طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

بعض من مظاهر الأمن البوليسي الأجنبي في البحرين (1820-1947)



إعداد :جعفريتيم
في كتاب الوجود الهندي في الخليج العربي ( 1820- 1974 ) للدكتورة نورة محمد  صقرالقاسمي ، تذكرالباحثة مجموعة من الحقائق التاريخية لوجود العنصر الأجنبي في أجهزة الجيش والأمن والبوليس في الخليج ومن أهم تلك الأجهزة (عمان وبحرين) مستندة الى مجموعة  من النصوص التاريخية ولمصادرأجنبية وعربية .
نستعرض جزء بسيط لبحثها والذي يتخلل مظاهروجود العنصر الأجنبي في الجهاز الامن البوليسي لحكومة البحرين  في الثلاثة القرون الاخيرة على شكل نقاط  مستخلصة من إحدى فصول الكتاب .

أولاً-    استخدمت السلطات البريطانية أساليب شتى لتحقيق هدفها في حماية الهنود ورعاياها في المنطقة ، وإحدى الوسائل المستخدمة هي القوة العسكرية وقوات البوليس الهندية في منطقتين من الخليج هما عمان والبحرين وقد جندتها بريطانيا منذ حملتها الاولى في الساحل المتصالح عام 1809م ، واجبرتهم على الدخول في الصراعات القبلية لحماية المصالح الهندية ، بالإضافة الى تكوين قوة هندية للمحافظة على الأمن في كل من عمان والبحرين .

ثانياً -    وقبل ذلك خدم الهنود كعناصرعسكرية منذ وقت مبكر في الخليج حتى قبل الهيمنة الانجليزية ، بوجود خليطاً من العبيد المسلمين والبلوش والعرب وعدداً من أبناء السند بالهند في جيش السلطان العماني (1792-1804).

ثالثاً-  استمرت هيمنة الانجليز على ادارة القوات في العشرينيات من القرن العشرين بتعيين الكابتن مكارثي قائد لجيش السلطنة ( فيلق مشاة مسقط ) وتألفت في البداية من بعض المرتزقة الاجانب من الفرس والبلوش وانضم اليهما بعد ذلك افراد من أهل عمان .

رابعاً-  وفي تغيير لقيادات الجيش وإدخال عناصر من أهل عمان والبلوش من المسلمين في القوات لتحسين التنظيم استمرالوضع على ماهو عليه في قيادة أجنبيه حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتذكر القاسمي كما تواجد العسكر الهندي في عمان تواجد ايضا في المياه البحرينية وظهر في حرس الوكالة وفي قوات الأمن والبوليس البحريني .

خامساً-   في عام 1880م  قام الانجليز بارسال بعض من الوحدات من الجيش الهندي للبحرين .

سادساً-  في العشرينيات من القرن العشرين برزت قوة الاجانب العسكرية من الهنود في قمع الحركة الوطنية في البحرين حينما استخدمتها بريطانيا بحجج التدخل الخارجي وحماية الرعايا وفي ظروف عزل حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي  1923.

سابعاً-  كان المسؤل عن حفظ الأمن والنظام في البحرين قوة من( فداوية ) الشيخ وكانوا مرهوبي الجانب من الجميع .

ثامناً-   بعد عزل حاكم البحرين الشيخ عيسى اصبح من بعده الشيخ حمد وقد شكل قوة البوليس من الفرس والبلوش القادمين من عمان (قوة ردع مسقط) وذلك بمشورة الميجور ديلي .

تاسعاً-  بدأت قوة ردع البحرين عام 1925 بتوصية من المقيم الانجليزي في الخليج لحكومة الهند ، وتكونت القوة من أهل الرند ومن رعايا مسقط والهنود الذين وصلوا عن طريق كراتشي ، على أن يدفع حاكم البحرين رواتب الجند والقائد الانجليزي ، وكانت هذه القوة تمثل عبئاً ماليا واستنزافا مستمرا لدخل البحرين .

عاشراً- في عام 1926م جرت مجموعة من الحوادث أثارت الشعور بعدم الاستقرار منها قتل رئيس البوليس في العاصمة المنامة وقيام جندي من القوة بقتل ضابط هندي وأصابت الوكيل السياسي وعلى ذلك تم استحضار قوة هندية يقودها ضابط انجليزي وابعاد فصيلتين من المشاة من العناصر البنجابية .

الحادي عشر-  ساد شعور من الاستياء لاهل البحرين من تصرفات القوة  الاجنبية بحيث أن عدداً من عناصر القوة صدرت عليهم أحكام بالسجن أو كانوا مفصولين من وحداتهم بسبب سوء سلوكهم وهم من العناصر الأ جنبية ومن الذين لايتحدثون باللغة العربية أو الفارسية ، وتضيف القاسمي أن ذلك المزيج من الاجناس الهندية والفارسية والبلوش أدى الى تعقيدات عديدة في العمل وقائد القوات العسكرية ليس له أية سيطرة عليهم ، وفي العام ذاته 1926م ومن خلال مشاكل التي أوجدتها القوة حلت هذه القوة وجيئ بقوة أخرى من البنجاب  ليبرز دورها في قمع ثورة الغواصين .
الثاني عشر -  اقتراح من حكومة البحرين للوكيل السياسي الانجليزي بتقليل عدد عناصر الجنود من الهنود في جهاز البوليس على أن يتم ذلك بانتهاء مدد عقودهم ، وقد قلت نسبة العنصر الهندي في البوليس وازدادت العناصر العربية في عام 1928، وتنقل القاسمي أن حكومة البحرين قامت بالاستغناء عن خدمات الكابتن بارك والتخلص من العناصر الهنديه والاعداد لادخال عناصر من أبناء البلاد بسبب أن المهمة التي جائوا من أجلها قد انتهت وهو خطر (الدواسر) القادمين من شبة الجزيرة العربية وللتخفيف من آثار الازمة الاقتصادية .

الثالث عشر-  وفي عام 1932 حينما غادرت عناصر القوة البوليسيه من البنجاب أرض البحرين كانت قوة بوليس البحرين قد قامت وكان أغلبهم من المجندين العرب الجدد من (أصول زنجية) وقد تقدم منهم الكثيرون للعمل في البوليس الا انهم كانوا يُرفضون لأسباب صحية ، وخلال العامين التاليين نظمت برامج لتدريب البوليس فألحق من الضباط العرب بالفرقة العاشرة في مدينة كراتشي.

أخيراً :
تخلص القاسمي الى أن وراء هذا التغيير الاطمئنان الى تلك العناصروالى الاستقرار الانظمة التي وضعتها بريطانيا في المنطقة طوال القرن السابق ، مما أصبحت معه الحاجة الى الوجود الهندي العسكري غير ملحة ، بل إن هذا الوجود كان مكلفا لحكومة البحرين مما كان يخلق شكلاً من عدم الاستقرار وبالتالي فان الوجود الهندي العسكري كان يمكن أن يؤدي الى عكس الغرض من .
26-7-2012
__________________
المصدر :
الوجود الهندي في الخليج العربي 1820-1947 /د.نورة محمد صقر القاسمي - رسالة جامعية (ماجستير ) منشورات دائرة الثقافة والاعلام – الطبعة الأولى الشارقة /الامارات 1996م.

مقتطفات من مذكرات بلجريف الأمنيه (1926-1957)



اعداد :جعفر يتيم
بعض من المذكرات الامنية والبوليسية للإنجليزي السير تشارلز بلجريف الذي كان يشرف على الجهاز الامني ومستشاراً خاصة لحاكم البحرين بين الاعوام (1926-1957) نستخلصها من كتابه المترجم للعربية (مذكرات بلجريف) مع تعليق بسيط على محتوى مذكراته .

أولاً: يذكر بلجريف أن القلعة وهي مقرالشرطة البحرينية كانت تتكون من رجال أشداء  يبلغ عددهم 200 شرطي أجنبي تم توظيفهم في مسقط ، والشرطة تتكون من الأفارقة السود والبلوش ومن سلالات مختلفة ، وبعضهم كان يتحدث اللغة السواحلية التي تعلمها بلجريف في شرق أفريقيا ، ويذكر أن من ضمن الشرطة العديد من الجنود الهنود ذوي الرتب الصغيرة وضابطان سابقان في الجيش الهندي .

ثانياً : ذكر بلجريف حالتين حدثتى لاطلاق النار في مبنى القلعة ، ويعزوا ذلك  الى سبب معاملة الرؤساء والضباط  للعناصر المجندة من الأجانب البلوش والهنود وذلك لإذلالهم وإهانتهم ، فالحادث الاول كان في بداية عمله والآخر كان في نهاية خدمته الاستشارية .

ثالثاً : بعد رحيل قائد الشرطة الانجليزي الى بلاده قرر حاكم البحرين بتسليم المنصب الى مستشاره بلجريف لفترة مؤقتة الا انه استلم قيادة شرطة البحرين لغاية 1955م .

رابعاً : بعد مجيئ المستشار الى البحرين تم تسريح الشرطة وعاد أفرادها الأجانب الى مسقط ،إلا انه بعد سنوات قليلة رجعوا إلى البحرين وحصلوا على الوظائف فيها وكاجراء مؤقت جلبت فصيلتان من جنود المشاة الهندية .

خامساً :  أن جهاز الأمن (الشرطة) الشرطة تصرف له مبالغ من ضريبة الجمارك التي فرضتها الحكومة 5% وقد شملت ذلك أول ميزانية كانت من إعداد المستشار بلجريف نفسه والتي تبلغ (000،75) جنيه استرليني .

سادساً : يذكر بلجريف أن المجندين البنجاب كان يُنظر اليهم على أنهم مرتزقه أجانب يتقاضون أجوراً مرتفعة نظير عملهم ، فقد سافر بلجريف مع زوجته لمدينة كراتشي وبعد عودته منها وصلت الدفعة الاولى من الشرطة الهنود ذوي الأصول البنجابية وقد قام بتوظيف أحد الضباط الانجليز اسمه (بارك) ليعمل ضابطاً للشرطة البحرينية وبقي هذا الضابط الى حين عودة المجندين الأجانب (البنجاب) الى بلدهم الهند بعد انتهاء خدمتهم والتي انتهت في عام 1932 ولم يبقى سوى بعض الضباط البنجاب من ذوي الرتب الصغيرة .

سابعاً : الإنجليزي بلجريف يقترح على حاكم  البحرين على أن تشكل قوة الشرطة من المواطنين ، وافق حاكم البحرين إلا انه كان يشك بالحصول على الراغبين بالانضمام ، قيام بلجريف بوضع اعلان للالتحاق بجهاز الأمن (الشرطة)  ، وفي تأكيد للمستشار بلجريف لم نكن نعاني من قلة المتقدمين وكان أكثر المتقدمين من السود (الزنوج) المنحدرين من سلالات افريقية  ، وكانوا من نفس النوعية التي تعاملت معها أثناء عملي السابق بالصحراء الغربية في افريقيا .

ثامناً : يتحدث بلجريف عن عدم رغبة البحرينيين بالاتحاق في سلك الأمن  (الشرطة)  لاسباب الطفرة الاقتصادية والتعليم الا انه عاد ليؤكد أنه عاد اليوم في سنة (1959) الحال كما كان عليه في العشرينيات والثلاثينيات على أن الغالبية من الشرطة من جنسيات عرببية أخرى في وصف له  (أكثر من ثلاثة أرباع ).

تاسعاً : أشرف بلجريف بنفسه على تطوير الجهاز الأمني في البحرين بمختلف جوانبه وقد عمل على تكوين فرقة الجمال من المجندين السود (الزنوج) وأنشأ فرقة (الخيالة) وأسس فرقة موسيقية من أبناء الشرطة القدماء وقام بتوظيف أحد المجندين الاجانب من الهنود (السيخ) ليعمل رئيساً للفرقة .

عاشراً : في ثورة الغواصين التي حدثت في عام 1932 اتهم بلجريف الثوار باثارة الشغب والاضطرابات ووصف قياداتها بزعماء الفتنة ، كما أوضح من جانب آخر أن شقيق حاكم البحرين وأمير جزيرة المحرق كان يرأس فرقة من المسلحين ، ويؤكد المستشار أنه تم اطلاق النار بضراوة على المتظاهرين من قبل الشرطة والذين كان بينهم جنود أجانب (هنود) فقد قتل عدد من المتظاهرين الغواصين وجرح عدد من الشرطة .

الحادي عشر : يصف بلجريف المجندين الأجانب من البنجاب الذين عملوا في جهاز الشرطة والقوة الأمنية  (ادوا خدمات كثيرة لها ) وكذلك يصف المجندين الزنوج على انهم كانوا حريصين على التعلم والتدرب وكانوا يشعرون بالفخر والتباهي بمظهرهم العسكري .

الثاني عشر : يقول بلجريف أن الايجابيات التي نتجت عن تكوين جهاز الشرطة من أفراد على دراية ومعرفة بالبلاد والشعب ولغته العربية فاقت السلبيات القليلة التي واجهناها ، ويؤكد المستشار أن الشرطة يرجع الفضل اليها في استتباب حالة الامن في البحرين لسنوات طويلة ، والقليل من أفراد الشرطة متعلمون لكنهم رجال يمكن الإعتماد عليهم في الأوقات الحرجة .

التعليق :
في الوقت الذي لايخفي المستشار الإنجليزي لحاكم البحرين أي سر في أسماء جنسيات المجندين الاجانب من الهنود والبنجاب والأفارقة والزنوج ..... الخ وتوصيفاتهم العرقية للعمل تحت سلطته الامنية ، فإنه نراه يقلب الحقائق بتسمية المتظاهرين والثوار وبمن يطالب بحقوقه الطبيعية باثارة الشغب والاضطرابات ، بل أنه نعت  قيادات ثورة الغواصين 1932 م بزعماء الفتنة , وزاد في تعديه في النعوت والوصف الى ماكان يردده على ان هذه المظاهرات والإضطرابات والمطالب التي كانت تقوم بها قيادات الهيئة (1954- 1956) سببها الأجانب ، والشعب البحرين بريئ من ذلك وهؤلاء الأجانب هم سبب الفتنة وكان يقصد القيادات العليا لهيئة الإتحاد الوطني والطعن في أصولهم (أنظر - ذاكرة وطن / ابراهيم كمال الدين - ص 34،72)  ، وقد اتخذ المستشار سياسة العاجز لمحاربة خصومة السياسين باتهامهم بالعمالة والطعن في أصولهم والتشويش على مطالبهم والتقليل من حجم الشخصيات الوطنية الفاعلة والمثقفة .
من الطبيعي للخبير الأمني الإنجليزي وسيادة المستشار أن يأمر قواته الامنيه في قمع الحركات الوطنية والتحرريه ووئدها وسجن الوطنيين وتعذيبهم وهو مايسميه بلجريف (استتباب الأمن في البحرين لسنوات طويلة ) ، لكن كل ذلك على يد من ؟ ومن هم ؟  وماهي جنسياتهم وكيف قدموا ؟  إنهم المجندون الأغراب الأجانب الذين قاموا بخدمات جليلة  للحكومة  ، وبحسب تعبير بلجريف ( أدوا خدمات كثيرة لها ) ولا يخال للمستشار في الوقت الذي ينشأ في الإطراء والمدح في موظفيه الأمنيين وجنوده البواسل ، إلا أنه الناقل نفسه للحالة المتذمرة الشعبية في شغل الأجانب للجهاز الامني من قبل أهل البلد والعرب المقيمين (لكنهم لم يتأقلموا مع البحرينيين والعرب المقيمين الذين كانوا ينظرون اليهم على أنهم مرتزقه أجانب يتقاضون أجوراً مرتفعه نظير عملهم ) ، هؤلاء المجندون الاجانب هم من كانت لهم اليد الطولى في قمع المظاهرات والمسيرات والحركات الإحتجاجية المطالبه بالحرية والكرامة منذ العشرينيات الى نهاية الخمسينييات من القرن العشرين ، وعلى سبيل المثال قمع ثورة الغواصين ومحاربة هيئة الإتحاد الوطني وابعاد قياداتها للخارج  كل ذلك حصل في استشارية بلجريف للبحرين ، وللأسف الشديد أن هذه العقلية والسياسة تجذرت وأصبحت عقيدة من بعد تقاعد بلجريف عن العمل وتركه للاستشاريه أو بالأحرى انصياعه الخفي والمحرج لمطلب الهيئة بتنحيته ، وتوالت هذه العقيدة في القمع ووئد الحركات الوطنية والتحررية في الستينينات لانتفاظات عمالية مروراً بمطالبات الحرية والديمقراطية في عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ووصولاً الى ثورة اللؤلؤ 14 فبراير2011م  .
بلجريف الذي أقترح على حاكم البحرين بتشكيل قوة شرطة وطنية وكان الحاكم يشكك في ذلك هو نفسه المستشار القائل والذي أكد في عبارته (لقد عاد اليوم (1959) الحال كما كان عليه قبل ثلاثين سنة ) ويقصد أن هذه السنة كما هي سنين العشرينيات كان جهاز الشرطة غالبيته من الأجانب والأغراب (وأصبح أكثرمن ثلاثة أرباع رجال الشرطة من جنسيات عربية أخرى ) ومثل ماحصل في العشرينيات والخمسينيات في القرن العشرين من غالبية للشرطة فإن التاريخ قد عاد نفسه الآن ونحن نعيش 2012 في الغالبية ذاتها .
مانستخلصه من ذلك كله يتضح في أمرين ، الامرالاول أن السياسة التي كان يقوم بها المستشار الانجليزي لإدارة البلاد خلال 31 عاماً من استشاريته هي نفسها وهي ذات العقلية التي تدارالآن ، والامر الثاني أن العقيدة الامنية والبوليسية لضابط المستعمرات الإداري هي ما قد تعلمها بلجريف من أساتذته الأمنيين والعسكريين وطبقها على أرض الواقع في البحرين من خلال مبدأ  الاستعمار والامبريالية بسياسة فرق تسد وخلق الفتنة بين الشعب الواحد واستخدام وسيلة القوة العسكرية والبوليسيه لحماية الحكومات المحلية  من التمرد والثورة ، مثلما فعلت ذلك بريطانيا عند بدء حملاتها البحرية التوسعية في حوض الخليج في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي باستخدام الأجانب ( الجيش الهندي ) كقوة ضاربة ضد الشعب الأصلي .
27-7-2012م
______________
المصدر :
مذكرات بلجريف - تأليف السير تشارلز بلجريف / ترجمة مهدي عبدالله - الطبعة الثالثة  (2011م / 1432هـ ) ، دار البلاغة للطباعة والنشر ، بيروت -  لبنان .