إزدواجية الأنظمة في التعاطي مع الأمير
بقلم-جعفريتيم
ميكافيللي ذلك المفكر والمنظر السياسي الإيطالي المعروف والشهير بآرائه وأفكاره الماكره والشريرة لتعاطي الدولة مع شعبها , ورغم آرائه تلك المجحفة للبشرية والإنسانية في إيديولوجيته السياسية المادية واللاأخلاقية للحكم وتحقيق الفن الممكن بأسلوب ومنهجية المكر والخديعة والفتك بتسيّير أمور الدولة ,الا أن لهذه الشخصية أراء وطنية محترمة ومهمه من خلال تجاربه السياسية في مدينته فلورنسا بايطاليا لايمكن الإستهانه بها , يمكن للساسة والمسؤلين في الحكومات والأنظمة المستبدة أن يتعلموا منها بدلاً من اتباع سياسة معادية للشعوب ومن هذه الآراء / اعتماد دولة ما على دولة أجنبية في الدفاع عن أراضيها يعتبر نكبة تؤدي الى ضياع الدولة الأولى / وكذلك رأى ميكافيللي أن سلامة الوطن يتطلب بناء جيش وطني بدلاً من الاعتماد على الجنود المرتزقة .
نكتب ذلك ليس حباً في شخصية ميكافيللي الفكرية كفيلسوف سياسي والذي أصبح إسمه ملازماً لصفات الشر والخديعة والمكر ونقض العهود والمواثيق , ولا تمجيداً بفكره السياسي اللاإنساني ,ولا قناعةً بأرائه وأطروحاته الشريرة ولا استلاهماً بكتابه الأمير , وإنما واقع الحال السياسي والتاريخي لمن أجتهدوا واستلهموا بالإستفادة من كتابه وترجمة مافيه على أرض الواقع على أن يترجموا كذلك بعض هذه الآراء والأفكار ( التحررية ) إن صح التعبير التي أتى بها ميكافيللي مع شعوبهم ,واقعاً إن كتاب الامير المعروف لميكافيللي أكاد أجزم أن ليس هناك سياسياً أو مسؤل دولة أودبلوماسياً في العالم لم يقرئه أو على الأقل قرأ ولو شيئاً يسيراً منه فقد كان زعماء وحكام أوروبا من أمثال هتلر وموسولوني والداهية بسمارك وغيرهم من الزعماء قد قرأوا ذلك واستلهموا فكر ميكافيللي الشريروطبقَوا ذلك في منهجيتهم لنظام الحكم وتعاطي أجهزة الدولة مع عامة الشعب خصوصاً مع من يناوئها ويعارضها.
مايهمنا في ذلك بصرف النظر عن شخصية ميكافيللي الجدلية وآرائه وأفكاره الشريرة التي وبحسب تعبير جملة من الكتاب والمهتمين بالفكر السياسي والإداري أنه قد جلب الشر للبشرية من خلال كتابه (الامير) إلا أن الساسة والأنظمة في تاريخنا المعاصر قد أخذوا ماتتفق مصالحهم السياسية مع فكرالأمير ليبقوا عقود من السنين متحكمين في رقاب الناس بمنهجية الخداع والمكر ونقض العهود , أي انهم أمعنوا كثيراً وغالوا طويلاً في المنهج الميكافيللي , وتركوا ما تتطلع اليه شعوبهم من تحرر وإرادة في إختيار ماتصبوا وتطمح اليه تلك الشعوب المناضلة ولذلك تتضح الإزدواجية في التعاطي مع هذه المنظمومة (الميكافيلية) السياسية والفكرية من التعاليم والآراء لهذه الشخصية .
25/8/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق