طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الخميس، 30 ديسمبر 2010

مسجد اليتيم

مسجد اليتيم
الطريقة القديمة المؤدية للمحشات
بقلم-جعفريتيم
كانت عادة البحارة قديماً والى اليوم كما هي جارية عند كبار البحارة أن يكون هناك أشخاص محددين يدخلون للبحر لصيد الأسماك وأناس آخرون يبقون خارج البحر ,والذين يكونون خارج البحرعليهم القيام بمهمة إيجاد الحشائش والطحالب والطعوم لوجبة عمار القراقير لليوم التالي للدخول في البحر وكان المرحوم جدنا الحاج عبدالله بن حسين اليتيم (ت-1964م) من الأشخاص الذين أنيطت بهم مسؤلية ذلك بعد ان التحق بمهنة ركوب البحر والغوص مع أخواله من عائلة آل مهدي إذ كان المرحوم يذهب لجلب الحشائش والطعوم (المحار,القباقب) وغيرها من جنوب شرق جزيرة المحرق في المناطق المعروفه عراد والحد والعزل و قريب من موقع الحوض الجاف الحالي مع أصحابه البحارة مشياً على الأقدام وعلى ظهورهم المراحل والامياص لوضع الطعوم فيها والعودة مرة أخرى الى موقع الساحل بالقرية ومن البحارة الذين كانوا يرافقونه خاله المرحوم الحاج علي بن عيسى (ت-1986م) والمرحومين (الحاج عيسى المشكول , الحاج ابراهيم بن علي ,الحاج علي بن معتوق , الحاج حسن بن سلمان (,الحاج أحمد أبوسنيدة (أبوعيسى) ) وغيرهم من البحارة رحمهم الله تعالى ,وكانت الطريق في ذلك الوقت طويلة حيث تقطع المسافة في حوالي 45 الى 60 دقيقة تقريباً أوتزيد ,وإنطلاقهم من القرية ومرورهم الى السبخات الواقعه حالياً بمطار البحرين الدولي وصولاً الى موقع المحشات والطعوم , وفي بعض الأحيان يدركهم وقت الصلاة مما حدى بالمرحوم الحاج حسين اليتيم أن يوجد مكان مخصص للصلاة (مصلاه) وذلك حرصاً منه على أن لايفوتهم وقت الصلاة .
سبخات المطار قديماً


يقع المسجد في الجهة الغربية لقرية قلالي وفي الجهة الشرقية من أرض المطارالبحرين الدولي جنوباً من منطقة سماهيج حيث في ذلك الوقت لم يكن المطار مسوراً بهذا الشكل وكان البحارة يقطعون الطريق بشكل مستقيم من سماهيج الى موقع المحشات ,وقد عمل المرحوم على تحديد موقعية المسجد بوضع الأحجار الصغيرة على حدوده ليكون علماً معروفاً للجميع على أن هذه البقعة من الأرض مخصصه لإقامة الصلوات فيها دون أن يبنى بالطابوق ويشيد بلبنات الأحجار, وكان ذلك في أواسط القرن الماضي وبالفعل حينما يمر البحارة في تلك البقعة يؤدون الصلاة وبذلك أطلق عليه البحارة مسجد اليتيم نسبة لمؤسسه وصاحب الفكرة الحاج عبدالله اليتيم ,وبقى لفترة بسيطة من السنوات الا ان الأهالي لم يلتفتوا اليه في تشيده وبعد ذلك تمت توسعة المطار ولم يعد البحارة يمروا من خلال الطريق وبمعنى أخر أن المسجد قد غيَب أثره , وقد قدم الى هذا المسجد الكثير من البحارة وكبار السن المخضرمين أثناء مرورهم الى موقع (المحشات) بالقرب من الساحل ,والذين لازالوا يستذكرون ويستحضرون مكان المسجد ويتناولون ذكرياتهم ومآثر مؤسسه .
منظر آخر للطريق

المعالم الساحلية لسماهيج (11)

الصناعات البحرية

بقلم-جعفريتيم



1-صناعة القراقير:
تعتبر صناعة القراقير من الصناعات البدائية الاولية القديمة للبحارة ذات الفن الراقي التي تحتاج الى هندسة ودقة في صناعتها عن طريق الممارسة العملية (1),وفي الزمان القديم كان القرقور يصنع من عسق النخيل (العسو) المتوفر بكثرة في المنطقة المعروفة بوفرة النخيل والأشجار الى أن تطورت صناعتها بشك الأسلاك الحديدية الخفيفة (أسيام) , وعرف عن أهالي المنطقة براعتهم ليس فقط في الصناعة بل بالنوعية الجيدة للقراقير ولهذا كانت بحارة المناطق المجاورة يطلبونها بكثرة من أمهرالصناعين في القرية, ولم تكن في السابق تعرف صناعة القراقير في محلات خاصة بالصناعة بل كان كل بحار يصنع لنفسه مايريد من القراقير ,وقد أنشأت في سماهيج بالقرب من سواحلها العديد من المصانع الخاصة بصناعة القراقيروذلك لكثرت الطلب عليها , ويعتبر أول من أسس مصنع لصناعة القراقير الحاج محمد حسن حبيب وذلك في ثمانينيات القرن الماضي وتوالت بعد ذلك المصانع للحاج حسن يتيم وأبناء العريس وغيرها من المصانع .


 2-الأدوات البحرية:

الصيرم
من المستلزمات البحرية التي كان يصنعها البحار مع القراقير لنقل أدواته (الصيرم) وهو يستخدم لجمع الطعوم مثل الطحالب والحشيش ويتم نقلها عن طريق هذه الأداة للسفينة ,كما يستخدم كحافظة للاسماك يجمع فيها , والصيرم عبارة عن حاملة بشكل دائري (نصف قرقور) مفتوح من الأعلى ومن جانبيه يربط بحبال , وتصنع من عسق النخيل او الأسيام الحديدية.
الميص :
وهو مقارب للصيرم ويصنع من عسق النخيل والأسيام ويستخدم كأداة لوضع وحفظ السمك .

المرحلة -الجراب :
ويصنع من عسق النخيل وهي عبارة عن حافظة لجمع وحمل الأسماك , وتمتاز المرحلة بسهولة الحمال والتنقل ولها من جانبيها عروتان يمكن للبحار أن يدخل في طرفيها (الخطرة) ويضعها على ظهره ويمشي بها .

السلال:
ومفردها (سلة) تصنع من عسق النخيل وهي أداة صغيره لجمع وحفظ المحار والقواقع والأصداف البحرية , وتمتاز السلال بالبساطة والسهولة في حملها, وكانت في السابق أداة بدائية ووسيلة ونمط لصيد الأسماك شبيه بالمشخال توضع على وجهها قطعة مخروقة من القماش ممسوحة بالطحين وتنزل في المياه الضحلة لعملية الصيد .


الحبال :
أشتهرت المنطقة الشمالية الشرقية وبالتحديد بالقرب من الساحل بوفرة العيون الطبيعية ولذلك أستثمر أهاليها زراعة الأرض وفلاحتها وكثرت النخيل والأشجار وربما وجود ألياف النخيل بكثره كان دليل على وجود صناعة فتل الحبل في الأزمنة القديمة لهذه الأرض كما يروى عن كبار السن بالقرية , وهوما يستدل على ذلك بعض الباحثين على أن اشتقاق كلمة (سماهيج) وأصالتها العربية من هذه الحرفة القديمة كما توضح ذلك بعض المصادر اللغوية من كلمة (سمهج) التي تعني فتل الحبل و(السمهجة) الفتل الشديد ,ويوجد استنتاج جميل للشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بخصوص مسمى سماهيج وصناعة الحبال في منطقتها ( كانت هذه القرية مشهورة بصنع الحبال في الزمن القديم وكانت الحبال من الحاجات الضرورية لأهل البحرين خاصة وانها كانت تستعمل لربط الواح السفينة بعضها ببعض في الزمن الغابر ولم يكونوا يستعملون المسامير آنذاك .وطبيعة الأرض المستوية والمجاورة لهذه  القرية تساعد على مد الحبال ودمجها مع بعضها البعض لتكون ثخينة وقوية وتسمى محلياً بيطة وتستعمل لرفعه الشراع وتسمى(بسه) ولربط السفينة بالمرساة وتسمى (عتاد) وتدخل في كثير من حاجات السفينة وفي أواخر زمن الغوص شاهدت كثيرين من أهل البحر يمدون حبالهم في المكان الذي يشغله مطار البحرين الدولي في الوقت الحاضر ) (2)
3-صناعة الحضرة:
قديما كانت تصنع الحضرة عن طريق أعمدة السعف أو القصب بشكل عمودي متراص مثبت بحبال من ألياف النخيل وهي إحدى أنماط طرق الصيد المشهورة قديماً وقد أشتهر الأهالي بصناعتها بمهارة فائقة وطوروا من شكلها ,وفي تطور لاحق شهدت صناعة الحضرة وجود الشباك الحديدية وتثبت بالسعف أو كمايعرف اصطلاحاً (الخطرات) بعد شكها بخيوط (النايلون) وصناعة الحضرة تقوم في صناعتها بشكل جماعي يديرها متخصصون في هذه الصناعة .(3) 

4-تجفيف الأسماك:
تدل عملية تجفيف (تمليح) الأسماك الى النضوج الفكري والأسلوب الاقتصادي الأمثل في التخزين والتوفير لدى شعب البحرين منذ قديم الزمان فقد عرفوا كيف يحفظوا الأسماك لتناولها في أوقات متفاوته من السنة عن طريق الملح المحلي الذي يستخرج من السبخات ,ولعملية تجفيف الأسماك عدت طرق وأساليب متبعه يتم استخدامها بعد تنظيف السمك ومن ثم اضافة الملح في أحشائه , وقد أشتهرت منطقة الساحل الشمالي الشرقي بكثرت تجفيف الأسماك وتخزينها ومن ثم بيعها محلياً ,والحاجة من عملية التجفيف تكون في الغالب بوفرة الصيد ويحفظ لتناوله في أيام يكون فيها الصيد ضعيف أوربما بسبب تعرض المنطقة لمواسم الرياح الشديدة ,أوتفضيل أهالي المنطقة لتناوله في فترات متفاوته كوجبة اعتادوا في الاعتماد عليها .
ويسمى السمك المجفف اصطلاحاً باللهجة الدارجة (احلى) أوحلا ومفردها حلاية , والحلا يكون صالحاً للأكل لمدة زمنية طويلة بعد تجفيفه وله مواسم في أكله , ويقدم الحلى في وجبات الغداء مع الرز الشيلاني خصوصاً أيام البرودة في موسم الشتاء,وتستخدم غالباً الأسماك في عملية التجفيف ومن أشهرمايقوم الأهالي بتجفيفه من الأسماك سمك الببغاء القين (الكين) ,الصافي ,العنفوز,الفسكر,الكركففان وغيرها من الأسماك .

_________________
1-راجع مقال رقم (6) من السلسلة (الصيد بالقراقير).
2-مجلة الوثيقة ,العدد التاسع – ص (163) .
3-راجع المقال رقم(5) من السلسة (الحضور والمساكر).