طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الخميس، 5 أبريل 2012


ظاهرة طفح مياه البحر في سماهيج

بقلم-جعفريتيم 

كانت في يوم من الأيام ساحلاً جميلاً يرتاده جميع أهالي القرية من البحارة والهواة لغرض الراحة والتنزه والإستمتاع , وكانت تزهو بألوانها الخضراء وبهوائها العليل , بعض ذلك كان بستان وبعض ذلك كان نبعُ ماء بكوكبها وعينها , إلا أنّ الدفن والطمر كان له رأيٌ آخر , لقد أصبحت المنطقة المذكورة جزء من الماضي القديم الذي بلا شك ولاريب سوف تتذّكره الأجيال بكامل تفاصيله الطبيعية , هي بالتحديد المنطقة السكنية الجديدة من إسكان ( سماهيج ) الواقعه شرق القرية والمطلة على الجزرالإصطناعيه أمواج ( البلدة المأهولة ) ولها تسميتها التاريخية الخاصة بما يعرف بالمأثور للمفردات الشعبيه للمنطقة مابين منطقة الحرف شرقاً مروراً بالغليل الى الساحة المقابلة لمأتم الشباب.

كان الملفت للنظر في هذه الأيام العشرة الماضية تزايد طفح الماء في هذه البقعه وبالذات في منطقة ما كانت تعرف سابقاً بمزرعة ( السيّول ) بسبب بدء  أعمال الحفر لتهيئة أساس البناء ومن ذلك ظهرت هذه الظاهرة على السطح , ليس الغريب في ظهور الماء ولأن المنطقة جزء من جزيرة يحيطها الماء من كل جانب وسطحها منخفض وسهل كما هو معروف بطبيعتها الجغرافيه , إلا أن الغريب هو طفح الماء بكثافة غير معتاده , البعض من الأهالي يرى في ذلك أن طفح المياه الى الأعلى بسبب دفن قناة المجاري الواقعه جنوب شرق القرية , والبعض الآخر يعتقد أن هذه المياه هي تدفق مجرى الكوكب ( جوجب العود ) وعين السيّول الواقعه في ذات المنطقة نفسها بعد طمر هذين المعلميّن الساحليّين في السنوات الأخيره , إلا أن هناك جملة من البحارة والمهتمين بالبحر والصيد يرون أن هذا الطفح سببه عوامل جاذبيه القمر من خلال عملية المد والجزر التي تقع في دورتين متتاليتين خلال اليوم الواحد , والإعتقاد الأخير هو الصحيح بحسب أحد المختصين بعلم طبقات الأرض , وهو ما يوضح أن هذه البقعة من الأرض التي كانت ملامسة للساحل قبل عدت سنوات هي منطقة منخفضه بالنسبة لباقي أسطح القرية وتعد قريبه جداً من مستوى سطح البحر ولذلك تطفح على سطحها مياه البحر وليس كما يعتقد الآخرون أنها مياه الينابيع أو المجاري القريبه من البقعه , وهي تأتي في عملية دفع وضغط ( قوة الضغط الدافعة ) من البحر الى أخفض بقعه قريبه لمستوى سطح البحر على اليابسه ومن ذلك تتضح المياه أو الرطوبه وبعد ذلك تتكون السبخات لوجودها على أملاح مياه البحر , وهذه الظاهرة لم تكن جديدة  أو طارئه على بعض أسطح قرية سماهيج وإنما منذ القدم كانت كذلك  ترى ظاهرة ( السبخات ) بوضوح في مناطق متفرقه منها على سبيل المثال في البقاع القريبه في غرب وجنوب القريه في ساحة الهلال وبالقرب من مركز الدير الصحي وبالقرب من الملعب الكبير لنادي سماهيج والبقعة المحيطة لمركز سماهيج وكذلك الأراضي الملامسه لمطار البحرين الدولي بالإضافة الى الأراضي المزروعه كالبساتين المعروفة....الخ وإنما التغيير الحاصل لجغرافية المنطقة من دفان وردم ساهم بقوة في وضوح هذه الظاهرة ورؤية الأهالي لها عن كثب .

وفي السنتين الماضيتين كان الأمر ملاحظاً بطفح المياه في منطقة مزرعة السيّول خصوصاً حينما تكون ( ماية الشهر) المعروفة بـ( الشوع ) وهي حالة المد ويرى ذلك بوضوح , وبالعكس حينما تكون حالة الجزر تضمحل المياه وتبقى طبقة الأملاح عالقة في التربة , ومنذ الإعلان عن توزيع الوحدات والقسائم السكنية على أهالي المنطقة في الأشهر الأولى من عام 2010 طالب المستحقون من أهالي القريتين (سماهيج والدير) الحاصلين على القسائم السكنية الوزارة المعنية بحفر هذه الأراضي ودفنها مرة أخرى للتمكن من سهولة البناء عليها ومساعدتهم  لكن ذلك لم يتم  بسبب أو بآخر, إلا أنها أخيراً عملت على تنفيذ مايطلبه المستحقون عبر تكليف مقاول مختص بالقيام بهذه المهمة وبالفعل بدء العمل خلال الأسبوع الماضي ومنذ الساعات الأولى من عملية الحفر أصبحت ظاهرة طفح المياه ترى بوضوح .



2-4-2012


المنطقة كما كانت قديمة

الماء الكثير أثناء الحفر

جانب ىخر من ماء البحر

طبقات الأملاح بالقرب من ملعب نادي سماهيج

إحدى السبخات شرق القرية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق