنقار ذات الألوان البرتقالية والبيضاء  والأجنحة الواسعة ويقل وجوده على الساحل ويعد إحدى أنواع طائرالفلامنغو ,ويطلق علية البحارة تسمية (أبوالدوج) لكثرت مايأكله من القواقع البحرية .
أبوقردان(اللقلق):
أحد الطيور الشبيهة بالطائرالمعروف (المالك الحزين) , يتصف بطول ساقيه الا أنه يصغرعن طائر الفنتير قليلاً تميل ألوانه الى الألوان البيضاء والرماديه ومن طبيعته أكل الديدان التي تعيش في المسطحات الطينية .
الصر:
الطحالب(خمك)
صرأو صرد بلفظة أخرى ,طائر صغيريشبه طائر الكنه لكنه يميل الى البياض ,من الطيور التي تعيش بداخل البحر,ويعتاش على السمك الصغار (العوم) ومن صفاته أنه يصدرأصوات حاده تختلف عن بقية الطيور التي تعيش معه.
الحشائش والنباتات :
 لسطح الساحل برمله وصخره توجد حياة نباتية مهمة تغطي سطح قاع البحرمن ذلك مايعرف بالحشائش المتنوعة الخشنة والهشة وكذلك الطحالب والنباتات والمشاعيروالعيج والاعواد والزيج (1) وهي كما تعرف كملاجئ للأسماك ومربى تستعيش وتتغذى عليها ومن أهمية هذه الحياة النباتية انها تساعد على بقاء السطح وتمد الساحل بالكائنات العضوية .
1-راجع الحلقة التاسعة من سلسلة مقالات المعالم الساحلية لسماهيج.

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (9)

الحشائش والطعوم
بقلم- جعفريتيم
توجد مابين الصخور المرجانية ومابين ثنايا المسطحات الرملية للساحل الشمال الشرقي مواد طبيعية تعرف بالحشائش والطحالب والطعوم المختلفة تتغذى عليها الأسماك والحيوانات البحرية والقشريات والتي تعتبر الغذاء المفضّل للحياة البحرية لما تحويه هذه الحشائش والطحالب من عناصر غذائية مهمة كالأملاح والمعادن واليود كما تعتبر وجودها بمثابة بيئات ومحميات أو ملاجئ تتربى وتتكاثر فيها الأسماك والحيوانات البحرية ,ومن المعروف أن هذه الحشائش والطحالب تكثر في المياه الضحلة وبالقرب من الساحل نظراً لوجود الإضاءة وقلة ضغط ماء البحروذلك لتعاقب ظاهرة المد والجزر.
والساحل من نقطة الصفر الأولى تتكون أرضيته بالسعة مكونةً البطح وهي الرمال وفي الداخل يبرز الشريط المرجاني المكون من الصخور والشعاب المرجانية التي تحيط بالساحل الشمال الشرقي للجزيرة ,ومع المعالم والرموز البحرية والساحلية من ممرات وأبواب ومصائد بحرية تشتهر أرضية الساحل ذاته بوجود هذه الحشائش والطعوم التي يعتمد عليها بحارة المنطقة منذ القدم وأهمها نوعان من النباتات البحرية :

الحشيش:
وهي حشائش بحرية مائلة الى اللون البني وبعضها ذات ألوان صفراء, والحشيش له عدة أنواع عديدة منها (فريهه ,لين,علوب,أصفر,نغول,خيضر) وغير ذلك من الأسماء ويعتبر حشيش الفريهه من أجود أنواع الحشيش وأشهرها عند البحارة في المنطقة .

الطحالب:
وهي نباتات  بحرية وتعرف اصطلاحاً عند البحارة بـ(الخمك) وهي ذات ألوان خضراء وتميل للإصفرار بتعرضها للضوء وأشعة الشمس.

نظرة تاريخية:
وكان اعتماد البحارة على أرضية الساحل بغناه الوفير من الحشائش والطحالب من خلال جمعه عن طريق السلال والميص وكذلك بالإستعانه بالعربة التي يجرها الحمار والتي تعرف اصطلاحاً (الكاري) الا أن ذلك لايعني عدم وصول البحارة الى سواحل أخرى قريبة ومجاورة للساحل ذاته ,ففي فترات زمنية سابقة كان البحارة يقصدون بدوابهم للسواحل المجاورة المعروفة والغنية بهذه الطعم البحري من قبيل سواحل الجزرالقريبة من قرية عراد المعروفة بالحالات ومنطقة (العزل) المعروفة حالياً بالحوض الجاف وكذلك سواحل الحد ومنطقة البحيرالواقعة جنوب غرب مطار البحرين الدولي ,أمافي السنوات المتأخرة من نهاية القرن العشرين كان البحارة قد وصلوا بسياراتهم الى سواحل جزيرة النبيه صالح وجزيرة سترة وأبوغزال وكذلك الساحل المقابل لشركة ألبا وسواحل عسكر والدور وغيرها من سواحل أرخبيل البحرين الا ان هذه السواحل أكثرها قد تعرضت للدفان والطمر وبذلك قضى الدفان على البيئات الغنية المهمة والمباشرة للمواد الغذائية للأسماك .


أماكن وجود الحشائش :
الحشيش :
يكثر وجوده في المسطحات والمناطق الصخرية التي تعرف اصطلاحاً (الكوع) وكذلك في القطع الرملية الرخوية منها والطينية ,وحشيش الكوع له ميزة الظهور سريعاً بعد قصه من منبته أما حشيش الرمال فيتأخر قليلاً عن الدروز ويظهرالحشيش في جميع فصول السنة ويتكاثر في البرودة بفصل الشتاء , أما أماكن وجوده فيكثر في المحشات المشهورة في الساحل وهي (بقائع القطع وتقع جنوب الساحل ومنطقة الحرف وغب الطيسان وشرق الغرفة والبطح الشمالي وغيرها من المناطق المختلفة للساحل بالقرب من مناطق القصار والدنيب ورأس الحد ) وتعتبر حشائش بطح الساحل الشمالي أفضل حشيش بالمنطقة .

الطحالب (الخمك):
تبرز الطحالب (الخمك) في الجو البارد بفصل الشتاء ويتكاثر الخمك فيها ويقل في فصل الصيف ويكون لونه مائلاً الى الإصفرار لوقوع أشعة الشمس عليه , أما أماكن تواجده في القطع الجنوبية وبالقرب من بستان المجتل الى منطقة الهيور غرباً وكذلك في بعض ثنايا بقاع الساحل بالقرب من حضرة الحسينية مروراً بكوكب العبيد.
وبنظرة سريعة تتضح جغرافية الحشائش أنها تتواجد بكثرة في شمال شرق الساحل والطحالب تظهر أكثر بالقرب من السواحل على اعتبار أن الساحل بأصلة رملي مائلة الى الرخاوة بينما في الأمام تتكون الصخور من الشعاب المرجانية .

المشعورة :
بالإضافة الى وجود الحشيش والطحالب توجد في ثنايا رمال الساحل أعشاب كثيفة على شكل أعواد خشنة وكثيفة مائلة الى اللون الأسود على شكل بقع صغيرة متناثرة في أرضية السطح يطلق عليها (مشعورة) وتجمع مشاعير وكذلك يطلق عليها (عيج)وفي هذه المشعورة يظهر نوع من الحشائش وهي مزيج بين الطحالب والحشائش يطلق عليها البحارة (مشربج) .

دق الطحالب :
وهي عملية يقوم بها البحارة بمحاذات الساحل بدق الطحالب (الخمك) بالحجارة وتقطيعة وخلطه مع الحيوانات الصدفية (المحار والدوج والحصم والحويت والخالوف ) والقصد من ذلك إضافة نكهة خاصة تجذب الأسماك وهي نوع من أنواع الترفه , وبعد ذلك يجعل الطحالب كوجبة جاهزة تُقدم الى الأسماك في وسط القرور ليتم اصطيادها .

الطعوم الاخرى :
بالإضافة الى وجود الحشائش والطحالب في أرضية الساحل الشمال الشرقي توجد أيضاً الحيوانات الصدفية والقواقع مثل (المحار والدوج والحصم والحويت وكذلك من الحيوانات البحرية مثل القبقب (سرطان البحر) والخثاك (الحبار) والشرجب (قبقب صغير) والحيران والفغلول (قنديل البحر)ويستفاد منها بعد دقها ترفة جيدة مع الحشائش والطحالب بوضعها بالقرقور.

العمآر(العمرة):
بعد استحصال الحشائش وبدخول البحارة الى موقع الصيد تتم من خلالها عملية مخالات القراقير وتسمى (كلال) أي اخلاء القرقور من الأسماك وتنظيفه وبعد ذلك يقوم البحار بعملية العمآر وهي وضع الحشائش والطعوم في داخل القرقورولعملية العمآر وتسمى أيضاً عمرة أو تعمير طرق وأساليب متنوعة لدى البحارة منها :
1-وضع الحشيش أوالطحالب في لقمة واحدة بوسط القرقور .
2-وضع الطحالب والحشائش ممزوجة مع ترفة المحار والدوج والأصداف البحرية والقواقع وبعض الحيوانات البحرية الاخرى من قباقب وخثاك وحويت وحيران .
3-وضع الطحالب في وسط القرقور مع تعليق لحم الخثاك في اعلاه لجذب السمكة وتستخدم هذه الطريقة خاصة  لسمك الشعري .
4-الإعتماد على الخبز البحري وبعض المأكولات التي تصنع من الطحين كبديل عن الحشائش والطحالب كما هو حاصل الآن بكثرة لدى البحارة.
ويفضل البحارة استخدام الحشيش للصيد في الاماكن الضحلة والقريبة من الساحل خصوصاً لأسماك الصافي ,أم الطحالب فتستخدم في المياه العميقة لبياض السمك وهو مايطلق عليه الجيم مثل سمك الشعري والفسكر وغيرها من الأسماك . 

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (8)

ظاهرة المد والجزروالتيارات الهوائية

بقلم-جعفريتيم
أولاً-المد والجزر
ترتبط بالسواحل الشمالية الشرقية للجزيرة ظاهرتي المد والجزر وهي إحدى الظواهر الطبيعية التي تتصل بتأثير الشمس والقمر على الأرض بفعل الجاذبية (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)(1)  (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (2), وظاهرة المد والجزر تشاهد بكل وضوح على دورتين في اليوم الواحد , وذلك في زيادة وانخفاض منسوب ماء البحر أمام السواحل ففي حالة المد يكون منسوب ماء البحر مرتفع وملامس للساحل ومن علامات المد في حالة (السقي) وجود رغوة في الماء بالقرب من الساحل تسمى (الزبد) والسرعة في الحركة المائية واخضرار لون البحر وزيادة في صيد الأسماك , أما في حالة الجزر(الثبر) فإن مياه البحر بعد الإرتفاع المؤقت تغادر الساحل الى العمق وتبدأ الأسماك بمغادرة المياه الضحلة الى الأعماق وينكشف عن كل مافوق السطح (قاع البحر) من صخور وشعاب مرجانية وتظهر الحشائش والطحالب والأحجار وكسور المحار والقواقع وغير ذلك من أجسام بحرية بالإضافة الى وضوح مصادر المياه الجوفية (الكواكب) وجريان الماء منها فوق السطح , ولتواصل الدورة في كلتا حالتيها عبر الزمن ينتج عنهما الكثير من الإفرازات الطبيعية للبيئة البحرية على مستوى سطح البحر والساحل كما هي عوامل التعرية في تكوين الممرات المائية والحفر والعكس صحيح في تكوين الرواسب والأحجار وغير ذلك , كما لهذه الظاهر الطبيعية فوائد كبيرة اسثمرها البحارة والممتهنين للبحر وعن طريقهما تتجدد (المايه) في الصيد واخلاء القراقير وقد عرفت فلسفة الصيد في هذا الأسلوب والنظام المتبع للصيد فبعد كل حالة مد يأتي الصياد لاستحصال الأسماك من المصائد المنصوبة ( الحضرة ,المسكر) وكذلك بالنسبة للقراقير الموضوعه بالقرب من الساحل في الفجوات والثغور للصخور المرجانية كما هي في موقعي الحرف والباب العود.
وقد أكتسب البحارة من هذه الظاهرة الطبيعية المعرفة بمنسوب الماء (المايه) حتى أن بعض البحارة ممن لديهم الخبرة والدراية وهم في منازلهم بنظره واحده للأفق بالسماء يعرف المنسوب المائي لهذه الظاهرة من دون أن يذهب الى الساحل ويتفقد سطح البحر, بل أن الأمور تصل بحسب معرفتهم وخبرتهم من خلال الشهور القمرية كيف يكون منسوب الماء في أوله أو في آخره أوأن  تكون المايه غير مكتمله أو في جفاف تمام للماء وعلى هذا الأساس تولدت بعض المصطلحات والمفاهيم البحرية المرافقه والمصاحبة لهذه الظاهرة ومنها على سبيل المثال  (ثبر ,لغو,شوع,سون,ماية الراس,ماية النصف, سقي,فجت أو راحت المياه, غزار ,طفاح أوقراح وغير ذلك من المصطلحات البحرية المعروفة التي لاتزال يتداولها البحارة لحد هذا اليوم .

ثانياً-البحارة والتيارات الهوائيه
لقد ارتبط البحارة والصيادون القدماء بالبحر أيمّا ارتباط وثيق بينهم والمُؤسس على الفكر والبصيرة فكانت هي المدرسة أو الجامعة العلمية الكبيرة التي احتضنتهم ونهلوا من مخاطرها الخبرة والدرايه والصبر والتحمل ومن قسوتها العلم والمعرفة والحكمة وليس غريباً أن يلم كبير البحاره (النوخذه) بالتاريخ والتوقيت وفصول السنة ومعرفة الأشهر القمرية وأسماء طوالع النجوم ووقت ظهورها وغيابها فإنها كانت لهم علامات يهتدون بها في طرقهم الى عمق البحر    (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (3) (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (4) وكانت لهم تحذير ونذير في بعض المواسم والأيام لعدم ركوب البحر وفي أوقات معينه من السنة وذلك لما تنهال على البحارة من خطر التيارات الهوائية (الضربات والسرايات) التي تصحبها الامواج العاتية وتدمر أشرعتهم ومحاملهم وإلآ فكانت لديهم العلم والمعرفة بهذه التيارات ومتى تأتي وتعصف بالمنطقة ومتى تهدأ وتخبت , وفي مواسم الغوص يعرفون كيف يتجهُون ويرسون إذا ماجائت هذه التيارات الهوائية القوية فإنهم يتحصنُون في المياه الضحلة (البنادر) للإتقاء من شر هذه التيارات ,ومن خلال الخبرة والمعرفة بهذه التيارات الهوائية الموسميه تولدت لديهم المفاهيم والاصطلاحات البحرية العديدة المتعارفه بينهم ومنها الهواء شمال أي الهواء القادم من جهة الشمال أو شمال مغارب أي غربي , وهواء بحري الذي يهب من البحر وهي الجهة الشرقية بالنسبة لأهالي سماهيج وعادتما يكون الهواء مشبع بالرطوبة التي تخنق, وهواء (كوس) أي الهواء القادم من الجهة الجنوبية المشبع بالحرارة والرطوبة وهناك العديد من التيارات الهوائيه الموسميه المرتبطة بظهور النجوم والتي تعصف بالمنطقة مثل (البارح,الصرف,النعايم,المُرزم) وارتبطت بهذه الاصطلاحات الهوائيه مطصلحات أخرى مصاحبه لها في توصيف الحالة الجوية للمنطقة في البحر أو على الساحل من قبيل مصطلحات (خواهر,تارس,سايبه , طهف,طوفان,سرايه, ضربه,مدوك, سبحه) وغير ذلك من الأسماء ,وقد اشتهر العديد من النواخذه وكبارالممتهنين للبحر في الساحل الشمال الشرقي للجزيرة بعلم ومعرفة طوالع النجوم والمناخ التي يطلق عليها اصطلاحاً عند البحارة الأوائل بالحسبة وهم يعتبرون عند المجتمع كالخبراء والأخصائيين في هذا المجال ويلتجأون اليهم في حالة طلب المعرفة والإستشارة ,وبفضل هذا العلم بأوقات هبوب الرياح الشديدة والقوية التي تعصف بالمنطقة سوى كانت الرياح باردة أم حارة كان هؤلاء الخبراء لايتوانون ولو للحظة واحدة في التوجيه واسداء النصيحة للبحارة وعامة الناس بتجنب دخول البحر في هذه الاوقات حفاظاً على سلامة أرواحهم من الغرق والهلاك في البحر, وحتى وقت قريب كان المرحوم الحاج حسن بن علي المؤذن ت(1989م) ذوخبرة واسعة بعلم طوالع النجوم ودراية كبيرة بأوقات الرياح الباردة والحارة يحرص أتم الحرص على توجيه بعض البحارة بعدم دخول البحر في المواسم التي تكون فيها (الضربات والسرايات) بل أن بعض الصيادين يذهبون اليه للاستشارة وطلب المعرفة بأوقات دخول مواسم الرياح .
_________
1-سورة آل عمران-آية (190)
2-سورة يونس- آية (6)
3-سورة النحل–آية (16)
4-سورة الانعام- آية (97)

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

تدمير وتغييب الأصول التاريخية

تدمير وتغييب الأصول التاريخية

المحرق - جعفر يتيم
تفتخر البشرية على أنها قامت باكتشاف بعض خفايا وأسرار الماضين من الأقوام والجماعات السابقة وذلك عن طريق التنقيبات والكشوفات الأثرية من فوق سطح الأرض وتحت أكوام التراب وفي المغاور والكهوف والوديان، وهناك العديد من الحضارات القديمة قد اكتشفت عن طريق هذا النحو في العالم القديم (الحضارة اليونانية والفارسية وبلاد الرافدين ودلمون وشبه الجزيرة العربية والحضارة الفرعونية) وغيرها من حضارات العالم القديم، ولولا وجود هذه الكشوفات والتنقيبات الأثرية لما عرف المنقبون والآثاريون وعلماء التاريخ فكر ولغة وعادات وتقاليد هذه الأقوام السالفة، كما أنه لولا الخيال العلمي والبحوث والدراسات التاريخية لم يعرف هؤلاء الفكر الذي قامت عليه هذه الحضارات من حيث وجودها وانتهاؤها وكذلك معرفة اتساعها واتصالها الحضاري بالشعوب الأخرى المجاورة، والأهم من ذلك كله أن العالم عرف هذه الآثار من معالم وأصول تاريخية وحفظها من التلف والتخريب والتعرض للسرقة والتدمير لتبقى عبرة وفكراً للإنسانية.
وعملية الاكتشاف الأثري للمعالم وآثار الماضّين لعله القانون الطبيعي لبني الإنسان إذ إن الباري عزو وجل سخر لبني آدم كل شيء ووهبه التبصَر والتفكر «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (سورة الجاثية: 13).
ولكن الأمر غير الطبيعي والمخالف له أن يسعى الإنسان ضد أخيه الآخر في تدمير هذه الآثار والمعالم الحضارية التي تعتبر أسس وأصول تاريخية للشعوب كما حدثت أن دمرت بعض الآثار في أفغانستان وشبه الجزيرة العربية، بل إن شقاء الإنسان وصل إلى أكثر من ذلك في تدمير ما وهبه الله وأنعم عليه من نعم وخيرات لتغيِيبه البيئة البحرية والنباتية ومحو معالمها الجغرافية والتاريخية بدل أن يحافظ عليها ويسخّرها لمصالحه ومصالح بني جنسه يقوم بعملية التدمير للأصول والأسس التاريخية وهو عكس الاتجاه الأول وضد التيار المحافظ للتراث والتاريخ الوطني «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (سورة الروم:41). «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ» (سورة البقرة: 205) وهذا ما حصل بالفعل لمعظم سواحل أرخبيل البحرين، وسواحل سماهيج ما هي إلا عينة من هذه السواحل التي تعرضت للطمر والدفن والتغيّيب، وليس مبالغة إن قلنا إن هذه السواحل كانت نبض حياة ورفاهية والرئة التي يتنفس منها الأهالي في حياتهم اليومية.
إلا أنه وللأسف الشديد ضاعت أصول وأسس تاريخية وجغرافية عظيمة في مضمونها، كبيرة في شكلها وصورتها، رائعة في جمالها كان المواطن يعتز ويفخر بها وما أكثر هذه الأصول التي هي في تكوينها تعتبر معالم تراثية ورموز بحرية وساحلية وبيئية قد طمرت وغيّبت ومن أشهرها العيون، الكواكب، جزيرة جردي والباب العود وغيرها من معالم جغرافيه وتاريخية.
إن الشعوب التي ليس لها تاريخ ليس لها حضارة ولا أصول ولا جذور وبمعنى آخر إنها تفتقر إلى الأسس الحضارية فالتاريخ يعكس مختلف أوجه النشاطات (1) وعليه أن هذه المعالم والرموز البحرية والبيئية أنها كانت في يوم من الأيام تراث حضاري للشعوب القاطنة في إقليم البحرين والآن قد غابت الأسس والأصول عن هذه الأرض، إذ كانت مرآة تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية لأهالي المنطقة وبالخصوص قاطني سماهيج التاريخية جزيرة المحرق الحالية فيما يتعلق بهم البحث التاريخي، والوضع الآن لما آلت إليه الأمور لا يدعو إلى تبرير دفن السواحل بحجة التوسعة والاستثمار الاقتصادي! بل إن الأمور وصلت إلى أبشع من ذلك بكثير في طمر هذه المعالم والرموز البيئية.
والأمر المستغرب كما طرح في المقدمة أن يكون الشيء غير الطبيعي هو المألوف، والمنطقة في الأساس بوضعها الجغرافي تحتاج إلى دراسات تاريخية وجغرافية وإلى بحوث بيئية لأشهر معالمها ورموزها البحرية للتوصل إلى معلومات ذات قيمة عن هذه الأرض، وما هو معلوم تاريخياً أن هذه المنطقة للشمال الشرقي من أرخبيل البحرين توجد لها إشارات تاريخية في المصادر والكتب التاريخية في وصف بساتينها الخضراء وعذوبة مياه عيونها ونضارة سواحلها وكذلك الحديث عن تجارة اللؤلؤ واتصال الشعوب ببعضها البعض.
إن لبعض معالمها الساحلية تبهر الناظر بالروعة والجمال بصياغتها وهندستها لذلك يحتاج المرء إلى وقفة تأمل وتفسير، وكما هي عادت المنقبين والآثاريين في الكشف عن أسرار ما يجدونه تحت أكوام التراب وما يكتشفونه على الأرض من أسس تاريخية كالمدن والحصون يتوصلون إلى العديد من التفسيرات التاريخية (2)، ولعل الباب العود من أشهر المعالم الساحلية الذي يعتبر معجزة تراثية يستحق أن تكتب فيه عشرات البحوث كما هي منطقة رأس الحد (البلدة المأهولة) جزر أمواج الحالية لما لهذا المعلم من فلسفة وحكمة في فنه وجمال روعته الجغرافية قد تستنتج من روايات البحارة وكبار السن، إلا أنه وللأسف الشديد لآثار الدفن والطمر قد أخذ مأخذه وغيّبه للأبد ولم يستفد من وجوده ولا من تكوينه ولا من عطائه التاريخي ذات الصلة بالاتصال الإقليمي بين شعوب المنطقة.
ولعل الذي يعنينا في هذه السلسلة التراثية أن ندون ونوثق كلما رأيناه وروته لنا المصادر الشفوية والكتابية، كما أن الحس الأخلاقي والوطني وحبنا للأرض يدعونا لذلك وكما قيل لولا التاريخ والتدوين لضاعت معالم حضارية كثيرة من العالم القديم والحديث على السواء (3).
المصادر والمراجع :
1- مناهج الفكر والبحث التاريخي والعلوم المساعدة (ص 22) - الدكتور حسن حلاق.
2- انظرالعرب في العصور القديمة (ص 121-157)، وكذلك اليونان - مقدمة في التاريخ الحضاري (ص 47-59) للدكتور لطفي عبدالوهاب يحيى.
3- مناهج الفكر والبحث التاريخي والعلوم المساعدة (ص 40) - الدكتور حسن حلاق.

نشرت في صحيفة الوسط البحرينية- ملحق فضاءات
http://www.alwasatnews.com/2988/news/read/509473/1.html

الخميس، 11 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (7)

طرق الصيد الاخرى

بقلم-جعفريتيم
مع طرق الصيد الرئيسية (القراقير,المصائد البحرية) أساليب وأنماط وطرق صيد أخرى قد اهتم بها الأهالي بعضها تأتي كمهنة ثانية مكملة للمهنة الرئيسية وبعضها تمارس من قبيل الهواية والإهتمام والإستمتاع , ومن هذه الطرق المعروفة الحداك بأنواعه والصيد بالشباك وطريقة القمباروغيرها من طرق الصيد البدائية القديمة التي يلهو بها الاطفال والناشئة .

1- القُمبار:
إحدى أنواع طرق الصيد غيرالرئيسية ويطلق عليها القمبآر(يقلب حرف القاف الى كاف) التي تفيد النور أو الضياء أي من ظلام الى سفر ومن عتمة الى ضوء أو ضياء, ووقتها يكون في الليل الدامس على أن يكون القمر في منزلة المحاق, وتكون الإضاءة هي الأداة الرئيسية للصيد باستخدام الإنارة الشديدة عن طريق (الدافور) وهو نوع من أنواع الإضاءة القديمة, وعادتما يذهب الأهالي للصيد بطريقة القمبار في أيام الليل الدامس والماية تكون جزراً (قراح) ومنسوب الماء الى الركبة تقريباً للتمكن من المشي بسهولة ويأخذون معهم العدة وهي تتكون من الإنارة (الدافور) الطبقة (درام دائري) والكيس(الخيشة) والحربة .
وطريقة القمبار تكمن في رفع الدافور الى الاعلى للإضاءة ونشرالضوء من حول المنطقة وبهذه الطريقة من شدة قوة الضوء وانتشاره تقف السمكة في محلها وبالتالي يأتي الصياد ويضع الدرام على محيطها ومن ثم الإمساك بها واصيطادها ووضعها في الكيس(الخيشة), ويفضل البحارة الاماكن الصيد بهذه الطريقة في الأماكن التي بها فشوت وأزياج لانها تكون محميات للأسماك وهي  المناطق القريبة للساحل الشمال الشرقي (الحرف,علم ,الظاهرة,بديعة,القصار, والبقاع القريبة من رأس الحد, أما الأسماك التي يتم اصطيادها من هذه العملية وهي البدح والصافي والشعري,أما وجود الحربة وهي أداة حماية وتستخدم لوكز الحيوانات البحرية التي بها خطورة على جسم الإنسان مثل اللخمة وتيس عامر والراجوة وغيرها من الحيوانات الشرسة.


2-الحداق :
وهي إحدى طرق الصيد البدائية القديمة المعروفة بالمنطقة ,حداق وتلفظ باللهجة العامية(حداك) بلفظ الكاف وأداتها الخيط والشص(الميدار) يصنع من النحاس حيث يوضع الطعم على حافة الميدارلاصطياد السمك, والطعوم المستخدمه في عملية الصيد لحوم الخثاك والأسماك الصغيرة والروبيان ولهذه الطريقة عدة أنواع وهي الصيد بالطريقة العادية واللفاح (لشاط) والسماري والمشبك ,أما وقتها ويفضّل العمل بها على ضوء القمروتمامه من أيام السون وفي النهارعادتما يكون في أيام الشتاء وأفضل الأماكن للقيام بعملية الصيد في الاماكن التي فيها فشوت ولحوف وأزياج .

الطريقة العادية :
والأداة المستخدمه فيها الشص(الميدار) والخيط والبلد (الرصاص) ويوضع على رأس الميدارالطعم المتمثل بلحم الخثاك أوالربيان ثم يٌقذف الخيط والميدار بأكبر قوة ممكنة بعيداً عن القارب ليصل الى قاع البحر ومن ثم تأتي السمكه لتأكل الطعم ويشبك حلقها بالميدار ثم يُجرالخيط الى الأعلى وينزع الميدار من حلق السمكه,وهذه الطريقة تحتاج الى صبر وتحمل من الصياد الى أن يصطاد السمك, وكان الاهالي قديماً يقومون بعملية الصيد بالخيط في المواقع البحرية المعروفة القريبة من الساحل الشمالي الشرق في بقاع تكثر فيها المحميات والبيئات للأسماك على سبيل المثال الصم والخوانجة والظاهرة والبدع وفي مراحل لاحقة وصلوا الى لحوف رأس الحد وأبعد من ذلك,وأشهرالأسماك التي تصطاد من هذه العملية( الشعري ,السولي،الفسكر,الكركفان) .

اللفاح :
 إحدى أنواع وأساليب الحداق وهي مخصصة لصيد الأسماك الكبيرة ( الجنعد , السكن,الهامور) والطعم المستخدم يكون من سمك (السلس والغلي) والعملية تكمن في سيرالقارب بسرعة بطيئة للتمكن من الإصطياد وتستخدم فيها شصوص الميادير الأكبر حجماً وتسمى أيضاً (دريه) و( القفشه والبلود) ويجر الخيط من خلف القارب( تفر), ووقتها يكون نهاراً في جو معتدل مع بدايات دخول الشتاء أو نهايته ونادرما تكون هذه الطريقة في فصل الصيف.

السماري :
وهي ذات الطريقة العادية الا أنها غير مستقره ولذلك سميت بالسماري وهو أن لايرسو القارب في محله لتحركه الأمواج والرياح بسرعة بطيئة , ويفضّل الأهالي هذه الطريقة في بدايات الشتاء ونهايته في الهواء الخفيف, ولاتصلح هذه الطريقة في الهواء النشط والقوي والمراد من هذا النوع من الصيد اصطياد سمك الشعري خاصة .

المشبك :
وهي تعتمد على منسوب مياه البحر (المايه) لظاهرة المد والجزروتعتمد هذه الطريقة غالباً في المياه الضحلة للتمكن من سهولة المشي في الماء ويحرص الصيادون على وجود الماء للتمكن من عدم موت الأسماك بعد اصطيادها , وهي عبارة عن قصاصات قصيرة من خيوط النايلون لاتتعدى الامتار تشد في أطراف الاحجارمع بدايات ظاهرة المد يوضع بها شصوص وعوامات صغيره لترفع الخيوط وبعد انتهاء ظاهرة المد يأتي الصياد لينتزع السمك من المشبك, والطعوم المستخدمة لهذه الطريقة الأسماك الصغيرة (المصلّغ) ولحوم الخثاك, وأما الاماكن المفضلة لدى الاهالي هي الاماكن القريبة من الساحل(القطع ,الغليل,الحرف) وتستخدم هذه الطريقة خاصة لصيد أسماك(السبيطي,الحاكول,الشعري) .

3-الشباك ( الغزل)
تعد من أقدم طرق الصيد في المنطقة حيث كانت في الماضي تصنع من الخيوط القطنية المسمى( براوه) وبعد التطور صنعت بخيوط النايلون ويطلق عليها الاهالي (غزل) للتسمية القديمه في غزل الشباك بالقطن,والغزل له عدت طرق لإستخدامه في الجرف والجرار مشياً أو استخدامها من على القارب أو نصبها في البحرلوقت معين ومن ثم معاينتها , أما الاماكن التي يتم الصيد بها فهي مفتوحة في البحر ويفضل الاهالي مناطق الزيج والاراضي الواطية ,ويستخدمها الاهالي بالقرب من الساحل لاصطياد أسماك الصافي والميد والحاكول, كما تستخدم شباك أخرى تسمى الناجسة أو السالية وهي شباك صغيرة دائرية الشكل بها ثقل من الرصاص ترمى على رؤوس (مجاميع) الأسماك .

4- طرق بدائية :
مع هذه الطرق والأساليب للصيد كانت هناك طريقة الصيد بالمشخال أو السلال وهي نمط صيد بدائي وقديم ولم تعد تستخدم هذه الطريقة من الصيد حالياً الا عند الأطفال الصغار أو الهواة للاستمتاع بها , وتوضح هذه الطريقة في سهولتها على ان الصيد بالقرب من الساحل كان وفيراً لكثرت مافيه من الأسماك, والطريقة تكمن في وضع قطعة من القماش المخروقة (فتحه) على وجه المشخال ويمسح على قطعة القماش الطحين وتترك في الماء لوقت قصير ومن ثم رفعها لتفريغ السمك منها وعادتما تستخدم هذه الطريقة لصيد الأسماك الصغيرة مثل الميد والمنجوس والمصلغ,وطريقة الصيد المفضلة للاطفال في وضع القنينات الفارغة (الغراش) في المياه الضحلة لصطياد الأسماك الصغيرة (حرسون) ,وكذلك كانت هناك طريقة صيد أخرى عن طريق الحفر(الجفرة) والبرك (البرجه) وهو عندما يكون البحر في حالة الجزر( ثبر) يأتي الصياد لمعاينة هذه الحفر والبرك ليرى هل هناك من أسماك قد بقيت أم ذهبت مع المايه .
  
11-11-2010

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (6)

الصيد بالقراقير
بقلم- جعفريتيم
هي إحدى طرق الصيد الرئيسية في المنطقة والتي اعتاد عليها الأهالي منذ زمن بعيد في طلب العيش والإمتهان بها كعمل رئيسي في الغالب وثانوي في بعض الاحيان, كلمة (قرقور) وتلفظ بالكاف وجمعها قراقير وهناك تسمية أخرى لها وهي (حيزه) وجمعها حيز بكسرالحاء , يصنع القرقور في الماضي القديم بعسق النخيل المتوفر بكثره في المنطقة وفي العصر الحديث تطورت صناعته بشك الأسلاك أو الأسيام الحديدية على شكل قفص وله فتحات (عيون) ليتخللها الماء وفي وسطه على أحد جوانبه فتحه صغيره يطلق عليها تسمية (فج) على شكل خرطوم لدخول الأسماك من حيث يصعب خروجها خارج القرقور وفي مقابل الفج باب صغير من أسفل القرقور لإخراج الأسماك بعد فتحه وكان أهل المنطقة قد اشتهروا بحرفة صناعة القراقير وبيعها على مختلف مناطق البحرين ,وتصنع القراقير باحجام مختلفه وذلك بحسب المبحر وكل ماكانت المنطقة ذات عمق كبير (غزير) يكون القرقور أكبر ويوضع في أسفلها قضبان من حديد لإنزالها في قاع البحرلضمان عدم دحرجتها من جراء تحرك الامواج , والقراقير الصغيره الحجم تصنع للمواقع الضحلة والقريبة ,وهذه الطريقة من الصيد بالقرقورتتطلب فكر وفن لدى البحارة إذا أراد أن يصطاد بوفرة ونوعاً ما من الأسماك وذلك باعتماد على أسلوب ونظام معين في اختيارالمنطقة ووضعية القرقورونوعية الطعم ونظافة القرقور في اليوم مرتين لتعاقب ظاهرتي المد والجزر وفي الغالب يأتي البحارة لمعاينة ومخالات (لمباراة) القرقور مرة واحدة في اليوم .

1-اختيار الموقع:
إن لاختيار الموقع أو المنطقة لوضع أو انزال القراقير أمر مهم في وفرة الصيد أوضعفه ولذلك أن الحصول على الموقع ذات المكان التي تنمو وتتربى فيه الأسماك أمر رئيسي لضمان الصيد ففي المحميات والبيئات البحرية تكثر الأسماك بالقرب من القصاصير واللحوف والخور والخرائب بل أن نوعية المكان تتحدد فيه نوعية صيد الاسماك التي يريد ان يصطادها البحار,أما في الأماكن المفتوحة والفقيرة من بياض السطح فإن الأسماك تقل أو تكاد تكون منعدمة الوجود فيها .

2- وضعية القرقور:
لوضعية القرقور أمر أساسي في كثرة الصيد وذلك في اعتماد إتجاه (الفج) مقابل سريان المايه لأن الأسماك تأتي بطريق معاكسه عنها وكلما كان سطح القرقور منبسطاً وراسياً على قاع البحر كان السمك أقرب للدخول بداخل القرقور.

3- نوعية الطعم :
للطعم نوعان هما الحشيش والطحالب أما الحشيش فلونه مائل الى اللون البني وله عدت أنواع ومسميات أشهرها الفريهه وأما النوع الثاني وهو الطحالب فيكون لونه أخظر ويعرف أيضاً با(الخمك) وهو الطعم المفضل لدى الأسماك في فترات البرودة في فصل الشتاء , وطعم الحشيش والخمك هو الطعم الرئيسي التي تفضلها أسماك الصافي والشعري والكركفان والفسكر.... الخ وفي بعض المواسم البحرية يمزج مع الخمك بعد دقهِ سرطان البحر (القبقب) والمحار التي يطلق عليها البحارة (ترفه), وبادخال الطعم بداخل القرقور تسمى هذه العملية (العمارأو عمرة), وفي وقت قريب لعدت سنوات طرأت طريقة جديدة في نوعية الطعم وهي المسمى با (الخبزالبحري) المعد عوضاً عن الطعم التقليدي كما كان في السابق يستخدم التمر والخبزوالطحين.


4- النظافة والصيانة :
لنظافة وصيانة القرقور أهمية كبيرة في دخول الأسماك بداخل القرقور, فحينما يكون القرقور نظيفاً وعيونه (فتحاته) بارزه يكون منظره جذاباً وساحراً لجذب الأسماك, وكذلك فإن الصيانة الدورية والعناية بعدم وجود تشققات وترهل في هيكل القرقور يجعل الصيد أكثر وفرة كماً ونوعاً .

طريقة التجنين :
كلمة (تجنين) وتلفظ باللهجة الدارجة البحرانية (الجيم الفارسية) وهو أسلوب وطريقة ذكية لصيد سمك الشعري بالقرقورباستخدام طريقة التجنين وهي وضع الزيج أو ألياف النخيل على أعلى القرقور لتضلُله ويكون الطعم مجموعة خلطة شهية من الخثاك والعومة والقبقب المعدة خاصة لصيد سمك الشعري والجنم وهو ما يدل على توصل فكر البحارة الى النضوج بمعرفتهم لبعض مزاج والسكيلوجية للأسماك على أنها يسهل اصطيادها في الوضع المظلم بهذه الأسلوب من الصيد .
وفي الحقيقة أن البحارة وصيادوا الأسماك في منطقة الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة أعتمدوا في بحارتهم على الاماكن القريبة منها في الصيد في مواقع رأس الحد شرقاً وفي أعالي الساحل شمالاً, كما كانت لبعض الصيادين مواقع قريبة من الساحل توضع فيها القراقير في موقع الباب العود والحرف ومربط الخيل بين مسكر مهدي وحضرة الفسيلة وموقع علم في الجنوب الشرقي للحرف وغيرها من الاماكن المعروفة.

8-11-2010