إعداد –جعفريتيم
تدخل هيئة الوسيلة إدارة العمل الاسلامي بقرية سماهيج عامها الخامس منذ تأسيسها في بدايات عام 2005مـ, وبعد عدة أيام من الآن تكون على أعتاب دورة انتخابية ثالثة وجديدة , والحديث عن هذه المؤسسة إنما هو حديث عن جزء من تاريخ الحركة الاسلاميه التنظيمي في البحرين،...
والوسيلة هي إحدى المؤسسات الفاعلة على المستوى الديني والإجتماعي والثقافي على الأقل في جزء من أرخبيل البحرين وهي تبرز على جميع الأصعدة ولها نتاجات في عملية التدريس والتثقيف والتوعية وإحياء مآثر أهل البيت (ع) وإلى ماهنالك من أدوار تقوم بها على جميع الأصعدة الميدانية إنطلاقاً من خلال علاقاتها العامة مع بقية اللجان والمؤسسات المتعددة بداخل القرية وخارجها.
وتكاد تكون الوسيلة واضحه أكثر في ذهن القارئ من خلال الإطلاع على الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها على مدار العام , وفي هذا الجانب قد يطول بنا المقام لو تحدثنا عن ثمارها ونتائجها , ولعلي أستطيع إستعراض شيئ يسير ومختصر من شذرات هذه المؤسسة الدينية والاجتماعية الفاعلة في مسألة التاريخ وفلسفة تكوينها وامتدادها بذكر جزء من أهم فعالياتها وأنشطتها ومايطمح ويتطلع إليه القائمون عليها ومنتسبيها.
بداية وامتداد:
لمؤسسة الوسيلة تاريخ قديم وعريق ليس من حيث المسمى وإنما من حيث منبع الوجود والهدفيه فالإمتداد التاريخي له دوره الكبير في نشئتها وتأسيسها وبعد ذلك انبثاقها على أرض الواقع من خلال الواقع الديني والتوعوي على مدى عقود من الزمان قد توارثها الأبناء عن الآباء كما أخذ الآباء نهج الأجداد من قبل في التعليم والتدريس إلى أن تواصلت في البروز شيئاً فشيئاً في العقود الأخيرة من القرن الماضي عبر جهود وعطائات مجموعة من الشخصيات المربية والفاضلة التي انخرطت في خط تعاليم العلماء الأفاضل ووضّفَت وقتها لحضور دروس ومحاضرات جمعية التوعية وكبار العلماء في البحرين , وكانت لها أثر كبير في تقديم هذا الجيل للتصدي للعمل الإسلامي وإظهاره بأفضل صورة معبرة لروح العصر, وتكاد تظهر بوضوح أكثر في مسألة التنظيم التاريخي للعمل في بداياتها من ثمانينيات القرن الماضي من خلال تنظيم الإحتفالات والمناسبات الإسلامية , ولتلك الدروس في الفقه والعقائد والاخلاق وتعليم الصلاة للصغار والناشئة التي كانت تقدمها هذه الشخصيات الفاضلة عبارة عن وجبات أسبوعية تثقيفية وتوعوية للشباب المؤمن والواعي في مختلف مساجد وحسينيات ومجالس القرية إلى أن تطور الأمر في تكوين لجنة (التدريس) ولجنة للإحتفالات والمناسبات فيما بعد .
والحدث الأبرز في تكوّن بدايات الوسيلة كما يراه المراقبون والمهتمون في سماهيج هو كسر أسلوب التعيين للمشاركة إلى الأخذ بمبدأ الإنتخاب وقد جرت أول إنتخابات للعمل الإسلامي بسماهيج بتاريخ 10/12/2004م للجنة الإحتفالات والذي تحول اسمها فيما بعد الى اللجنة الثقافية مع شيئٍ من التوسع في تقديم الفعاليات والأنشطة على مستوى القرية , والحدث النوعي الآخر هو العمل على تأسيس مؤسسة شاملة في القرية تضم اللجان العاملة في الحقل الديني والإجتماعي بعد اجتماعات مكثفة ومشاورات مع الشخصيات الفاعلة والمشايخ في داخل وخارج القرية لتكوين هذه المؤسسة , وخلاصة الأمر أن القائمون على هيئة الوسيلة يرون أنها امتداد لجهود مخلصة, وأنها مؤسسة أهلية إسلامية بزغت بعد قرابة ثلاثة عقود من العمل الإسلامي بعد أن كان اهتمامها ينصّب كثيراً بالشأن التبليغي والرسالي في القرية الى أن أصبح الإهتمام أوسع من ذلك .
المسمى وتأسيس الهيئة:
من ضمن الإجتماعات التي قام بها المهتمون بالعمل الإسلامي في سماهيج الإجتماع الموسّع للشباب العامل الذي أقيم بمأتم (الشريفة) في أواسط عام 2004مـ والخروج منه بنتائج أدت إلى ترتيب الوضع الداخلي واختيار لجنة لإعداد الإنتخابات ومراقبتها والدعوة إليها في وقت لاحق والإتفاق على مسمى للمؤسسة الجديدة تحت اسم (هيئة الوسيلة) استناداً الى الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) (1) ومن جانب آخر كان لعلماء المنطقة الدعم والمآزرة في الحث على تنظيم العمل عن طريق مجموعة من البيانات المتلاحقة والتي أكدوا فيها على المشاركة في الإنتخابات وتنظيم العمل الإسلامي بأسلوب وحدوي , وقد صاحب التهيئة للإنتخابات ندوة تحت عنوان (مشروع العمل الإسلامي والمرحلة المقبلة ) في جامع سماهيج الكبير بتاريخ 16-1-2005مـ بتنظيم من اللجنة التحضيرية للجان العمل الإسلامي بالقرية حيث تحدّث فيها عضو المجلس العلمائي سماحة الشيخ عادل الشعلة وسماحة الشيخ حسين الصائم , الى أن جاء وقت الإنتخابات العامة للقرية لاختيار أول مجلس إدارة للعمل الإسلامي بالقرية في 4-2-2005م , وقد صاحب التأسيس بعد أربعة شهور تدشين للمؤسسة في ندوة أقامتها الإدارة المنتخبة بتاريخ 8-6-2005م بجامع سماهيج الكبير وقد كان التدشين بمباركة من المجلس الاسلامي العلمائي وذلك بحضور عضو الهيئة المركزية للمجلس سماحة الشيخ محمد صنقور وإلقائه كلمة داعمة لعمل الهيئة ومن ضمن الذين شاركوا في التدشين النائب البرلماني وعضو المجلس العلمائي سماحة الشيخ حمزة الديري وعضو المجلس العلمائي سماحة الشيخ حسين الصائم, وقد تواصل التفاعل مع التأسيس والتدشين للهيئة بإقامة الفعاليات والأنشطة المختلفة ومنها زيارة وفد من المجلس العلمائي للقائمين على الوسيلة والإطلاع على عمل الهيئة وتواصلهم الدائم مع اللجان العاملة في القرى والمناطق بتاريخ 18-7-2005مـ , وفي تقدم ملحوظ قيام الإدارة الحالية بكتابة قانون أساسي للهيئة وعرضه على الأعضاء ومن بعد مناقشته لثلاث فترات في جامع القرية والإتفاق عليه في شهر سبتمبر من عام 2008مـ وبذلك تكون الهيئة بهذه الوضعية قد اكتمل كيانها التنظيمي وهي قادمة على إنتخابات لدورة ثالثة تاريخية في نهاية شهر مايو الجاري من العام الحالي 2009 مـ , وبهذا التسلسل الزمني والتاريخي تعد هيئة الوسيلة بسماهيج من أقدم المؤسسات وجوداً وتنظيماً على أرض الواقع بين مؤسسات العمل الإسلامي ليس فقط في منطقة المحرق فحسب بل على مستوى مناطق البحرين بشكل أجمع .
إنتاجية الفعاليات والأنشطة:
للوسيلة بجانب إحيائها مآثر أهل البيت (ع) وإقامة المناسبات الإسلامية المتنوعة أن لها اهتمام كبير وواسع بالعمل الرسالي والديني والإجتماعي ونشر الوعي والثقافة الإسلامية في أواسط المجتمع , وتعد لجنة التدريس العمود الفقري للنشاط الديني في تدريس الناشئة القران الكريم وتعليم الصلاة وإقامة الدروس الأخلاقية والتربوية , أما على الصعيد الإجتماعي تحرص الهيئة على التواصل الإجتماعي والتماسك الأسري والجماعي في القرية من خلال قيامها بالزيارات بين الفينة والاخرى لمجالس القرية والتعاون والتنظيم بين مؤسسات المنطقة كما لها مشاريعها الإجتماعية من قبيل العقيقة الجماعية واستقبال الحجاج والزوار, أما على الصعيد التنظيمي والثقافي فكثيرةٌ هي الفعاليات والأنشطة الثقافية والإجتماعية والترفيهية التي تقوم بها الهيئة على مدار العام.
ومن أهم هذه الفعاليات موسم الإمام الصادق(ع) ومهرجان الغدير الإنشادي والمهرجان الشعري والمسرحي وغير ذلك من الفعاليات الكبيرة ,وعلى المستوى الإعلامي تقوم اللجان العاملة بالوسيلة بتصوير وتدوين وتوثيق كل أنشطتها وأعمالها بعضٌ منها ينشر في الصحافة المحلية وبعضها عبر المواقع الإلكترونية العامة كما لدى الوسيلة موقعها الألكتروني الخاص بها http://www.alwaseelah.org والتي تسعى من خلاله تقديم خدمة لقرائها بتزويدهم مختلف الأخبار والفعاليات الاجتماعية والدينية بالقرية , وللوسيلة نشرة إجتماعية تصدر بشكل دوري تحاول من خلالها جمع أخبار الهيئة وأنشطة وفعاليات القرية الإجتماعية والثقافية والرياضية .
والواقع أن هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات المتنوعة والمتعددة تقيمها هيئة الوسيلة بالتعاون مع مؤسسات القرية (نادي سماهيج الثقافي والرياضي ,صندوق سماهيج الخيري , بنات الزهراء ,الجمعية الحسينية وغيرها من الجهات الفاعلة بالقرية) كما للوسيلة تنسيق كبير مع مختلف المآتم الحسينية الرجالية والنسوية بالقرية في إقامة الإحتفالات الدينية والانشطة الإجتماعية وإستضافة العلماء والأساتذة والمهتمين بالشأن الديني والإجتماعي والثقافي .
ويسعى القائمون على هيئة الوسيلة في رفع وتطوير العمل الإسلامي بمشاركة الجميع صغاراً وكباراً والإعداد لتنشئة كوادر شبابية فاعلة بما في ذلك الجانب النسوي لخدمة القرية , كما أنهم يتطلعون الى توسيع العمل الديني والإجتماعي بالمنطقة حرصاً منهم في زيادة نمو العمل المؤسساتي بين لجان العمل الإسلامي في جميع مناطق البحرين مما يسهل في ذلك اقامة البرامج والفعاليات والأنشطة الدينية والإجتماعية والثقافية المتنوعة وتبادل الخبرات والأفكار بين القائمين على العمل الإسلامي .
ـــــــــــــ
1-سورة المائدة آية رقم (52)
مايو2009مـ
جمادى الاولى 1430هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق