طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

المعالم الساحلية لسماهيج (9)

الحشائش والطعوم
بقلم- جعفريتيم
توجد مابين الصخور المرجانية ومابين ثنايا المسطحات الرملية للساحل الشمال الشرقي مواد طبيعية تعرف بالحشائش والطحالب والطعوم المختلفة تتغذى عليها الأسماك والحيوانات البحرية والقشريات والتي تعتبر الغذاء المفضّل للحياة البحرية لما تحويه هذه الحشائش والطحالب من عناصر غذائية مهمة كالأملاح والمعادن واليود كما تعتبر وجودها بمثابة بيئات ومحميات أو ملاجئ تتربى وتتكاثر فيها الأسماك والحيوانات البحرية ,ومن المعروف أن هذه الحشائش والطحالب تكثر في المياه الضحلة وبالقرب من الساحل نظراً لوجود الإضاءة وقلة ضغط ماء البحروذلك لتعاقب ظاهرة المد والجزر.
والساحل من نقطة الصفر الأولى تتكون أرضيته بالسعة مكونةً البطح وهي الرمال وفي الداخل يبرز الشريط المرجاني المكون من الصخور والشعاب المرجانية التي تحيط بالساحل الشمال الشرقي للجزيرة ,ومع المعالم والرموز البحرية والساحلية من ممرات وأبواب ومصائد بحرية تشتهر أرضية الساحل ذاته بوجود هذه الحشائش والطعوم التي يعتمد عليها بحارة المنطقة منذ القدم وأهمها نوعان من النباتات البحرية :

الحشيش:
وهي حشائش بحرية مائلة الى اللون البني وبعضها ذات ألوان صفراء, والحشيش له عدة أنواع عديدة منها (فريهه ,لين,علوب,أصفر,نغول,خيضر) وغير ذلك من الأسماء ويعتبر حشيش الفريهه من أجود أنواع الحشيش وأشهرها عند البحارة في المنطقة .

الطحالب:
وهي نباتات  بحرية وتعرف اصطلاحاً عند البحارة بـ(الخمك) وهي ذات ألوان خضراء وتميل للإصفرار بتعرضها للضوء وأشعة الشمس.

نظرة تاريخية:
وكان اعتماد البحارة على أرضية الساحل بغناه الوفير من الحشائش والطحالب من خلال جمعه عن طريق السلال والميص وكذلك بالإستعانه بالعربة التي يجرها الحمار والتي تعرف اصطلاحاً (الكاري) الا أن ذلك لايعني عدم وصول البحارة الى سواحل أخرى قريبة ومجاورة للساحل ذاته ,ففي فترات زمنية سابقة كان البحارة يقصدون بدوابهم للسواحل المجاورة المعروفة والغنية بهذه الطعم البحري من قبيل سواحل الجزرالقريبة من قرية عراد المعروفة بالحالات ومنطقة (العزل) المعروفة حالياً بالحوض الجاف وكذلك سواحل الحد ومنطقة البحيرالواقعة جنوب غرب مطار البحرين الدولي ,أمافي السنوات المتأخرة من نهاية القرن العشرين كان البحارة قد وصلوا بسياراتهم الى سواحل جزيرة النبيه صالح وجزيرة سترة وأبوغزال وكذلك الساحل المقابل لشركة ألبا وسواحل عسكر والدور وغيرها من سواحل أرخبيل البحرين الا ان هذه السواحل أكثرها قد تعرضت للدفان والطمر وبذلك قضى الدفان على البيئات الغنية المهمة والمباشرة للمواد الغذائية للأسماك .


أماكن وجود الحشائش :
الحشيش :
يكثر وجوده في المسطحات والمناطق الصخرية التي تعرف اصطلاحاً (الكوع) وكذلك في القطع الرملية الرخوية منها والطينية ,وحشيش الكوع له ميزة الظهور سريعاً بعد قصه من منبته أما حشيش الرمال فيتأخر قليلاً عن الدروز ويظهرالحشيش في جميع فصول السنة ويتكاثر في البرودة بفصل الشتاء , أما أماكن وجوده فيكثر في المحشات المشهورة في الساحل وهي (بقائع القطع وتقع جنوب الساحل ومنطقة الحرف وغب الطيسان وشرق الغرفة والبطح الشمالي وغيرها من المناطق المختلفة للساحل بالقرب من مناطق القصار والدنيب ورأس الحد ) وتعتبر حشائش بطح الساحل الشمالي أفضل حشيش بالمنطقة .

الطحالب (الخمك):
تبرز الطحالب (الخمك) في الجو البارد بفصل الشتاء ويتكاثر الخمك فيها ويقل في فصل الصيف ويكون لونه مائلاً الى الإصفرار لوقوع أشعة الشمس عليه , أما أماكن تواجده في القطع الجنوبية وبالقرب من بستان المجتل الى منطقة الهيور غرباً وكذلك في بعض ثنايا بقاع الساحل بالقرب من حضرة الحسينية مروراً بكوكب العبيد.
وبنظرة سريعة تتضح جغرافية الحشائش أنها تتواجد بكثرة في شمال شرق الساحل والطحالب تظهر أكثر بالقرب من السواحل على اعتبار أن الساحل بأصلة رملي مائلة الى الرخاوة بينما في الأمام تتكون الصخور من الشعاب المرجانية .

المشعورة :
بالإضافة الى وجود الحشيش والطحالب توجد في ثنايا رمال الساحل أعشاب كثيفة على شكل أعواد خشنة وكثيفة مائلة الى اللون الأسود على شكل بقع صغيرة متناثرة في أرضية السطح يطلق عليها (مشعورة) وتجمع مشاعير وكذلك يطلق عليها (عيج)وفي هذه المشعورة يظهر نوع من الحشائش وهي مزيج بين الطحالب والحشائش يطلق عليها البحارة (مشربج) .

دق الطحالب :
وهي عملية يقوم بها البحارة بمحاذات الساحل بدق الطحالب (الخمك) بالحجارة وتقطيعة وخلطه مع الحيوانات الصدفية (المحار والدوج والحصم والحويت والخالوف ) والقصد من ذلك إضافة نكهة خاصة تجذب الأسماك وهي نوع من أنواع الترفه , وبعد ذلك يجعل الطحالب كوجبة جاهزة تُقدم الى الأسماك في وسط القرور ليتم اصطيادها .

الطعوم الاخرى :
بالإضافة الى وجود الحشائش والطحالب في أرضية الساحل الشمال الشرقي توجد أيضاً الحيوانات الصدفية والقواقع مثل (المحار والدوج والحصم والحويت وكذلك من الحيوانات البحرية مثل القبقب (سرطان البحر) والخثاك (الحبار) والشرجب (قبقب صغير) والحيران والفغلول (قنديل البحر)ويستفاد منها بعد دقها ترفة جيدة مع الحشائش والطحالب بوضعها بالقرقور.

العمآر(العمرة):
بعد استحصال الحشائش وبدخول البحارة الى موقع الصيد تتم من خلالها عملية مخالات القراقير وتسمى (كلال) أي اخلاء القرقور من الأسماك وتنظيفه وبعد ذلك يقوم البحار بعملية العمآر وهي وضع الحشائش والطعوم في داخل القرقورولعملية العمآر وتسمى أيضاً عمرة أو تعمير طرق وأساليب متنوعة لدى البحارة منها :
1-وضع الحشيش أوالطحالب في لقمة واحدة بوسط القرقور .
2-وضع الطحالب والحشائش ممزوجة مع ترفة المحار والدوج والأصداف البحرية والقواقع وبعض الحيوانات البحرية الاخرى من قباقب وخثاك وحويت وحيران .
3-وضع الطحالب في وسط القرقور مع تعليق لحم الخثاك في اعلاه لجذب السمكة وتستخدم هذه الطريقة خاصة  لسمك الشعري .
4-الإعتماد على الخبز البحري وبعض المأكولات التي تصنع من الطحين كبديل عن الحشائش والطحالب كما هو حاصل الآن بكثرة لدى البحارة.
ويفضل البحارة استخدام الحشيش للصيد في الاماكن الضحلة والقريبة من الساحل خصوصاً لأسماك الصافي ,أم الطحالب فتستخدم في المياه العميقة لبياض السمك وهو مايطلق عليه الجيم مثل سمك الشعري والفسكر وغيرها من الأسماك . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق