تعرض الساحل للدفان والطمر
بقلم-جعفريتيم
رأينا نحن الشباب حينما كنا صغاركيف هي السواحل بجمالها وهيبتها الطبيعة وكيف كنا نلهو ونلعب بفطرتنا في رمالها الناعمة الى أن جائت فترة الثمانينيات من القرن الماضي وبدأت مسألة الدفان والردم تطرأ تباعاً على السواحل بجلب المخلفات والانقاض لدفنها وتوسعة الرقعة العمرانية وهو ماتسبب بحدوث مشاكل بيئية للاهالي في حياتهم المهنية والمعيشية فيما بعد بالإضافة الى دفن وردم رقعة كبيرة من الساحل في الآونة الاخيرة وهو ماتسبب بتهديد واضح للبيئة البحرية في الوقت الراهن وعلى مستوى المستقبل القادم, ومما لاشك فيه أن دفن السواحل جاء بنية التوسعة والعمران أو جاء عبث فإنه قد نتج عنه آثار سلبية خطيرة سوف تتفاقم في المستقبل المنظور , والساحل الشمال الشرقي ذات بيئة بحرية خصبة (أن المساحات الشمالية والشرقية للمحرق هي من السواحل الغنيّة لدعم المخزون السمكيّ، وهذه السواحل تتميّز بأعشاب هي مصدر غذاء لما يقرب من 70 في المئة بأنواع الأسماك في البحرين، وأيضا تتميز بقيعانها الصخرية وتنوّعها البيولوجي من حيث وجود أحياء بحرية كثيرة وعوالق بحرية وأنواع لا أستطيع أن أحصيها في جرة قلم)(1) وقد كان سابقاً بيئة آمنة للأسماك والحيوانات البحرية ومحمية معروفة للطيورالبحرية وقد نتج عن دفان الساحل وإنشاء جزر امواج وديار المحرق آثار وأضرار وسلبيات كثيرة وانعكست بآثارها على ساكني منطقة الساحل .
الآثار المترتبة على شفط الرمال ودفن الساحل الشمال الشرقي :
أولاً:الحاق الضررالإقتصادي والمعيشي بمن يمتهنون الصيد من البحارة ومصادرة حقوقهم الطبيعية والتسبب لهم بمشاكل في الصيد على المستوى البعيد ,علاوة على قطع أرزاق بعضهم .
ثانياً: تغييرالهوية الجغرافية والتاريخية للساحل الشمال الشرقي للجزيرة بالنسبة للشكل والمساحة دون ما توجد حاجة وطنية ملحة لذلك.
ثالثاً:القضاء على الواجهة الساحلية للمنطقة التي كانت تسمو بالجمال والروعة وفقدان منظرها البديع ,مما تسبب في طمر العيون والكواكب الطبيعية والمعالم الساحلية التاريخية.
رابعاً:القضاء على المصائد البحرية المدية من(حضورومساكر)والبيئة الساحلية الداخلية.
خامساً:تدميرسطح البيئة البحرية لمنبت الحشائش المعروفة بالمحشات (الحشيش,الطحالب,مشاعير) التي تعتبر ملاذاً لصغار الأسماك والقشريات, والقضاء على المحميات الطبيعية مما ادى لانقراض بعض الأسماك والحيوانات البحرية .
سابعاً:القضاء على المسطحات الطينية التي تعتبر بيئة فطرية للطيور,وتغييب المسطحات الصخرية من صخور مرجانية وفروش وأعشاب .
بالإضافة الى تدمير القيعان وانتشار الترسبات الطينية وزيادة العكارة في المياه بالقرب من الساحل جراء إنشاء جزر أمواج وديار المحرق (مصائد شمال وشرق البحرين، حيث تتمثل الأضرار الناتجة عن إنشاء جزر أمواج في انتشار الترسبات الطينية في مساحة شاسعة غطت قيعان البحر على شكل نصف دائرة قطرها 14 ميل تقريباً. فأثرت على جزء كبير من أهم مصيد من مصائد الروبيان وهو مصيد أم الدود، والذي يمتاز الروبيان فيه بالجودة والحجم الكبير. أما ديار المحرق فقد أنشأت على جزء مهم من مصيد أم الدود وأخذت وما زالت تأخذ رمالها من بقية المصيد، ومن المتوقع أن تبلغ آثارها حتى هيرشتيا على بعد 20 ميلاً شمالاً والحدود القطرية على بعد 15 ميلا شرقا، فالمياه المتعكرة بلغت هناك والترسبات بدأت تغطي المنطقة.) (2) وكذلك التسبب في هجران الطيور البحرية وانقراض بعضها وغيرذلك من آثار وأضرار قد تنتج في المستقبل المنظورعلى الساحل الجديد كالتأثير على اتجاهات التيارات المائية من حيث قوتها وضعفها كما حدث لبعض السواحل البحرين الأخرى , ومن جانب آخر انعكست آثار وأضرارالدفان وشفط الرمال والحفر سلباً على أهالي المنطقة فقد تسبب الدفان بحرمانهم من التمتع بالنظروالمشاهدة لروعة وجمال الساحل القديم في حين تبقى حسرة طويلة تمرعلى الذاكرة وتعتصرها ألماً وحسرة لفقد جزء مهم من البيئة البحرية للساحل الشمال الشرقي بالجزيرة .
ــــــــــــــــ
المصادر:
1-صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2028 - الأربعاء 26 مارس 2008م الموافق 18 ربيع الاول 1429هـ
2-صحيفة الوقت - العدد 1092 الاثنين 21 صفر 1430 هـ - 16 فبراير 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق