طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الاثنين، 5 مارس 2012

ترجمة /الحاج عبدالله بن حسين يتيم


إعداد/جعفريتيم

    هو المرحوم الحاج عبدالله بن حسين يتيم بن محمد المسكين السماهيجي من مواليد قرية سماهيج/البحرين عام(1893م) (1310هـ),والدته المرحومة مريم بنت الحاج عيسى بن مهدي بن عبدالله بن مطر بن محمد بن الشيخ الذي يرجع نسبها الى عائلة آل مهدي وهي إحدى العوائل الكبيرة والمشهورة في سماهيج والبحرين , كان المرحوم وحيد الاخوة ويقال أن لديه أخت صغيرة قد توفيت بمرض العصر آنذاك (الجدري) أصابها وهي صغيرة .
توفيَت والدته المرحومة بعد أيام من ولادته وبقى يتيم الأم حتى أرضعته إحدى نساء القرية المرحومة (زينب) والدة كلاً من الحاج سعيد بن ناصر بن راشد (ت-1976م) والحاج علي بن ناصرو(أم الحاج عبدالله الحلي وأم الحاج رضي) وعاش مع أبيه في منزله الكائن بالقرية وبالتحديد حالياً منزل المرحوم الحاج علي بن علي بن عيسى الفرج في الجهة الشمالية الشرقية منه وبعد أن ترعرع ووصل عمره في عشر سنوات توفى والده وانتقل للعيش مع أخواله في بيت جده لأمه , ومن هذا الإنتقال من بيت الأب الى بيت الجد والاخوال (عبدالله,مهدي,ابراهيم,علي,) فتحت له صفحة في مسيرة حياته العملية والمعيشية .
الألقاب والتسميات :
ورث من أبيه اليُتم فوالده المرحوم الحاج حسين لُقَب باليتيم من صغره لان والديه توفيا وهو رضيع, توفيت والدته وهو في سن الرضاعة ,ووالده توفى وهو في سن العاشرة من عمره فأصبح إسم اليتيم مرادفاً لاسمه عبدالله في سماهيج والمناطق المجاورة الدير وقلالي والحد ,أما بالنسبة لجده المرحوم محمد فقد اشتهر بالمسكين وذلك للرواية التي رواها خاله المرحوم الحاج مهدي آل مهدي عنه انه قد وافته المنية في إحدى رحلات الغوص ودفن في أرض ضحلة وهي المعروفة في شمال أرخبيل البحرين بفشت الجارم ,الا أن لقب يتيم أواليتيم كان الغالب والشائع في التسمية عن المسكين وبذلك أتخذ رسمياً اسماً ولقباً للعائلة ,كان يلقب بأبو حسن لأكبر أولاده من البنين الحاج حسن يتيم (أبوأحمد) .
حياته العملية:
بعد وفاة والديه انتقل للعيش في منزل جده المرحوم عيسى بن مهدي وعاش معه لسنوات قليله  وبعد وفاة جده تكفل أخواله بتربيته وبالخصوص خاله المرحوم الحاج مهدي بن عيسى        (ت-1958م) وهي الشخصية المعروفة في فنون البحروالغوص  بالمنطقة والذي كان يمتلك محملاً للغوص (جالبوت) , وبذلك بدأت حياته العملية منذ نعومة أظفاره بالخشونة عن طريق ركوب البحر والغوص لإستخراج اللؤلؤ مع خاله وكان يضرب به المثل في الغوص لغوصه مابين 15 الى 20 باع تحت قاع البحرلإستخراج المحار,وفي سائر الايام بفصل الشتاء كان يعمل لاصياد الاسماك وكذلك كانت له مهمة خاصة أنيطت به في بيت العائلة وهي مهمة التحضير لجلب الحشائش والطحالب من الساحل وكان بشكل يومي يذهب الى مناطق عراد الحالات والحد والعزل المشهورة بالمحار والقباقب برفقة خاله المرحوم الحاج علي بن عيسى (ت-1986م) والمرحومين (الحاج عيسى المشكول , الحاج ابراهيم بن علي النواخذه ,الحاج علي بن معتوق , الحاج حسن بن سلمان (,الحاج أحمد أبوسنيدة (أبوعيسى) ) وغيرهم من بحارة القرية مشياً على الأقدام وعلى ظهره الميص وكان بحارة أهالي الحد يُجهَزون له الجيم لأخذه .
وفي منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين إبان الطفرة النفطية وبعد ضعف رحلات الغوص في سماهيج اتجه للعمل مع  إحدى الشركات الأجنبية (إك مي) وسكن في قرية جرداب بالقرب من مأتم القرية مدة من الزمن وذلك لقرب عمله بالقرب من المنطقة الصناعية حالياً (بابكو) وفي تلك الفترة أُنجب له ولد اسماه (حبيب) بعد ذلك عمل مع أحد النواخذه من عائلة المناعي بقرية قلالي المجاورة لسماهيج وكانوا يعتمدون عليه بالغوص الى ان اضمحلت رحلات الغوص وغادر البحرين للعمل في المنطقة الشرقية بالعربية السعودية لمدة 10 أعوام بمدينة الخبر والدمام مع المقاول الحاج جاسم السكران بمهنة (طباخ) وكذلك كان يعمل في البناء والتشييد ,وبعد  ذلك رجع الى مهنته اصطياد الأسماك مفضلاً العمل لحاله بعد شرائه مركب صغير (هوري) من أحد البحارة في القرية واعتمد في عمله على الصيد عن طريق نظام القراقير والحداق .

زوجاته وأولاده:
تزوج من المرحومة خديجة بنت حسين المعلم شقيقة كلاً من المرحومين الحاج علي والحاج محمد المعلم وقد عاش في بيت المعلم المقابل لمقبرة القرية في القسم الشرقي منه لمدة عامين ثم اشترى بيت المرحوم السيد حسين السيد هاشم الهويدي الشخصية الدينية والإجتماعية المعروفة في سماهيج وأصبح لديه بيت وهو حالياً بيت أولاده الحاج (حسن وحبيب).
له من الاولاد مريم وقد تزوجها الحاج المرحوم حميد بن محسن (أبومعراج) ولم تنجب منه اولاد ,حسن (أبوأحمد) ,أحمد توفى وهو شباب ,ابراهيم توفى وهو صغير, ,خيرية وهي زوجة المرحوم الحاج حبيب علي بن عيسى الفرج /أم عبدالله الفرج, فاطمة توفيت من مرض الجدري وهي في سن العشرين , حبيب (أبومحمد) ومريم أصغرهم وقد توفيت في سن الرابعة من عمرها .
وزواجه الثاني كان بعد وفاة المرحومة زوجته خديجة بالمرحومة مريم (الأنجاوية) بنت عيسى التوبلاني وقد أنجب منها فاطمة وهي زوجة ابراهيم حسن الحايكي (السلم) وعيسى وقد توفى وهو رضيع , عاش مع زوجتة الثانية في البيت المعروف حالياً بيت القلاف في الجهة الشمالية الغربية منه ,أما بالنسبة للاحفاد فقد رزقه الباري عز وجل رأيت العديد من أحفاده لأولاده الحاج حسن والحاج حبيب وإبنته المرحومة خيرية أم عبدالله الفرج .

حياته الإجتماعية:
مع طبيعة عمله الشاق والمتعب الا أنه كان يصل رحمه ويتواصل مع الناس في أفراحهم وأتراحهم ويحضر المجالس والمواكب الحسينية في شهري محرم وصفر ,وكانت له صداقات ومعارف بالقرية وخارجها ومن أهم أصدقائه المرحومين (الحاج يوسف وحسن الخزنة والحاج ابراهيم بن علي النواخذة) الذين كان يصحبهم ويتسامر معهم في المجالس , كان المرحوم ملتزماً في أداء فرائضه الدينية والإجتماعية ومشهوراً بصلة الأرحام خصوصاً في قريتي سماهيج والدير بل كان معروفاً لدى العوائل والأسر (العامر ومطروالمالود هديب ) في منطقة الحد (رأس الماشه) ويشهدونه له في كبر شخصيته حتى حرص لحضورتشييع جثمان (كلثم) أم الحاج أحمد المالود بمنطقة الحد وكان يدعوها بأمه لكثرة ماكان يتردد على بيت المالود وفي بعض الأحيان لضيق الوقت في التنقل يمكث معهم في الدارويجالسهم ويدعونه لتناول الغداء والعشاء ,كان المرحوم ودوداً مع أولاده يسهر الليالي من أجل طلب الرزق والعيش الكريم لأجلهم, وقد كافح في ضل حياته الصعبة والخطرة أن يربيهم أفضل تربية ويعلمهم الاخلاق النبيلة ويدعوهم للتمسك والسير على خطى أهل البيت (ع) والدوام للحضور في المآتم الحسينية للإستماع لمصيبة الإمام الحسين (ع) , وينقل عنه أنه كان حنوناً على أحفاده الصغار الذين تجمعهم الذكريات معه حينما كان يلاعبهم ويداعبهم في جلساته العائلية معهم ويحنَون اليه لملاقاته فقد كان طيب القلب وفي غاية العطف والنبل معهم .

آثاره وذكراه :
قيل عنه مامضمونه (إذا تريد أن يهتم بك ولاتضمأ ولاتجوع رافق اليتيم) وهي العبارة التي يرددها أهالي القرية حينما يعدَون عدتهم للذهاب الى منطقة العزل والحد وهو مايدل على عظم شخصيته وكبر معرفته في أوساط البحارة والعوائل الكبيرة بمنطقة الحد ,كما قيل فيه بعض نظم الشعرمن قبل المرحوم عيسى الملا الشخصية المعروفة في سماهيج (يتيم وزايد صفره وبيته حوال المقبرة) وهو وصف يوضح سكنى المرحوم بالقرب من مقبرة القرية الكبيرة وذات الشهرة بمقبرة (عبيد الصلاح) ويوضح كذلك صفارة وجهه ونضارته.
ومن آثاره تأسيسه مسجداً على الطريق من القرية الى منطقة العزل في الجنوب الشرقي من جزيرة المحرق وموقعه بالتحديد في الشرق من مطارالبحرين الدولي ,مما سهل للبحارة إقامة الصلاة  والحرص على إقامتها وأدائها في وقتها.

مسجد اليتيم:
كانت عادة البحارة قديماً والى اليوم كما هي جارية عند كبار البحارة أن يكون هناك أشخاص معنيين يدخلون للبحر لصيد الأسماك وأناس آخرين يبقون خارج البحر ,والذين يكونون خارج البحرعليهم القيام بمهمة إيجاد الحشائش والطحالب والطعوم لوجبة عمآر القراقير لليوم التالي للدخول في البحر وكان المرحوم جدنا الحاج عبدالله بن حسين اليتيم من الأشخاص الذين أنيطت بهم مسؤلية ذلك بعد ان التحق بمهنة ركوب البحر والغوص مع أخواله من عائلة آل مهدي إذ كان المرحوم يذهب لجلب الحشائش والطعوم (المحار,القباقب) وغيرها من جنوب شرق جزيرة المحرق في المناطق المعروف عراد والحد والعزل و قريب من موقع الحوض الجاف الحالي مع أصحابه البحارة مشياً على الأقدام وعلى ظهورهم المراحل والامياص لوضع الطعوم فيها والعودة مرة أخرى الى موقع الساحل بالقرية ,وكانت الطريق في ذلك الوقت طويلة حيث تقطع المسافة في حوالي 45 الى 60 دقيقة تقريباً أوتزيد ,وإنطلاقهم من القرية ومرورهم الى السبخات الواقعه حالياً بمطار البحرين الدولي وصولاً الى موقع المحشات والطعوم , وفي بعض الأحيان يدركهم وقت الصلاة مما حدى بالمرحوم الحاج حسين اليتيم أن يوجد مكان مخصص للصلاة (مصلاه) وذلك حرصاً منه على أن لايفوتهم وقت الصلاة .
يقع المسجد في الجهة الغربية لقرية قلالي وفي الجهة الشرقية من أرض المطارالبحرين الدولي حيث في ذلك الوقت لم يكن المطار مسوراً بهذا الشكل وكان البحارة يقطعون الطريق بشكل مستقيم من سماهيج الى موقع المحشات ,وقد عمل المرحوم على تحديد موقعية المسجد بوضع الأحجار الصغيرة على حدوده ليكون علماً معروفاً للجميع على أن هذه البقعة من الأرض مخصصه لإقامة الصلوات فيها دون أن يبنى بالطابوق ويشيد بلبنات الأحجار, وكان ذلك في أواسط القرن الماضي وبالفعل حينما يمر البحارة في تلك البقعة يؤدون الصلاة وبذلك أطلق عليه البحارة مسجد اليتيم نسبة لمؤسسه وصاحب الفكرة الحاج عبدالله اليتيم ,وبقى لفترة بسيطة من السنوات الا ان الأهالي لم يلتفتوا اليه في تشيده وبعد ذلك تمت توسعة المطار ولم يعد البحارة يمروا من خلال الطريق وبمعنى أخر أن المسجد قد غُيب أثره , وقد قدم الى هذا المسجد الكثير من البحارة وكبار السن المخضرمين أثناء مرورهم الى موقع (المحشات) بالقرب من الساحل ,والذين لازالوا يستذكرون ويستحضرون مكان المسجد ويتناولون ذكرياتهم ومآثر مؤسسه  .
سفراته:
ذهب الى فريضة الحج الأكبر بتاريخ 8/5/1960م المصادف 12/ذوالقعدة/1379هـ مع المقاول الحاج ابراهيم الخياط وكانت هي سفرته الدينية الوحيده طوال عمره.
وفاتة :
اجريت له عملية تنظيف بالصدر في مستشفى النعيم الصحي ,وبعد النجاح للعملية التي أجريت له الاَ أنه فارق الحياة وانتقل الى جوارربه بعد عدت أيام من نجاحها وذلك حوالي عام(1964م) (1383هـ) ودفن في مقبرة القرية,وقبره الآن في الجهة الشمالية الشرقية منها ,وبذلك أصبح ما تمتع به من عمرقد وهبه الله له في حياته منذ ولادته الى حين وفاته واحد وسبعون عاماً تقريباً .
                                                                         إعداد/جعفريتيم
                                                                        محرم الحرام 1432هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق