طبيعة السواحل

طبيعة السواحل

الخميس، 9 أغسطس 2012

عصرنا يفتش عن علي (ع).


بقلم – جعفر يتيم
الكثيرمن المؤرخين ورواة الحديث ذكروا عن علي (ع) والكثير من الكتاب والمفكرين والمنصفين كتبوا عن شخصية علي وأبعادها الإنسانية والإسلامية في موسوعات وكتب مختلفة ومتنوعة , ولعلّي بهذه الكلمات البسيطة يعجز قلمي عن أتيان بشيئ جديد في مقام وشخصية ولي الله الأعظم وأمير المؤمين الإمام علي ابن ابي طالب (ع) وذلك لعظمة هذا الرجل وشخصيته ونفوذه في كل قلب بشري يعرفه ويأخذ من معين علمه وفضله الإنساني .

أستطيع بشيئ بسيط ومتواضع أن أدل القارئ العزيزعلى كتاب قيّم وكبير يعرّف حقيقة الإمام علي في شخصيته الحقيقية الإنسانية وليست فقط الإسلامية وهو كتاب (الإمام علي في محنه الثلاث / محنة التاريخ – محنة التشيع – محنة الإنسان ) من مجموعة الآثار الكاملة (2) للمفكر الإسلامي الشهيد /الدكتور علي شريعتي وهو من أفضل وأروع ماقرأت عن هذه الشخصية الربانية العظيمة في التاريخ البشري .

كما ذكرت سلفاً أن الكثير كتب عن شخصية أمير المؤمنين علي (ع) من التابعين والمخالفين له وحتى من لايدينون بدينه ولايسلكون نهجه الإسلامي والإنساني ولكن أجد في هذا الكتاب أن الدكتور شريعتي قد أختلف عن المعتاد وكتب بشيئ مختلف وفريد من نوعه في أبحاثه عن الإمام عليه السلام في الضروريات الإنسانية والإسلامية والحاجة اليها وهو مايعبّر عنه في أحد فصول أبحاثه ( عصرنا يفتش عن علي ) .
لقد أصاب شريعتي عندما أطلق عبارة (عصرنا يفتش عن علي ) والعبارة صالحه لكل زمان ومكان بحقيقة أن علي جامع لكثير من الصفات الحميدة والنبيلة فمثلما هو معارض هو الإنسان ورجل الدولة , ومثل ماهو قيادي بارز في الجبهات وقائد عسكري هو الزاهد والفيلسوف والخطيب والثوري , كذلك علي هو النموذج للعدالة السياسية والإجتماعية والنموذج للشعر والخطابة والبلاغة ونموذج للعمل والإنتاج وعلي هو السياسي والحقوقي البارز في الإسلام والإنسانية وأكاد أظلم شخصية علي عندما أحجمه وأجعله في هذا الإطار الضيق فعلي عليه السلام أكبر مما نتصور فكل ماوجدت مكانه للإنسانية تجد فيها رمزية علي عالية متعالية .

لذلك تجد كل إنسان على وجه البسيطة في داخله يفتش عن هذه الرمزية من الصفات الحميدة الممزوجة بالمبادئ والقيم والأخلاق وهي موجوده في رمزعلي الإنساني , علم هذا الإنسان الباحث عن الحقيقة عن شخص علي أو لم يعلم عنها ! فهي موجودة ومتأصله في الفكر الإنساني وهي حاجة ملحة يطلبها ويتغذى بها الإنسان باستمرار دون أن يشعر بها وهو مايعبّر عنه الدكتور شريعتي ( عصرنا يفتش عن علي ) و(علي حقيقة على غرار الأساطير) .

24-10-2005 

البحرين تأبن آخرشهداء الإنتفاضة


اعداد \جعفر يتيم
أحيا أهالي قرية سماهيج حفلاً تأبينياً في ليلة الجمعة الموافق 14-9-2006م أربعينية الشهيد علي يوسف الحبيب في الجامع الكبير بالقرية , بمشاركة الأستاذ عبدالوهاب حسين وحضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية وتواجد جمع غفير من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة .
وكان الحفل التأبيني متنوعاً بالكلمة والشعر والانشودة فقد ألقى الأستاذ عبدالوهاب حسين كلمة عن الوضع السياسي المحلي , وألقى كل من الأستاذ صادق ربيع والشيخ عبد الهادي المخوضر قصيدتان شعريتان تتغنيان بالشهيد وشهداء الإنتفاضة , كما كانت هناك كلمتان كلمة لأهل الشهيد ألقائها أخ الشهيد حبيب يوسف وكلمة لزملاء العمل ألقاها الأستاذ كريم رضي , وآخر الحفل كان الحضور على موعد مع فرقة البرهان الإنشادية وهديتهم للشهيد بأنشودة تتغنى بقيمة الشهادة , ويعتبر الشهيد السعيد علي يوسف الحبيب آخر شهداء الإنتفاضة التي عصفت بالبلاد سنين التسعينيات بعد أن قضى طوال الفترة متأثراً بمعاناة المرض.

الشهيد في سطور :
الاسم \ علي يوسف الحبيب
يكنى بأبو الحسن
عمره 40 سنة
من سكنة قرية سماهيج
متزوج وله من الأولاد ثلاثة ( الحسن / طفوف / الحسين )
يعمل لدى شركة أسري
اهتاماته ونشاطاته :
صاحب شخصيه ومكانه بين إخوته وعائلته يتمتع بسمعه طيبه وأخلاق عالية بين الناس , من الشباب الناشط للأعمال الخيرة له نشاط تعليمي ديني وتوعوي على الصعيد الإجتماعي , متعلق بالمأتم ويعد من أبرز المدرسين للقرآن الكريم في فترة الثمانينات في القرية رغم صغر سنه , ناشط ورادود حسيني له الكثير من الأعمال الحسينية والقصائد التي تتعلق بقضية الإمام الحسين (ع) ينظم الشعر الحسيني الممزوج بالشأن السياسي والإجتماعي , متابع للاحداث المحلية والدولية وذو بصيره بمايحيط بالمجتمع.
تعرض الشهيد لثلاثة اعتقالات :
الإعتقال الاول كان في يوم 14/12/1994م بمنطقة البلاد القديم بعد مضايقات أجهزة أمن الدولة لمسيرة كانت تطالب بالإفراج عن سماحة الشيخ علي سلمان واستمر اعتقاله لمدة 15 يوماً.
والإعتقال الثاني :
كان بتاريخ  2/4/1995م واستمر لمدة  9 أيام
أماالإعتقال الثالث :
كان في ليلة التاسع من شهر محرم الحرام الموافق 27/5/1996م  مع مجموعة من رواديد القرية و استمر لمدة 4 شهور وتم الإفراج عنه بتاريخ 24\9\1996, وفي الإعتقال ذاته تعرض الشهيد لضرب مبرح على الرأس والظهر مما تسسب له إنتقال جرثومه الى الدم مشابه لجرثومة مرض ( بهجت ), وفي سجن الحد القديم زادت معاناة الشهيد بالكثير من الآلام في الرأس والظهر ,وبعد الإفراج تعرض الى عدت جلطات في الرأس وأجريت له عدت فحوصات وكشوفات وخضع الى أربع عمليات جراحية واستمر به المرض حتى وفاه الأجل المحتوم في اليوم الثامن من شهر أغسطس 2006م , وقد تسبب مرضه بانتقال الجرثومة  لأصغر ابنائه (الحسين ).


نشر بمجلة الوفاق
العدد 40 رمضان  – 10-2006

وكتــبنـاك شهيــداً للوطن



بقلم-جعفر يتيم 
جمعتنا القضية وسط الجدران ,عرفته جيداً هناك ... صاحب ابتسامة خجولة , وقلب طيب , وشخصية مرحة خلاقة , كان يؤنسنا بمداعبته ونشتاق إلى أحاديثه وابتساماته بين الفينة والأخرى .
رغم مصارعته للمرض والمعاناة كان كثير التفاؤل والأمل بالمستقبل خصوصاً في تلك الأيام والليالي الحالكة الممزوجة بالحرارة والرطوبة من شهري يوليو وأغسطس لسنة 1996 التي مضيناها معاً ,ورغم التضييق إلا أنه كان صابراً بمعاناته ,متحملاً البداية المريرة لآلام المرض في رأسه وجسمه .
من المصادفات الغريبة والعجيبة لتلك الليالي والأيام الصعبة إلى حلول اليوم الأليم بتاريخ  8\8\2006 أتذكر ذات ليلة مرت بنا وسط الجدران مع الفقيد كنا نستذكر شهداء الوطن والحرية في جلسة تحليلية لأحداث الإنتفاضة وكان الفقيد هو الذي يعدهم ويذكرنا بهم !, فليت شعري يا علي لقد كنت بالأمس تذكرنا بالشهداء واليوم نحن الذين نذكرك ونحسبك معهم ,وكأني بهاني وسعيد يهيئان لك المكان,والشيخ النجاس يضمك إلى صدره ويقبلك بين عينيك , و قمبريستضيفك ويهنئك بالشهادة ومجاميع الشهداء تفرش الورود والرياحيين وتطرب فرحاً بمقدمك !.
أبا الحسن ... عذراً أخي لم أتمكن من الحضور ,وموارة جسدك والصلاة على جنازتك ,لا أدري أأبكي أم أستبشر ؟ أأحزن أم أفرح ؟ فإن بكيت وحزنت لفراقك فقد كنت أخاً عزيزاً على قلوبنا وإن استبشرت وفرحت فإننا نستبشر خيراً وسعادة لكتابة اسمك في سجل الخلود والشرف  في سجل شهداء العدالة والحرية والوطن لتكون آخر شهيداً كتبنا اسمه في سجل الشهداء.
خادم الحسين
هناك الكثير من عشاق وخدمة الإمام الحسين(ع) وهناك الكثير ممن يعملون في الحسينيات والمواكب الحسينيه باخلاص وعطاء ,ولكن تبقى القلة القليلة ممن يزيد اهتمامها واخلاصها للعمل حرصاً للمسؤولية , أبا الحسن أحد الأشخاص الذين عرفتهم عن كثب في عمله الدؤوب والمتواصل لخدمة الموكب الحسيني ,ولعَلي أرى أنه أحد الأشخاص المخلصين في القرية الذين يرجع لهم الفضل في سيرورة بقاء الموكب بهذا الشكل والأسلوب والمضمون وتواصله بهذه الوتيرة , علاوة على أن الفقيد كان رادوداً حسينياًوصداحاً بذكر قضية الحسين (ع) وفي أصعب الأوقات التي مرت بها البحرين والمنطقة ,كما كان يكتب الشعر الحسيني الممزوج بالشأن الاجتماعي والسياسي .
فرحمك الله يا أبا الحسن وأسكنك الفسيح من جناته ,ونحسبك من شهداء الوطن والحرية والعدالة ولنكتب وتكتب الأجيال والتاريخ اسم علي عالياً شهيداً من شهداء البحرين ..
صاحبك في المعتقل
14\9\2006