طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

السبت، 24 مارس 2012


مسيرة جزيرة المحرق التاريخية
بقلم-جعفر يتيم
لم تكن هي الطريق المرسومه لسلك خط المسيرة التي جرت عصر هذا اليوم الجمعة في جزيرة المحرق وذلك بعد الإخطار المقدم من قبل المنظمين لوزارة الداخلية وكان خط المسيرة من المفترض أن يكون نقطة الإنطلاق بالقرب من نادي الدير على شارع أرادوس شمال مطار البحرين الدولي وصولاً بنادي سماهيج والإنتهاء بالساحة المحاذية للنادي الا أن المنع قد جاء وتغيّر خط سير المسيرة على النحو التالي ,الإنطلاق من الشارع المحاذي لمبنى نادي الدير الجديد شمال القرية والقريب من جزيرة (خصيفه) الشهيرة مروراً بالشارع الداخلي لقرية سماهيج والإنتهاء بساحة الغدير المحاذيه لمقبرة سماهيج .
والأهم من ماتم توضيحه إثبات ثلاثة أمور في غاية الأهمية :
أولاً :أن مسيرة جزيرة المحرق تأتي من ضمن عشر مسيرات قد دعت اليها المعارضة السياسية في البحرين في عصر يوم الجمعة بتاريخ 23-3-2012, تحت عنوان (باقون بكل الساحات) .
ثانياً: الأمر الثاني كسر الحاجز النفسي لحق التظاهر في جزيرة المحرق , وهي خطوة نوعية تحسب للمعارضة التي كانت دائماً تتروى بعدم إقامة الفعاليات والندوات السياسية المطالبة بالحقوق في الجزيرة وذلك حرصاً منها للمصلحة الوطنيه العليا عن باقي غيرها من الأيديولوجيات السياسية المناوئة لها .
ثالثاً: أن المسيرة حضرها حشد كبير من أهالي الجزيرة وربما يراها بعض الساسة والمتابعين غير متوقع أن يحضرها هذا الكم العددي الكبير و بهذه الكثافة من المشاركين.
وهي تعد إن صح التعبير استعراض واضح وصريح لوجود فئة وشريحة كبيرة من المواطنين البحرينين المطالبين بالحرية والديمقراطية ومحاربة الديكتاتورية كباقي مناطق ومدن وقرى البحرين الأخرى ,وبعكس مايشار اليه في الإعلام الرسمي والمأجور على أن المحرق هي بكاملها مواليه لسياسات النظام وحكومته.
مسيرة جزيرة المحرق هي المسيرة الأولى المخطر عنها منذ بدء الثورة الشعبية في 14 فبراير من العام الماضي ولعل أبرزتفاصيلها الحضور الحاشد والكبير من المشاركين والذي قدره مهتمون بـ15 الى 20 ألف قد شاركوا من أهالي قريتي الدير وسماهيج بالإضافة الى مشاركة الأهالي من أحياء مدينة المحرق وقرية عراد , ومايميز المسيرة انها شملت جميع مكونات أهالي الجزيرة ومن الفئات العمرية وحضور الوجهاء والشخصيات الاجتماعية والوطنية المعروفة بالمحرق علاوة على الحضور المكثف للمرأة ومساهمتها بقوة في إيصال الرسالة الى من يهمه الامر وهي دلالة كبيرة على أن المحرق ليست لشريحة أوطائفة واحدة وإنما الجزيرة كل الجزيرة للجميع تذوب فيها المذاهب والأعراق .
ومايميزمسيرة جزيرة المحرق أيضاً عن المسيرات العشر الأخرى التي خرجت في ذات الوقت لبعض مناطق أرخبيل البحرين أن المعارضة عرفت كيف تلعبها صح باختيار الزمان والمكان لإطلاق المسيرة الأولى في الجزيرة وذلك لكسر الحاجز النفسي والمحضور لمايشاع عن أن جزيرة المحرق أنها موالية للنظام حتى النخاع وعلى الدوام في سياساته ,وكذالك بتكتيك سياسي حكيم بعيداً عن التصادمات والتراشقات السياسية , ومما لاشك فيه وهي حقيقة ستبقى ثابته أن هذه المسيرة هي من المسيرات الحاشدة والكبيرة التي لم تشهدها جزيرة المحرق إطلاقاً على مدى تاريخها وسوف تسجل في تاريخ البحرين الحديث والمعاصرعلى انها مسيرة تاريخية في زمانها ومكانها قد أوصلت على وجه السرعه ماتريده من رسائل سياسية وحقوقية واجتماعية للنظام بكل حضارية , لكن السؤال يبقى كيف ستحافظ المعارضة على هدوئها السياسي المتزن والحكيم في هذه الجزيرة الصغيرة بعد كسر الحاجز وكيف ستدير بوصلة المطالبة السياسية بعد تاريخ اليوم فيها ؟
23-3-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق